الثلاثاء، 21 يونيو 2011

دولة الكويت , ام مضارب بني محمد ؟!

هي رشوة سياسية ولايمكن ان تفسر بغير ذلك , فالشيخ ناصر المحمد هو رئيس حكومة في دولة مدنية نظامية , وليس بشيخ طاعن بالسن يعيش في قرية بدائية ويمتلك المال او شيخ عشيرة ويرغب بمساعدة الناس او انه يحب مساعدة الناس , وفي الحقيقة فإن محاولة التخفيف من حدة الموضوع لن يؤدي ابدا الى حجب الحقيقة المتمثلة بشبهة الرشوة السياسية .

رئيس الحكومة مسئول عن ملف العلاج بالخارج , وحسب القوانين واللوائح فإن كل من يحتاج للعلاج بالخارج عليه التوجه للجنة الرسمية للعلاج بالخارج التي من المفترض ان تعمل بشكل نظامي .

فإذا كان الرئيس لا يثق باللجنة وهو مسؤول عنها فبذلك اعتراف بقصور في عمل اللجنة , وعندما يرسل من حسابه الخاص ( عن طريق نواب !) فبذلك اشارة الى ان هناك من يستحقون العلاج بالخارج ولا تقدم الدولة لهم هذه الفرصة التي من المفترض ان يستحقونها حسب القوانين واللوائح , وما ظهر من فضيحة الرئيس الاخيرة الا دليل على فشل الرئيس سواءا من خلال عدم ثقته باللجنة وبالتالي تجاوزه لمسؤولية اصلاح الخلل , او من خلال تجاوزه للاعراف الديمقراطية وتيسيره لمصالح انتخابية لنواب من حسابه الخاص للحفاظ على مقعده .

حتى ولو افترضنا بأن ناصرالمحمد لم يكن يقصد الرشوة , وانما يسعى للظهور بمظهر الكهل الطيب المحب للناس وللخير ( ولنتناسى هنا ان الاستفادة الانتخابية تحسب لنواب معينين على حساب منافسين اخرين بالانتخابات ) , فإن أيا من القراءات الثلاث تدلل على أن الرئيس غير جدي وهزلي أكثر من اي شئ آخر , وهنا مصيبة حقيقية تعاني منها الكويت وهي اكبر مما كنت أتوقع قبل اكثر من عام !.

وعلى ذلك وبما أننا في دولة الكويت ولسنا بمضارب بني محمد , فهي رشوة سياسية !


----------------

أخشى أن لا نكون في الكويت بحال افضل من الدول العربية الاخرى كما كتب الدكتور احمد الخطيب اليوم - الرابط , فالدكتور يرى بأن لدينا ارضية جيدة تتمثل بالدستور , وفي الحقيقة اخشى أن اكون محقا عندما اشير الى انتهاكات تمارسها السلطة التنفيذية ويمارسها الناس وبعض الجماعات السياسية , والنواب ويدعوا اليها بعض المحسوبين على الكتاب والمثقفين , فالطائفية والقبلية والفئوية والمال السياسي والشيكات والعلاج بالخارج وغيرها من التأثيرات الغير شرعية على العملية الانتخابية قد تؤدي مستقبلا الى انعدام تام للثقة بالنظام الديمقراطي الكويتي , ولذلك نحن كنا ولازلنا نحذر من هذه الممارسات قبل ان تسوء الامور اكثر ويساوى النظام المدني بالارض تماما !.


هناك تعليقان (2):

haifa يقول...

النظام المدني والدستوري في الكويت يحتضر لا اعتقد ان مايحدث من صراع الشيوخ واعادة اعضاء الامة لفئة على اخرى هو شيء يسمى مدنية او لم يهتك الدستور بكل يوم

Hamad Alderbas يقول...

مرحبا عزيزتي هيفاء

للاسف ما تفضلت به صحيح , وبالامس عبر تويتر قد قلت بأن الاصلاح في الكويت قد يأخذ عشرات السنوات وهذا واضح بالتيه الذي تمر به الدولة سلطة ونخبة وامة

تحية لج زميلتي العزيزة