الثلاثاء، 2 فبراير 2010

Harraga

إن فراشاً من التبن مبسوطاً أمامنا لأكثر راحة من سرير بغدادي ناعم نراه في السينما , إذ كانت للمرحومة أمي قولتها المأثورة التي ظلًت تلقننا إياها كلما قدَّمت لنا شوربة الجلبانة المهروسة : إن لم تأكلها على التوّ فستندم عليها بعد ساعة .

وصرت أنا كذلك أتقول الأشياء مثلها لكي أخفف عن نفسي شدة وطء البؤس , ولكن دون أن يصل بي الأمر إلى حد إتخاذ الموضوع تجارة كما يفعل البعض الذين نراهم يهرولون وأيديهم ممدودة من حزب إلى حزب ومن بنك إلى آخر مطلقين لأنفسهم العنان في إلقاء الخطب والشعارات.
وهكذا صار فقراؤنا وأغنياؤنا في الهوى سوى يتحلون كلهم بذات الخصال في الوقاحة والدناءة التي لا يتصورها العقل السليم , فهم دوما في الكر سواء , يراوغون ويحيكون الدسائس ويحتلون المواقع , ولا يوجد غيرهم من يحسن مثلهم صرف الانظار واختلاس المناصب.

ولكن في النهاية , هل يبقى للثراء معنى إن كنا نجهل قيمة الأشياء ؟ وما هو البؤس بالضبط ونحن نبغض المعرفة ؟ , ومن يرغب في البؤس فليتهيأ له ومن يهن يسهل الهوان عليه !, ولقد آن الأوان لكي يدرك البؤساء ما يريدون بالضبط , هل يرضون بحياة الذل أم يريدون التخلص منها , وما على الأغنياء الا أن يتعلموا حسن التصرف .
إنني أكاد اجن في النهاية لمثل هذه التصرفات !.

فأنا أسرد كل هذه الأمور لكي أصل إلى القول بأن مدينة الجزائر (!!) ليست مكانا مريحا لمن يريد الراحة .

من رواية بو علام صنصال ( حراقة - Harraga ) عن قصة حياة الشابة لامية !

هناك 12 تعليقًا:

Anonymous Farmer يقول...

حمد ،

ممكن توضيح للصورة الجديدة ؟ حتين ما أفهمك غلط .

Anonymous Farmer يقول...

عفوا فالصورة واضحة ولا تستدعي التوضيح ، فالكتاب يقرأ من عنوانه ، ولكنها صدمة الإسبوع

إليك تعليقي

Anonymous Farmer يقول...

حمد ،

من بين آلاف الصور المعبرة عن واقع غزة الأليم ، بل شبه الخيالي في مرارته ، تختار أنت - دون خزي أو عار - هذه الصورة التي تعكس منطق لاإنساني ينادي بالكره و بإعفاء وغض النظر عن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق شعب كامل - بنساؤه وعجزته وأطفاله - معللا ذلك بموقف حكومتهم المؤيد للغزو العراقي .

و هذا هو منطق الكره ، القائم على كره الجميع نسبة لمواقف البعض ، والقائم على تبرير الشنيع من الجرائم عن طريق تذكير الجميع بتلك المواقف السلبية ... أهكذا نفصل بين الخطأ من الصواب ؟ طيب هناك كثير من المجتمعات التي تكره المسلمين .. عنصرية تجاههم و تتصرف على هذا الأساس ... هل نفرح حين يتضررون من جراء نكبة ؟ لا وبالطبع لا فهذا هو منطق اللإنسانية و منطق الكره القائم على الكذب والخداع فيما يتعلق بتعريف الحق والباطل .

ليس لأحد أن ينكرموقف الحكومة الفلسطينية الشنيع من الكويت ، والمواقف الشنيعة لكثير من الفلسطينيون ممن عاش في الكويت واكل من خيرات هذه البلاد التي يشهد لها الجميع - بما في ذلك الفلسطينيون القاطنين فيها - بأنها قدمت ما لم تقدمه أي دولة عربية أخرى لهذا الشعب من مأوى ووظائف وخدمات وميزات . ولكن هذه المواقف الشنيعة تم تجريمها ومعاقبتها من قبل الكويت عن طريق قطع تلك العلاقات وطرد ممن لا يستحق تلك المعاملة وهذه البلاد ، وهذا يكفي .

وبالتالي التعامي عما يحدث لشعب بأسره بسبب موقف حكومته أو البعض من مواطنيه عن طريق هذه الصورة و التذكير بمواقف البعض لاستباحة دم الجميع كما تستبيحه إسرائيل ، فهذا هو الكره بعينه . ففي هذه الحالة وحسب منطقك ، فأي خلاف شديد بيني وبينك يستبيح بألا يتعاطف أي منا مع الآخر في حالة تعرض ذوينا لمصيبة ما لا سمح الله ، مبررين عدم الإنسانية تلك بوقائع الخلاف الشخصي ، أين الإنسانية في ذلك ؟

لم تحاكم شعبا كاملا على خطيئة حكومته ؟ طيب وما ذنب الأبرياء ؟ مئات من الأطفال الفلسطينين يتم اعتقالهم وضربهم في السجون لرمي الحجر ، مئات من الأطفال يتم تصويبهم وقتلهم عمدا وبدم بارد ، مئات آخرين يتم تيتيمهم وتشريدهم وتجويعهم . مئات الآلاف من الانسانيين المناهضين للنظام الإسرائيلي الباطش ينددون بفظاعة الإصابات البشرية في قطاع غزة ، قائلين بأنها مشابهة لمحرقة اليهود ، وبأنها أعظم من الفصل العنصري المأساوي في جنوب أفريقيا ، وبأنها أعظم جريمة تم ارتكابها بحق الإنسانية وذلك لوقوعها في العصر الحالي ، عصر التطور والإنسانية المنادي بحقوق الحيوان والأرض والطبيعة .

وأنت تذكرنا بمواقف البعض من الغزو العراقي .

آلاف من الإسرائيليين الانسانيين ، من كتاب وناشطين وسياسيين ، يحاربون الدولة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة ، وعشرات آخرين يتم سجنهم وتغريمهم لتلك المناهضة ، وآلاف غيرهم من أفراد الجيش الإسرائيلي يتعرضون لعقوبات عديدة من جراء تركهم للجيش أو رفضهم الألتحاق به لأن - حسب أقوالهم - سياسة تلك الدولة أصبحت تملي عليهم قتل "أكبر عدد ممكن من المدنيين الفلسطنين" وترغيبهم بذلك عن طريق منحهم العطايا والمراكز لمن يحصل على أكبر "عدد من الرؤوس" البشرية ، سواء لرجل أو لطفل أو أمرأة . هؤلاء اليهود - الذين تتعارض مصالحهم مع الفلسطينيون بشكل أكبر منا نحن - اصبحوا ينادون بالتوقف عن استباحة دم الأبرياء لما في هذا الفعل من إعدام انسانية الجميع .

وأنت تذكر بالغزو .

اتفهم - رغم المعارضة - موقف الكثير من اللبراليين الانهزاميين فيما يتعلق بتلك المصيبة الإنسانية ، فهم يعللون بطش إسرائيل بوجود حماس وغيرها ، متناسين بأن تلك الجماعات انما هي نتيجة طبيعية لأي احتلال و الجرائم التي ترتكب ضد شعب أعزل و ان تلك الجماعات لم يكن لها وجود قبل الأحتلال ولا حتى بعد مضي فترة زمنية طويلة عليه . ولكني لا اتفهم بتاتا موقفك أنت ، أليس لديك أطفال ؟ أنت تنادي بعدم التعاطف مع أطفالك عن طريق موقفك هذا من أطفال الغير .

أتناول عادة هذا الموضوع من منطلق عربي وذلك لعنصرية إسرائيل تجاه العرب - بما في ذلك تجاه العرب الإسرائيليون - ولكنه ليس شرط أو سبب لمناهضة ذلك النظام اللإنساني ومساندة ضحاياه ... فمن لديه ذرة إنسانية ... ذرة واحدة يا حمد ... لابد له أن يتعاطف مع شعب منكوب بكل ما تحمله تلك الكلمة من معاني ، و من لا يملك تلك الذرة ، فليتفضل بإرفاق مثل هذه الصوره .


آسفين على الإطالة وعلى الاستبشار بك خيرا

Hamad Alderbas يقول...

عزيزي فارمر

يا اخي مابي اقولك افترض بالبداية حسن النية بس بقولك ياريت لو انك نطرت لين اجاوب على سؤالك !.

بالنسبة لي لن اعمم اعتراضي على المواقف السوداء من الغزو على الغزاويين او السودانيين او غيرهم وغيرهم , وتعليقك الطويل لم أقرأه بالكامل لأن مبني على سوء النية واللي بعيد جدا عن مقاصدي عندما وضعت هذه الصورة ,


وضعت هذه الصورة بهذا التعليق فقط للتذكير بأننا مررنا بنفس المعاناة , وهذه الطاولة الارضية المستديرة بشموعها قد جربناها في ايام الغزو العراقي ونعرف كيف هؤلاء الناس يعانون ويشعرون بنفس ما كنا نشعر به .

فقط هي للتذكير بمعاناتنا نحن من اجل استشعار معاناة الاخرين وليست الصورة تتحدث عن دماء او اي شيئ ثقيل اخر وانما تتحدث عن فقدان ابسط مظاهر المدنية والمتمثلة بالطاقة الكهربائية التي وبعدم التمتع بها دليل على عودة هذه المنطقة الى البدائية بتعمد من قبل الكثير من الاطراف المسؤولة عن الحالة السيئة التي يمر بها اهل غزة .

تحية لك اخي الكريم

ساره النومس يقول...

معارضين وبعدين اشقاء

لا احب التمثيل بصراحة ، نعم نحترم العراق ولكنه ليس بلد شقيق ولا يستحق ان نساعده بل الذين يحتاجون هم فقراء افريقيا

secret يقول...

عزيزي حمد شكرا على الموضوع

و اسمح لي علقت على الموضوع السابق .. فالزميل مصر على التعنت اللي هو فيه.

شكرا و اكرر اعتذاري

well_serviceman يقول...

شكرا عالنقل وعالموضوع عزيزي ، أما بالنسبة للصوره، عشنا أسوأ من ذلك، كل ما كان لدينا ولله الحمد "مع صغر سني" خبزه صغيره ، وسكر!

Anonymous Farmer يقول...

لم أفهم الصورة بهذا الشكل

ولن يفهمها أحد بهذا الشكل كذلك

عموما خل التعليق

لكي يستفيد منه عديمي الإنسانية

و اقراه أنت بالكامل أيضا

لأنه يتماشى مع مواقفك السابقة من الموضوع

هذا و قد استغرقت كتابة التعليق أربع ساعات تقريبا

سيدة التنبيب يقول...

شكرا لك للتذكير ..

لكنني أرى أن شعوبنا ضعيفة الذاكرة

من جهتنا من منا يذكر الغزو و معاناته أو أبطاله

و من جهة غزة : لابد لنا من فنابل فسفورية تحرق الأطفال حتى نتذكرهم ..

Hamad Alderbas يقول...

عزيزي فارمر

لن اعلق على ما تفضلت به وقد قرأته كله لأنه ليس موجها لي الا بجزئية واحدة فقط

ماهي مواقفي السابقة من قضايا غزة ؟

رفض تصرف حماس التي تتحدث عن السلام عند استلامها لزمام الامور في الحكومة بعد انتخابها وبنفس الوقت ترفض الاعتراف باسرائيل وتكتفي بالاشارة الى اعتراف السلطة الفلسطينية باسرائيل وتقول سلام ؟, هل هذا هو الموقف الذي تحاسبني عليه الان ؟

لست ضد خيار المقاومة لا للفلسطينيين ولا الاكراد حتى ولا الدارفوريين ولا غيرهم , ولكني ضد الخلط مابين المقاومة وبين تمثيل الشعب سياسيا في خيار غبي ولا يقبله عقل وهو الادعاء بالمشاركة في السلام مع التهرب من الاعتراف بالطرف الاخر !.

تحية لك اخي العزيز


عزيزتي طموحة مملوحة

والى متى ؟

الفين عام مثلا ؟

تحية لج زميلتي العزيزة



عزيزي سيكرت

الله يعينك يا صاحب الحجة ماراح تخلص لأنك تتعامل مع حافظين لا مع اصحاب قناعات .

تحية لك اخي العزيز




عزيزي ويل سيرفسمن

اتفق معك تماما , اتذكر العصيدة جيدا ولن انسى طيحتنا فيها :)

فقط اردت ان اعرض صورة من صور معاناة المجتمع الفلسطيني

تحية لك اخي العزيز




عزيزتي سيدة التنبيب

للأسف هناك من يعمل على اعادة غزة الى زمن العصور الغابرة , جدار هنا وسياج هناك وحصار اقتصادي خانق لإهداؤ الكرامات قدر الامكان

تحية لج زميلتي العزيزة

Anonymous Farmer يقول...

الله واكبر عليك يا حمد ..الله واكبر عليك بس .

يا حبيبي ، أولا مطالبة حماس بالاعتراف بإسرائيل كمطالبة الهند بالاعتراف بباكستان ! مايصير ، فلكل هذه الدول شعبه ودينه وخصائصه ومصالحه ! وفوق هذا فإسرائيل هي التي ترفض حماس كسلطة و ترفض حق الشعب الفلسطيني بالكامل في الحياة ، مو أقولك الحياة الرغيدة بل في الحياة ونقطة على السطر . وفوق هذا فإسرائيل هي الطرف المخالف لقرارات وبنود الأمم المتحدة يا حمد وليست حماس ، إسرائيل والولايات المتحدة هم الأطراف الوحيدة المعارضة لحل إقامة دولتين منفصلتين والتي وافقت عليه حماس والعالم بأجمعه ! هذا لأن إسرائيل يا حبيبي لا تعترف بالفلسطينيون و لا تريد اعطائهم أي أرض وكذلك لأنها تريد التمدد والتوسع - على أراضي لبنان والأردن - لأنه وفقا للكديما الإسرائيلية - هذه الأراضي وهبها الله لهم شرعا .

وبعدين إنت قاعد تعارض نفسك بنفسك ، إنت تقول انك لست ضد خيار المقاومة للفلسطينين وفي نفس الوقت تقول بأن تلك المقاومة يجب ألا تنصب على عدم الأعتراف بإسرائيل ! لا والله ! عيل مقاومة شحقه ؟ إذا المقاومة مو ضد الأحتلال عيل شنو لزومها ؟ حبيبي هذا احتلال ووقوعه منذ فترة طويلة من الزمن لا يحوله إلى غير ذلك ، بالضبط كما لا يتحول الخطأ إلى صواب بمرور الزمن . هذا احتلال يا حمد واحنا مجربين الأحتلال ، شلون بالله تسمح بازدواجية المعايير بوصف الغزو العراقي بالاحتلال و بوصف الأحتلال الإسرائيلي بغير ذلك ؟ ما هذا الموقف الازدواجي و الانهزامي كذلك ؟

وبعدين هل تعلم بأن موقف منظمة التحرير الفلسطينية كان نفس موقف حماس الآن ؟ طبعا راح يكون لهم نفس الموقف فالاحتلال احتلال سواء ناهضته سلطة إسلامية أم غيرها . ولكن حماس تواجه كل هذا البطش الذي لم تواجهه المنظمة ليس فقط لأنها إسلامية أو لأنها تحوز على غالبية أفراد الشعب ، بل لأن إسرائيل باتت أفظع وأبشع وأشد على جميع الفلسطينيون بما في ذلك ممثلهم الشرعي .

كيف لك يا حمد ، أو لغيرك ، أن يقلب الموازين بهذه الطريقة ؟ ويمسي معرفا الخطأ بأنه صواب والعكس ؟ موقفك هذا - مثلما بينت سابقا وأبينه الآن باقتناع (وحزن والله) ، منطق يجيز العنف ، وإهدار الدم ، واستنكار الآخر والاعتداء عليه .. ومن يسمح بذلك تجاه شعب معين سيأتي شعبه الدور يوما ما .

فالدنيا دوارة وحلقة الظلم لا ترحم أحدا والتصدي لها واجب على الجميع ، بما في ذلك أنت بإنسانيتك المنشودة .

Hamad Alderbas يقول...

عزيزي فارمر

اعتراضي ليس على اختيارهم لخط المقاومة , ولن يكون على اختيارهم لخط السلام , اعتراضي على الموقف الا معقول , حماس تريد الدخول في عملية سلام ومقتنعة بحل الدولتين , وبنفس الوقت هي لا تعترف بالدولة الاخرى , اشارة الى طموح بالتوسع وبإلقاء الاسرائيليين في البحر ولا تقل لا !.

اذن السلام هنا لم يتحقق وبذلك اشارة الى ان المقاومة مستمرة بالمقاومة الى اخر شبر في فلسطين , فمن الذي لديه مشكلة بهذا الوضع انا ام حماس ؟ .

لا اقول بأن اسرائيل بريئة من الطموح التوسعي , لا اقول ذلك اطلاقا , ولا اقول بأن ليس من مصلحة اسرائيل استمرار تعنت حماس ! , من الاخر اسرائيل وحتى لو قامت مفاوضات سلام فستنقض وعودها في شربة ماء , سواءا مع الفلسطينيين او غيرهم .

انا اقول , بأن وضع العرب سيئ للغاية , التخلف ضارب اطنابه والتأخر وصل الى قمته ولذلك من مصلحة الفلسطينيين الدخول في سلام وهو سيكون هدنة بكل الاحوال والعمل على تنمية وتقدم الدول المحيطة والتي ستكون قادرة لا على حماية حقوق الفلسطينيين فقط وانما ستكون قادرة على حماية نفسها من الاطماع التوسعية الاسرائيلية .

تحية لك اخي الكريم