الاثنين، 7 أغسطس 2017

عبدالرحمن الراشد والهروب الى الأمام!

بدأت السعودية في تصعيد شكواها من مشاكل الإخوان المسلمين في المنطقة، بإستثناء الطيّعون منهم كإخوان البحرين!.
لم تكن لتتنامى مشكلة الإخوان لو لم تقدم السعودية لهم خدماتها الفندقية المعتادة لهذه الجماعة نكايةً بعبدالناصر، الجامعات والكتب ومساحة في خلوات الحرم المكي وغيرها، ولما اصبحت هنالك مشكلة سعودية مع ابنائها لولا عقوقهم وعدم انصياعهم للمصالح السعودية حول العالم، لا اتحدث هنا عن مواطنيها الطيبين، وإنما اتحدث عن الجماعات التي فرخها الاسلام السياسي- الربيب السعودي، كالقاعدة وداعش والإخوان والى آخر شجرة العائلة الموقرة!.

دائما ما تتورط السعودية بنتائج سياساتها القاصرة، دعمت صدام في حربه التي اول من استفاد منها هو الخميني الذي استغلها كالنار التي تلتهم معارضيه الشباب ليحكم قبضته على كامل الثورة، حتى ابتلع صدام الكويت وكان يستعد بعدها للتحلية في شارع التحلية!، لتتفاجئ السعودية بإنقلاب حبيبها الطاغوت كما تفاجأت من انقلاب الاخوان والقاعدة على سياساتها!، الى أن وجدت نفسها بين فكي كماشة فوضى الشمال والجنوب بالإضافة الى مشاكل المنطقة الشرقية.

وبدلاً من تبادر السعودية بالمراجعة الشاملة لأسباب تراكم المشاكل، اخرها تدهور العلاقات مع قطر وربما الكويت مستقبلا، نجدها تحاول الهروب الى الامام بتوزيع المسؤوليات عن اخطائها على المحيطين، ويسبقها بهذا الهروب إعلامييها التقليديين كعبدالرحمن الراشد وآخرين.

على قطر الكثير من الملاحظات هذا صحيح مما يتطلب موقفا مثل المقاطعة او استبدال مجلس التعاون بتحالفات قائمة على السياسات الموحدة والمصالح المشتركة، وعلى الكويت ايضا بعض من هذه الملاحظات، ولكن ليس من المناسب ابداً أن تقوم السعودية في دور الحمل الوديع، فهي أم الملاحظات في ما يتعلق بالتطرف والإرهاب وتصدير الثورة - آسف- تصدير التطرف الديني والكراهية الطائفية ولا ينافسها في ذلك سوى ايران- تصدير الثورة - في هذه الحالة!.

ومع ذلك لايجب أن ننسى الكثير من المواقف السعودية الايجابية مثل مواجهة الطواغيت، فبعد مواجهة صدام حسين اتى الدور على عيدي أمين- آسف - المطلوب دوليا البشير - آسف مرة اخرى، علي عبدالله صالح الذي قدمت له العلاج- آسف آسف آسف، بشار الاسد!.

ولازالت السعودية تصر على الاستمرار على ذات السياسات، مع بعض التغييرات الظاهرة التي لن تصل الى عمق المشكلة، لم تتعلم من النموذج الالماني الذي تحول من النازية الى الليبرالية، بل هي مصرة على تقريب الديكتاتوريات الموالية لسياساتها على حساب الشعوب، والاستمرار برعاية الفكر الديني الالغائي، ومصرة على استبعاد كل ماله علاقة بإشراك الامة في القرار والذي قد يؤدي الى تقنينه والتخفيف من اضرار السياسات التاريخية التي نعيش نتائجها اليوم.

كان على الراشد وبقية الناشطين السعوديين الإهتمام بالمشكلة وعمقها والتعامل معها بشكل جدي بدلا من هزل استرجاع ذاكرة الاحتلال العراقي الذي لم يكن ليقع لو ان دول الخليج وعلى رأسها السعودية لم تقدم الدعم له، ولكنه مفهوم حدود النشاط وقيود التعبير المفروضة على الراشد والاخرين، هو ربما لن يتخيل نفسه صريحا خشية من اذى السجون في حال اتهامه بقضايا التخاذل في نصرة الوطن والتي لن يتمتع بمواجهتها ما يتمتع به أي متهم كويتي من حقوق انسانية بديهية!.

ليست هناك تعليقات: