الثلاثاء، 12 يوليو 2011

تعصب طائفي لن يوقفه قانون

أعتذر عن عدم الاشارة الى الحملة الشبابية ضد شركات الانترنت منذ انطلاقها الى اليوم لأنني الى الان لم افهم المشكلة جيدا .

-----------------------------

مشهد طائفي مضحك مبكي جديد , فالآن بعد ان تم سن قانون التقييد الذي فرض نفسه بصيغته الهلامية والمسمى قانون حماية الوحدة الوطنية , انتقل الطائفيون للانتاج التلفزيوني وعبروا من خلال الثغرة الطبيعية في هذا القانون , فالقانون يمنع التعرض لفئة لو لطائفة بالوقت الذي يعتقد كل الناس اما بالطائفة سين او بالطائفة شين , وبهذا الاعتقاد فمن البديهي ان يكون هناك طعن بالطائفة الاخرى من خلال عدم الاعتقاد بصحة او بشرعية اسس او روايات او اعتقادات المذهب المخالف .

ولو قلنا بأن الاعتقاد بصحة مذهب ما و مرادفه! الاعتقاد بعدم دقة او صحة المذهب الاخر ( او ايا كان التعبير المناسب ) هو امر جائز بشرط ابقاءه بالنفوس دون اظهاره , فإن هذا القول كان من اهم اسباب مشاكلنا الطائفية , فالناس تريد التحدث والسؤال والاستفسار خصوصا صغار السن , وقمع التساؤلات والاستفسارات وحكر الاجابة عليها على اتباع طائفة من الاثنتين فإن الشحن الطائفي في النفوس سيتولد وسيزداد مع مرور الزمن .

إذن , لابد من اثارة الاختلافات المذهبية بالعلن , ولابد من ان تطرح كل التساؤلات ( لمن يبحث عن اجابات وسيتجاهلها غير المهتمين !) , ومن الجيد ان تطرح عبر كتب او مقالات او قصص او مسرحيات او اعمال تلفزيونية يتجاهلها من شاء وينتقدها من اراد و يتابعها او يثني عليها من رغب , وبذلك ييكون الالتزام بعدالة القانون والتي ستكون متوافقة مع جو من الحرية بالاضافة الى تفريغ لما يدور في العقول من تساؤلات مذهبية مشروعة .

الان , تحدثوا عن مسلسل انجزه بعض الفنانين السنة يتعرض لحادثة تاريخية بروايات معتمدة عند السنة , فأعترض المهري وحاز على تصفيق , وتحدثوا اخرين عن دبلجة كويتي من حر ماله لمسلسلات فارسية فأعترض الطبطبائي وحاز على تصفيق حتى دون ان يعرف ان كانت هذه المسلسلات تتحدث عن وجهة نظر شيعية باحداث التاريخ الاسلامي الاسود او المعاصر او عن الصحابة , او انها تسوق للنظام الايراني او ربما للمعارضة كما هو الحال مع الفيلم الايراني الذي تم بيعه بالكويت ( سريا أو ثريا ) .

إن مشكلتنا بالمنطقة بشكل عام وفي الكويت بشكل خاص تتمثل بزعامة التفاهات وتصدرهم للعمل السياسي والمجالس وعلى الصفحات الاولى من الصحف ومن خلال شاشات التلفزيون , فهؤلاء هم بصورتهم اشبه بزعامات شعبية او كما اطلق عليهم في لبنان لقب ملوك الطوائف , هؤلاء يعتقدون بأن مشاكل الناس اساسها هذه التفاهات التي تشغل عقولهم وقلوبهم في اغلب الاوقات , وبالتالي هم يصرون على تفتيش اي قضية تطرح في الساحة وتمريرها من خلال خرم ابرتهم الطائفية , وهم عملوا وربما نجحوا الى حد كبير وبمباركة الجهلة والمتخلفين على تثبيت اساس مزيف في المنطقة يتمثل بصراع المذاهب , وهنا نحن لم نعد نتحدث عن اسلام سياسي عام وانما نتحدث عن صراع طائفي فرضوه واتباعهم علينا تحت شعار بقاء الكويت والمنطقة تحت الرايات الطائفية ولتتقدم الامم الاخرى كما شاء فالصراع باق اما لحين تحقق الابادة المذهبية من اي طرف من الاثنين او ان يستمر الحال الى يوم الدين , تماما كما هو الحال بالضبط في الحالة الافريقية المنقسمة قبليا ودينيا وطائفيا , وان كانت الامور اشد هناك بسبب تفشي المخدرات وانتشار السلاح وبالتالي تجنيد الاطفال ورعاية المتنفذين بالعالم لهذا الصراع في حرب السيطرة على المقدرات الافريقية , وتماما كما حصل بالضبط مع الجنوب السوداني الذي انقسم حسب استفتاء ارغم عليه الطاغية حسن البشير الذي قبل بانفصال الجنوب بعد النزاع الديني المسلح وبعد تهديده بالاتهام الدولي بإرتكاب جرائم حرب ضد الانسانية في دارفور ( غرب السودان!!) وهو الاتهام الذي حفظ بالادراج .

في الحقيقة لا ادري لم اكتب عن هذا الموضوع , لا ادري ان كنت آمل بأن يتحقق التغيير المنشود والنقلة في جذورنا لتأسيس قاعدة سياسية متقدمة في ظل السيطرة المذهبية على المنطقة وعلى عقول وقلوب الناس , أو كتبت هذه المقالة للفضفضة , او لتسجيل شهادتي على احداث اليوم لربما تصل الصورة بحقيقتها دون تشويه او تلاعب بالتاريخ كما قام ويقوم به هؤلاء او اولئك الطائفيين !.

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

فعلًا لابد من الشفافية

و لابد من ظهور الأفكار للعلن

فالقمع مصيبة ثم مصيبة ثم مصيبة

هية الناس بتلحد من شوية

Anonymous Farmer يقول...

يعني مخليتنا السلطة نتكافخ إلى ما قبل القتل بقليل .


المنح من صوب ، والطائفية من صوب ، والاستهلاكية من صوب ، وهذا اللي فوقي هم من صوب ... والفساد على أفا من يشيل .


بص .. شوف .. السلطة بتعمل إيه .


فارمر