الأربعاء، 24 مارس 2010

بات الإسلاميون للعلمانية مؤيدين !

لا اعتقد بأن هناك من يشك بتعاطفي مع المرشح العراقي اياد علاوي كونه تقدمي و ذاهب للعمل في العراق بأدوات علمانية , بالاضافة الى تمتعه بعلاقات حسنة مع دول الجوار وعلى رأسهم الكويت .

الا أن الأمر الجديد الذي طرأ في الساحه , هو تعاطف الاسلاميين السنة مع المرشح ( العلماني - الشيعي ) لظروف منافسته القوية مع مرشح الاسلام السياسي الشيعي السيد نوري المالكي , فاليوم اصبحت العلمانية مرحب بها لأنها منحازة لمصلحة الاسلام السياسي السني ولحفظ الحقوق الوطنية للاقلية السنية لكونه يعجز عن المشاركة في منافسة طائفية في العراق بسبب الاغلبية الشيعية فيها بالاضافة الى تجربة الوجه الاسود التي اتى بها المقبور صدام حسين السني .

المشهد سينعكس تماما لو تصورنا بأن ذات الانتخابات تجري في السعودية , فالشيعة هناك المعتدلين منهم والمتعصبين لن يشك بتأييدهم لمرشح علماني ينازع انتخابيا جماعة السيطرة السنية او ما يطلق عليهم ( الوهابية ) والتي بسيطرتها على الدولة قامت بشتى انواع التمييز ضد الاقلية الشيعية , الامر الذي يستحق دعم فرص الخلاص منه .

هذه هي العلمانية الحقيقية , النظام الذي تجنح له جميع الاقليات بكل انواعها وتصانيفها , دينية مذهبية او تلك التي اساسها العرق او الجنس , يدافع عن حقوقها ويدافع عن انسانية المنتمين لها من خلال مساواتهم بالاخرين , نظام واحد وواضح ويساوي ويعدل بين جميع المختلفين بل ويعادي مظاهر التمييز واشكالها , وتطبق من خلاله نظرية الاختيار على اسس الكفاءة والنزاهة والانتاجية , فهل يعي السيد نبيل العوضي وامثاله لمثل هذه الحقائق ؟ , ام انهم يخشون من الدخول في مثل هذه الحوارات ؟! .

-------------------------

رائحة كويت الثمانينيات هل تتذكرونها ؟

اشتممت رائحتها اليوم متمثلة بموقف رائع للسيد المهندس - احمد سفر , وهو احد القيادييين في قطاع الهندسة في اذاعة الكويت , فقد كنت في صباح الامس بمكتب احد القياديين هناك للحديث عن مشكلة سببها اخطاء ادارية تعودنا عليها نحن بالكويت , وكان من الموجودين بالصدفة المهندس احمد وقد تابع تفاصيل المشكلة و كان مستعدا للمبادرة بالتدخل شخصيا لتقديم المساعدة عبر تدخله غير الرسمي لحل المشكلة , نفس لم نعتد عليه بالفترة الاخيرة .
م. احمد لمن لا يعرفه , هو احد ابطال اذاعة الكويت يوم الغزو العراقي , فبعد ان بلغ بالخبر اتجه الى احد المواقع الحساسة و شارك باخراج بعض الاجهزة والسيارات التي استخدمت بالبث بعد ذلك , وبقي في مقر عمله وهو القيادي واخرج الموظفين المناوبين الى منازلهم وبقي بالموقع للمحافظة على اطول مدة للبث الاذاعي لحين دخول العراقيين عليه .

م. احمد , هو مثال للاجتهاد والمثابرة , مثال افتقدنا شبيهه واصبح من العملة النادرة التي تحتاجها الكويت , وما لقاءنا اليوم ومبادرته الا فرصة لإستذكار هذا المثل الاعلى والذي تابعت من بعيد بعض سيرته الوظيفية الرائعة .

لم يتدخل م. احمد بالموضوع وهو بالمناسبة لا يعرفني شخصيا , وقد حلت المشكلة تقريبا ولم يتبقى الا اجراء اقوم به اليوم بالاضافة الى الاجتهاد لتجنب تكرار نفس المشكلة مع شباب اخرين , ولكن مبادرته واعلانه عن استعداده للتدخل كان كفيلا بإحياء بعض التفاؤل بنفسي خصوصا بعد تجربة مريرة كانت قد تؤدي الى استقالتي بسبب ما عانيته من احباط وظيفي في الفترة الاخيرة .

هناك 5 تعليقات:

alala يقول...

م. احمد رجل و الرجال قليل...

بالنسبة للعلمانية ... الدنيا مصالح و المتأسلمين متى ما كانوا مستفيدين مستعدين لتغيير جلودهم و قناعاتهم !!!

panadool يقول...

مقاله مميزة الصراحه أهنيك عليها


تعقيبى عى صعود علاوى سببين
الاول أستياء من الحكومه السابقه
الثانى تحالف صالح المطلق جبهة الحوار الوطنى ( البعثى ) مع اياد علاوى مما جير أصوات السنه بشكل كبير بالمحافظات السنية
ثالثا نوع من اتحاد الاقلية لتقليل تأثير الاغلبية

أياد علاوى رأيي به سيئ ليس لأنه علمانى .... لأنه بعثى صرف ولأنه يسعى لتطبيق بعض النظريات الامريكيه بالعراق فهو مع الامريكى الى حد كبير والموضوع به تفصيل


أما الحالة بالسعودية بالضبط كما تقول ,



يبقى أن التعصب منبوذ ويجب إحترام الاقليات .... وهواجب حتى على النظام الاسلامى ولكن هذا ما أتمناه وقد يكون موجود بنسب مختلفه من دولة لأخرى


شكرا

مركبنا يقول...

اخي الكريم حمد

العراق العراق !

اولا لنضع بالحسبان ان الامر هناك ليس فكري بل عقائدي هذا اولا ثانيا انظر جيدا في القوائم فقائمة علاوى قائمة تضم الكثير واعتقد ان من بينهم اسلاميين ..
اضف الى ذلك الدعم الخارجي
وكذلك كون حزب علاوي اخف الضررين

وقبل كل ذلك لا ننسى ان العراق وان ذهب صدام .. الا ان فلول البعث لا تزال موجودة

والسوء والويل الذي عاناه العراقيون من الحكم المالكي جعلهم يلتفون امام اي خيار اخر اقرب للفوز من المالكي وهي معادلة صحيحة !

تحياتي

المهُاجر يقول...

أستاذي حمد، ببساطة جدا و دون الدخول في تفاصيل تأريخية أو غيرها، أصحاب الفكر الأصولي (السلف والإخوان على الخصوص، وغيرهم) يطبقون مباديء "الإسلام السياسي" وليس "السياسة الإسلامية" في أصولياتهم الفكرية والتطبيقية.. بمعنى تجيير الدين (الإسلام) لمصالح ومكاسب سياسية فالغاية تبرر الوسيلة، والوسيلة الأنجع في هذه البقعة من العالم بالطبع هي الدين!

Hamad Alderbas يقول...

زميلاتي الفاضلات زملائي الافاضل


سأعود للرد على التعليقات

تحياتي لكم جميعا