الأحد، 3 يناير 2016

عن إعدام السيد النمر.. والعصبيات.

تنفيذ حكم إعدام السيد نمر النمر أعاد سؤالا ليطرح من جديد, عن علاقة الاسلام السياسي بالحرية, ولكن هذه المرة مع الاسلام السياسي الشيعي وتحديدا ولاية الفقيه, لا السلف ولا الاخوان.
بحسب ما شاهدت ببعض الفيديوات للسيد, فهو يدعو للاصلاح والحرية, وبنفس الوقت يؤيد ولاية الفقيه, تماما كما كان يفعل الاخوان والسلف الذين يريدون تطبيق شريعة الفقه الواحد اللاغي. 

الحرية والاصلاح أصبحا "كمسمار جحا" في منطقتنا, شعاران يرفعهما من اراد الحرية والاصلاح فعلا, ومن اراد الوصول لممارسة الطغيان على طريقته. واحسنهم, من يناقض تلك المبادئ الدينية والطائفية ليتبع المصلحة والفكرة بدلا عن النصوص كما فعل السيد اردوغان بتقاربه الاخير مع اسرائيل, ضاربا بعرض الحائط الاخوان ومبادئهم وكلامهم الفارغ عن مقاطعة اسرائيل وعمالة من يتعامل مع اسرائيل والخ..

أعود للسيد نمر النمر, فولاية الفقيه هي فكرة شمولية بابوية لا تختلف عن نظام دولة الخلافة كثيرا "والذي نرفضه جملة وتفصيلا", بل ربما تعبر ولاية الفقيه عما هو اشد من الفكر السلفي بالنسبة للتحكم والسيطرة على الدولة, فالسلف يرون بالأئمة التوقير والتقدير, في حين ان ولاية الفقيه تسبغ قدسية اشد على الولي الفقيه, اما من ناحية التطبيقات, فالتأسلمين السني والشيعي لا يختلفان كثيرا من ناحية قمع الحريات ومن ناحية دموية الممارسات وبشاعتها. 

السيد نمر النمر لا يعبر عن حالة الثورة الشيعية من اجل الاصلاح والحرية, وانما هو يعبر عن الرغبة بتحقيق حكم مشابه لما هو قائم - مع اختلاف الحاكمين- ان لم يكن اشد, فالإصلاح والحرية لن يقبلا بأي شكل من اشكال البابوية, وكل تجارب الانسان السياسية اثبتت ان الاصلاح, الحرية والتقدم لن يكون من الممكن تحقيقهم معا من دون الاناركية, هذا ما يجب ان يبحث به كل من الشيعة والسنة من الباحثين عن الحرية والاصلاح والعدالة تكفاؤ الفرص والتعايش السلمي بشكل عام ونبذ التمييز ان ارادوا فعلا التغيير للافضل بعيدا عن هذه الامراض.

ليست هناك تعليقات: