الجمعة، 12 مارس 2010

هنا فرصـة للأمل !

ما الذي يحدث بالمنطقة ؟ , وعلى مر سنوات طوال ولازالت الصحوات الدينية ظاهر تأثيرها بمجتمعات المنطقة , في الكويت والعراق وفي السعودية وايران وفي غيرها من الدول , البحرين ايضا وبقية دول الخليج , اخوان الاردن ومصر وفلسطين والقسمة الطائفية في لبنان .

هنا في الكويت , عندما نتحدث عن الاسلام السياسي لدينا نستذكر تحالف السلطة مع الاسلاميين في اواخر السبعينيات واستمراره الى التسعينيات وكنا نعلق الاسباب على ذلك التحالف وتأثيره في الناس وبالتالي اعتبرناه تدخلا غير مباشر للسلطة في الانتخابات و تأثير في قناعات الناس الانتخابية .

ان اردنا حل هذه المشكلة لما لها من تأثير سلبي مباشر على الحريات بشكل عام و منها حرية التعبير وحرية الاعتقاد والحرية الشخصية وغيرها فعلينا أن نشخص المشكلة جيدا لا ان نتسارع بتبرير فشلنا في صد مثل هذه الهجمات الرجعية , فلا يجب ان نعلق فشلنا اليوم على بعض المواقف كما فعل الزميل العزيز Blacklight عندما ربط مابين التقدم الاسلامي في الكويت وتحديدا بعد الدوائر الخمس ومحاولة هذا التيار لتحقيق مصالح انتخابية عند كل قضية وبين حركتي نبيها خمسة وإرحل نستحق الافضل .

فإذا ما سلمنا بصحة تحليل الزميل الفاضل فسنتراجع بسرعة عن هذا التسليم ان تسائلنا ,,, وماذا عن المد الديني الطائفي في كل من لبنان والعراق والبحرين وبقية دول الخليج والمنطقة ؟, وماذا عن الاختلاف الطائفي في مصر والسودان وفي غيرها من الدول؟ , فالأمر متشابه سواءا في الدول الاكثر تحررا او في الدول ذات الهامش مع الحرية , او في الدول المتعصبة , منهم الدول التي عاشت بصراعات مابين التحرر والتعصب كلبنان و مصر والتي انعزلت بهما كل القوى الليبرالية , ومنهم الدول التي حافظ فيها المختلفون على مساحه فاصلة صغيرة ,, ما المشكلة إذن ؟؟.

هناك جو عام لم تتخلص منه المنطقة , وهو الشعور بحاجة الناس بالقدر الأكبر من العدالة ومن الأمن الاجتماعي , هذا الأمر لم يتحقق في أي من هذه الدول , حتى أن الناس قد جربت الانحياز لفكرة العدالة الربانية المطلقة والتي تمثلت على الواقع بالتماثيل التدينية والتي لم تحقق هي الاخرى طموحات الناس , بدليل التغيرات التي حصلت في الساحة الانتخابية الكويتية في السنة الاخيرة , بالاضافة الى ما يحدث اليوم في الانتخابات العراقية والتي ستحمل الكثير من المفاجآت ومنها انحسار ارقام التشدد الديني بالمقارنة مع ارقام العام الماضي ( 2006) .

الانتخابات قائمة على اختيارات الناس , وطالما ان مبادئ الحرية لا تسترعي اهتمام الناس فإن الإكتفاء بالتمسك بها لن يقدم شيئا للفكرة السامية التي يقتنع بها ذوي التوجه التحرري , ولذلك لابد من التفكير في اولوية الناس في حال لو كنا مهتمين بتحقيق رقم حقيقي في السلطة التشريعية من أجل صد قوانين التعصب والتعارض مع الدستور على الاقل ومن اجل السيطرة على اسلوب الابتزاز السياسي لتحقيق مصالح دينية مذهبية ضيقة وسيكون ذلك بمشاركة الناس بإهتماماتهم الوطنية ومنها محاسبة المخطئ واختيار الكفاءة وفرض هيبة القوانين الدستورية والاصلاح العام وتحريك عجلة التنمية في مجالات الصحة والتعليم والاسكان والبنية التحتية ومعالجة مشكلة تضخم الاسعار والاحتكارات والخدمات السيئة لما بعد البيع وغيرها من المشاكل التي يعانيها المواطن في حياته اليومية , وهذا ما حركني شخصيا للمشاركة في حملة إرحل فنحن نستحق الأفضل وقبلها بدعمي كمواطن متابع لتحرك الشباب في نبيها خمسة .

القضية تحتاج لحوار طويل ولتشخيص دقيق , على الاقل كان من الافضل ان نعمل على تعزيز الثقة بمن نتفق مع خطهم الفكري من السياسيين على انهم يمثلون الجزء الاهم من الساسة الذين يهتمون بالمصالح الشعبية واهمها تحقيق الامن الاجتماعي بالاضافة الى اعادة السيادة للعدل والمساواة وللشفافية ولتطبيق القانون .

التيار الديني بدأ يعود في الكويت بعد انتكاسته الاخيرة بسبب انحيازه لبعض قضايا الامن الاجتماعي وان كان ذلك بشكل محدود , وسيعود في العراق في حال لو نجح العلمانيون والمعتدلين في الانتخابات وفشلوا في تأدية مسؤولياتهم الوطنية هناك .

هناك 6 تعليقات:

بو عبدالملك يقول...

وازيدك من الشعر بيت
ان التيارات الاسلاميه حملت السلاح في العراق وافغانستان وفلسطين والشيشان والسودان والصومال ونيجيريا والفلبين واليمن وموريتانيا والمغرب والجزائر وباكستان والقوقاز

ولاننسى من اتخذ السياسه منهج لغايته
ولاننسى الدعوه بالكلمه

فهذا يبشر بعودة الخلافه الاسلاميه
ولاننسى ان تم اقامة خلافه اسلاميه لكن سقطة وان شاء الله سوف تقومم


اما بالنسبه لليبراليه والعلمانيه فأنا اقولها لك من اسوء الى اسوئين وسوف تسقط سقطه مدويه مع سقوط امريكا

اصلا موضوعك هذا يبشر بالخير
افرحني موضوعك لانه يثبت فشل الليبراليه والعلمانيه

وانا الان ادعيك الى ان تجدد توحيدك وتدخل في الاسلام

فريج سعود يقول...

تخلي السلطة عن التطبيق الكامل للعدالة والقوانين الكافلة لها ادى على مر السنوات الى توجه المتدينين الى المشاركة السياسية لاحساسهم بان هذه البلد لا يؤخذ فيها حق الا بالمشاركة السياسية

في حين في السابق كان المتدين ينآ بنفسه عن المشاركة السياسية لما لها من احتمالية تجريح التزامه الديني

كويــتي لايــعه كبــده يقول...

الكثير من المهتمين بالسياسة يتصلبون في فكرهم الآيديلوجي ويرون الأمور من زاوية واحدة ومنهم ما أسميهم الـ"ألترا لبراليين" فبنظرهم الدين السياسي -والبعض منهم الدين- هو سبب تراجع الدولة بكل نواحيها إلا أن الحق يجبرنا بالإعتراف أن المزيد من الإنفتاح لا علاقة له في تطور الدولة أم لا فهو ليس المشكلة أساسا. أساس المشاكل في الكويت هو الفساد. تغذى من يغذي الكثير من مشاكل الدولة. صراع الأسرة الداخلي على الكرسي الكبير والمكتسبات، ضياع هيبة القانون وعدم تطبيقه، تفشي السرقات وعدم محاسبتها بسبب مساهمة "المحاسبين" فيها، الإنحدار الإجتماعي الأخلاقي والثقافي وغيره، الإدارة السيئة، وغيرها الكثير والكثير جدا هم بالفعل بسبب الفساد وسوء الإدارة والقدوة السيئة وارتباط كل منهم بالآخر.

الأمر لا يحتاج الى تحليل عميق فالأغلبية تعرف المشكلة بالكويت وقيلت بأشكال مختلفة..."حاميها حراميها"و "ماشين على البركة" أي بدون إدارة وما شبه.

blacklight يقول...

مساء الخير
عزيزي بدايه اشكرك على هذا المقال وهناك أمور لابد لي من توضيحها لوضع النقاط على الحروف

أولا
مشكلة العمل السياسي هنا هو انعدام التنظيم الحزبي وبالذات وبدون مجامله أنتم الوطنيون المقصودون هنا هل تدري لماذا ؟ لأنكم التيار الوحيد الذي أراه كمن يغرق نفسه متعمدا بشبر ماء يتكلم بمفردات كبيره جدا وبشكل خيالي مفتقد للواقعيه والبراغماتيه .والمشكله ان أي قضية اصلاح سياسي تتبنوها يحصد ثماراها الإسلاموقبليين . تماما مثل الدوائر الخمس التي حولت نائب الشيشه والشيشان والدكتور سوبر مسلم ناقل أصوات خيطان الى أبطال بنظركم .

ثانيا
قضية الحريات وان كانت بنظري اولويه هذا لا يعني أني فرضتها كأجنده سياسيه عليكم لكن بنفس الوقت اقول لا يحق لكم كوطنيين أن تستاؤوا أو تمتعضوا من أي انتهاك اسلاموقبلي لها فأنتم طوال السنه متحالفون معهم بإسم التعدديه والمصلحه العامه لذلك هم واثقين انكم لن تعترضوا أو تعارضوا هذه الإنتهاكات فالسياسه بالنهايه تحالفات ومصالح .ان استدعت المصلحه سيكون صديق الأمس عدو اليوم . وهذا واضح جدا ولا داعي لإنكاره وإلا لما رأينا تقديس "علي الراشد" قبل سنتين يتحول اليوم الى سباب وتخوين . كذلك لا يحق لكم أن تدعوا الدفاع عن المدنيه والحريه وانتم بنفس الوقت تهمشون قضاياها وتعتبرون قضاياكم السياسيه أهم منها هذا تناقض .

ثالثا
كمواطن أتفق مع العديد من طروحاتكم كمعارضة رئيس مجلس الوزراء ومطالبته باداء تنفيذي احترافي قانوني و الوقوف بوجه غطرسة البرجوازيين ووقضايا التنميه وووو الخ. لكن من الغير المعقول أن أؤيدكم بالوقوف مع حدس أو الشعبي أو السلف وغيرهم من التجمعات والفئات السياسيه التي تسعى لتدمير النظام المدني بإسم المعارضه او المكتسبات الشعبيه . أنت كمن يريد أن يعالج مريضا بإعطائه السم والقضاء على حياته .

رابعا
مستحيل أن يخلو مجتمع من المشاكل وكل فرد يرى الامور من نظرته الخاصه وعلى هذا الأساس يقول رأيه .
بنظري مشاكل هذا البلد كلها تدور حول محور واحد هل تدري ماهو ؟
"القانون"

وهذه المشكله يتحمل مسؤوليتها افراد المجتمع ولا احد غيرهم وسأقول لك السبب .

هم من يختار المشرع ومشرعهم هو من يحاسب المنفذ ان قصر وقضاؤهم يحكم بالعدل الذي هم يرون .
اذن هم الفاسد والمفسد الحقيقي بهذا المعادله .
هل تعلم لماذا اقول "هم" ولا أشمل نفسي معهم ؟ لأني فكريا مختلف عنهم وبرنامجي الفكري الذي ترونه موضوعا هامشيا هو بنظري أولويه ومفتاح الإصلاح الإجتماعي الذي سيصلح بعض ان لم يكن العديد من الشؤون الاخرى بما فيها سياستكم المحليه وقضاياها التي لن تنتهي .

مشكلتكم يا حمد كتيار سياسي انكم ترون الموضوع من زاويه واحده زاوية المعارض للحكومه والجهاز التنفيذي فقط .بأي شأن كان سواء كان مال عام ؛ تجاوزات وغيرها م رموز سياسية مقدسه لا تمس لديكم تحالفات مع متردية ونطيحة العمل السياسي بإسم الإصلاح ولديكم حسابات ومصالح سياسيه مع هذا وذاك .

ان كنا سنرى الصوره بشكل أوسع فأن سلطات البلد كلها وأنظمتها بحاجه الى تدخل سياسي إصلاحي سريع ذلك لن يتحقق بتجمعات ساحة الإراده او كتابة المقالات بالجرائد أو المدونات ذلك يتحقق فقط بالعمل السياسي المحترف المنهجي كإنشاء حزب له اهداف وادبيات واضحه .

هل تستطيع ان تبني بيتا من دون مخطط؟ هل تقدم على أي قرار بحياتك دون دراسه ؟ هل تقيم أي شأن دون معايير ؟ هذه هي منهجيتنا يا حمد فأين هي منهجيتكم او بالأصح ماهي منهجيتكم ؟

Hamad Alderbas يقول...

عزيزي فريج سعود

وانا هنا بهذا الوقت تم احالة قانون الزام المرأة بمرافقة محرم في حال سفرها الى اللجنة التشريعية

هذا اخر ما وصلنا له بالكويت

تحية لك زميلي العزيز



عزيزي كويتي لايعة جبده

لا اؤيد عدم الربط مابين الشعور بالتحرر - العدالة - وغيرها من الاسس التي اعتمدت على انها من اهم مبادئ حقوق الانسان وبين الابداع والانتاجية , خصوصا واننا امام احد الخيارين اما الانقسام على اسس عصبية مثل القبلية والطائفية او ان نكون منقسمين على اساس الافكار - الحزبية العلمانية والتي تعتمد بالتنافس بالدرجة الاولى على الفكرة والاقناع بغض النظر عن الترتيبات التي قد تؤثر على القناعات لمصلحة قبلية او دينية او طائفية

تحية لك زميلي العزيز


يتبع..

Hamad Alderbas يقول...

عزيزي بلاك لايت

في الحقيقة اشعر بحجم المشكلة , واشعر باهمية التحاور في هذه القضية , ولا ادعي بأنني امتلك الحقيقة المطلقة بل بالعكس لازلت افكر بالموضوع كما قلت بالسابق , وفي الحقيقة كنت اتمنى من الاخوة الزملاء المشاركة في هذا الحوار لربما نصل الى اطروحات تؤثر في قناعاتنا وربما تجعلني انا شخصيا بأن احسم الامر من طرفي على الاقل .

من مدة وقد وصلت الى قناعة اتمنى ان تتبدد بأن الديرة ماعادت ديرتنا , ما عادت ديرة مواطنين بل اصبحت الديرة هي بلد طوائف واديان وقبائل وتجار وتعصب ومصالح فقط لا اكثر .

أعود الى النقاط التي تفضلت مشكورا بطرحها :



نعم اعترف بأن الاسلاميين مستفيدين من الكثير من مطالبنا , بدءا من المشاركة الشعبية في الحكم والتي أخطأ الاولون بعدم إحكامها من خلال التشديد على منع العصبية من التدخل بالسياسة , فأضحى دستورنا مؤسس ممن لهم ميل قومي عصبي لم يكونوا في ذلك الوقت أهلا لوضع دستور يرفض كل اشكال التعصب ايام ماكانو الكويتين يسمون عيالهم بجمال وحكيم وناصر وسلام , فالمتعصب لن يأتي بما هو متحرر من كل اشكال التعصب ! , هذه الثغرة التي دخل منها بقية المتعصبين بأنواعهم الى عالم الرقابة المستغلة لخدمة توجهاتهم على حساب العدالة الاجتماعية وعلى حساب مستقبل الدولة ومصلحتها , بالاضافة الى سيطرتهم على التشريع وشل حركة تطور التشريعات الى المزيد من الحرية والتي هي اساس التعايش السلمي مابين المختلفين فكريا وعقائديا داخل المجتمع الواحد .

هذه الخطأ هو من اوصلنا الى المرحلة التي نعيشها اليوم , مرحلة منع المرأة من السفر الا بوجود محرم , والسبب تجاوز اولئك الاولون للنقطة الجوهرية المتمثلة بدين الدولة وقوميتها بالاضافة الى عدم تقدمهم الى الان بضمانات تكفل اللجوء الحر للمواطن الى المحكمة الدستورية .

النقطة التي اريد التحدث عنها الان هي , من عليه الان ان يدفع فاتورة تلك الاخطاء؟ , خصوصا ونحن نشهد تخلي الامة عن احترام وحماية اساسنا وهو التعايش السلمي , من المسؤول وماهو الحل الامثل لهذه المشكلة ؟ هل هو بعدم الاعتراف بالدستور الذي سكتنا عن اخطاءه لخمسين عام وقبلنا بها بسكوت اباءنا , ام بالضغط من اجل تعديل قانون المحكمة الدستورية مثلا , ام بالضغط على السلطة لإمالة مواقفها نحو حقوق الانسان والحرية و مبادئ العدالة والمساواة ؟.

بالنسبة للخيار الاول , فهو قد يصنف تحت خانة التصعيد والفوضى , اما الخيار الثاني فها هي د اسيل قد تقدمت باقتراح ولن يتحرك لطبيعة المجلس الحالية , وبالنسبة للخيار الثالث فإن الحكومة ليست بمستوى الاستجابة للضغوط من اجل الاصلاح ولذلك كان لابد من العمل على ايجاد حكومة لديها شوية تفكير في مستقبل الدولة , واذا كانو الاسلامين في كل يصعدون على ظهورنا قلنا هالمرة نجرب احنا نصعد عليهم مع احترامي لإنسانيتهم .

بالنسبة لفكرة تأسيس حزب علماني فأشد على ايدك فيها , هي فكرة رائعة ولكنها تحتاج للتنظيم الجيد بالاضافة الى تفهم المقربين من فكرة العلمانية , حتى لا يضحى مجرد حزب لشهر او عام ويتفركش او ان يكون مجرد حزب لفشة الخلق بلا طعم ولا لون ولا تأثير , لابد من وجود ايمان شبابي بالفكرة حتى يكون هناك عمل جدي لربما يؤدي الى ما تطمح ونطمح اليه .

تحية لك زميلي العزيز