الخميس، 30 نوفمبر 2017

شباب الحراك.. مغرر بهم؟!

بالنظر الى أسماء الشباب المحكومين بالسجن في قضية دخول مجلس الأمة, فإن أبعد ما يمكن التفكير فيه هو ما يشاع الان من حجة غير منطقية عن ان هؤلاء الشباب قد غرر بهم بعض النواب السابقين, فالتغرير بهؤلاء الشباب مستبعد تماما على اعتبار ان اغلب هؤلاء الشباب هم ممن صاغوا وثيقة التغيير التي ضغطوا على النواب من اجل التوقيع عليها قبل ازمة مرسوم الصوت الواحد.

الوثيقة كانت محرجة ببنودها للكثير من النواب على اساس انها استهدفت مصالحهم الانتخابية بشكل مباشر من خلال تأكيدها على الطرح الوطني الوحدوي الرافض لأشكال العنصرية والطائفية والقبلية, وعلى تأكيدها على وجوب التحول الى المزيد من التطور الديمقراطي من خلال العمل السياسي الحزبي المنظم والذي كان سيلغي العمل الفردي وبالتالي كان سيضعف من دور هؤلاء النواب مستقبلا, أي ان النواب كانوا اساسا في مرمى الشباب الى ان صدر مرسوم الصوت الواحد الذي عطل تلك المواجهة واستحدثت بعدها الازمة بين الشباب والسلطة.

لم يكن للنواب أي تأثير حقيقي على الشباب بل العكس كان هو الصحيح, جرت نقاشات كثيرة وحوصر النواب كثيرا قبل فترة الحراك, تجمعات ساحة العدل هي شاهد آخر على هذا النشاط الضاغط من أجل الحرية والاصلاح والعدالة والمساواة, اما الحراك, فوصف بالحراك الشبابي استطاع استقطاب هؤلاء النواب اكثر من حملة ارحل اذا ما اردنا المقارنة.

إن تسلل اليأس الى نفوس الشباب من صعوبة التغيير بسبب فرض السلطة للمواجهة الحادة والتصعيد, فهذا لا يعني اننا قد وصلنا الى نهاية المطاف, فللإصلاح مراحل ووعي, ووقوده الوقت والتجربة, إما التبرير بالحجج الفارغة لن يأتي لا بالإصلاح ولا بالاستقرار, وانما هو استهتار بما قد يؤدي اليه التجاهل وعدم الاعتبار للعقل والمنطق والقناعات, هؤلاء المبررين لا يعون التجارب التي اثبتت تطور ردات الفعل على المدى الطويل, وما الفوضى العربية الا خير شاهد على ذلك.

الشباب المحكومون اصبحوا رموز بأعين الكثيرين منا, منهم الكفاءات والخبرات العلمية التي اختارت السجن على الهجرة والعمل في الخارج, ومنهم من نعرف طرحه الوطني التقدمي السابق واللاحق لأزمة الصوت الواحد والذي يؤهله لقيادة الرأي العام!.

ليست هناك تعليقات: