خلل في دعوة القبس

تكرر الحديث اكثر من مرة عن اقامة حوار وطني بين اهل الكويت للخروج من أزمة الكويت وللتخلص من حالة الشلل التي اصابت البلد وبالتالي شعور الناس بالضيق لأبعد حدوده .

دعوة جميلة اعادتها افتتاحية القبس اليوم والتي اتوقع ان تنجح الدعوة وستتفاعل معها الجماعات السياسية والساسة بشكل عام , الا ان هذا لن يعني بالضرورة نجاح المؤتمر كخيار بديل لحلي مجلس الامة الدستوري والغير دستوري , فالازمة اعمق وتحتاج لحوار يتعدى قدرات المؤتمر المنتظر لطبيعة المشاركين المتوقعين وثقلهم بالشارع .

ما الذي سيأتينا من المؤتمر ؟ , هل سيغير السلف والاخوان ومؤيديهم نظرتهم الى الشيعة ؟ وهل سيحقق المؤتمر قبول هؤلاء بالمساواة بالحقوق مابين السنة والشيعة ؟ , وماذا عن حقوق المسيحيين الكويتيين , وماذا عن الخلافات الفقهية وفهم الناس للقضايا الدينية ؟ , وهل يتصور احد بأن حدس بعد هذا المؤتمر ستتحول الى نسخة من حزب العدالة والتنمية التركي ( التقدمي ) ؟ .

وماذا عن الجماعات الليبرالية , فهل سترفع بالمؤتمر سقف مطالباتها لتصل الى العلمانية كشعار للخلاص من الانشقاقات الوطنية ؟ , وهل سيتخلص التحالف الوطني من ( شبهة ) التصاقه بالمصالح التجارية للصقر وغيره من التجار الداعمين للتحالف ؟ .

وماذا عن كتلة اصدقاء محمد هايف ؟ وماذا عن كتلة اصدقاء صالح عاشور ؟ وماذا عن موقف الحكومة من كل قضايا البلد ؟ وماذا عن سياساتها بالتوزير وماذا عن تعاطيها مع المشاريع الكبرى وماذا عن الفساد الذي ينخرها بسبب الفاسدين بها من اهل البلد وغيرهم ؟ .

ما الذي سيقدمه المؤتمر الوطني ؟ ومن الذي سيمثل الامة بحق في هذا المؤتمر ؟ .

للاسف فإن انتظار واضاعه الوقت مع المؤتمر الوطني ( كالنفخ في جربة مقضوضة ) لأن الازمة اكبر واعمق والمؤتمر الوطني لن يغير المتعصبين ولن يؤدي الى تمدن ناصر الصانع او هايف او الطبطبائي , ولذلك فإن الخلاف سيستمر مبنيا على المرجعيات المذهبية والدينية ولن يتحول الى خلاف مبني على الافكار والعلم والتجربة والواقع .

وعلى ذلك فإن الازمة مستمرة والجرح يتضاعف , والمطلوب من القبس وغيرها ممن لديهم ارادة التفكير بالتغيير التفكير بحقيقة مشاكلنا ومواجهتها باعادة النظر بطريقة تفكيرنا وباعادة النظر بمجاملتنا للتعصب الذي خرق البلد وفتت الامة الى امم لا تلتقي رغما عنها بسبب مرجعياتها , ولذلك فإن القبس عليها ان تبدأ بنفسها و تعيد النظر في ما سمحت له من افكار تنشر على صفحاتها , افكار لاشخاص تابعين لجماعات الكراهية والتعصب المذهبي والديني .