الأربعاء، 3 يوليو 2013

الاخوان .. واعادة الانتخابات

تقبل الاسلاميون الديمقراطية بوقت متأخر بالمقارنة مع الاخرين ، الا ان تجربتهم ونظرتهم للديمقراطية لازالت في بداياتها حيث انهم غير قادرين على استيعاب فكرة الانتخابات المبكرة والتي هي لا تختلف عن بقية الاجراءات الديمقراطية العادية ، فالانتخابات المبكرة لا تقصي او تمنع الاخوان او تحرمهم من فرصة متساوية مع الاخرين.

الحشد للمطالبة بانتخابات مبكرة يعبر عن اناس يعرفون قيمة الثلاث سنوات ولايريدون هدرها مع من يرون بإنه عجز عن العمل ، وبالتالي امام هذا الحشد الجاد والغير مسبوق يستحق ان يتم التعامل معه بحكمة.

الانتخابات المبكرة تستخدم كالاستفتاء العام لقياس الرأي العام فيما استجد او فيما تعطل وهكذا ، ويتم التعامل معها كالتالي:

عندما يحقق الرئيس رقما اكبر من السابق فهي اشارة لتزايد التأييد للسياسات الماضي بها.

عندما يحقق الرئيس رقما اقل ولكنه يحقق الفوز ، فهذا يعبر عن ان سياسات الرئيس لازالت مقبولة ولكنها تحتاج لشيئ من المراجعة والتعديل.

في حال خسارة الرئيس بالانتخابات المبكرة ، فهذا يعني ان على الحزب القيام بمراجعة شاملة قبل الانتخابات التالية.

وفي كل الاحوال ، فإن الحكم للناس ، والنتاج يتحمله الناس حتى لو وقعوا على الاختيار الاسوأ من بين المتوافر.

الرئيس لم يأخذ فرصة كافية .. ربما ، ولكن النظر الى خطاباته يدلل على ان المطالبة بتعجيل رحيله عبر استقالته واجراء انتخابات مبكرة هي قناعة منطقية بمن ادلى ببيانات مغلوطة و وزع التهم بل وادان البعض دون محاكمات عادلة ، واساء للناس واحتكر السلطات بشخصه بحجة فساد السلطات الاخرى وهكذا ، بل انه لم يطرح بخطابه قبل الاخير اي خطط واضحة لتحسين الوضع المعيشي من جانب او لتعزيز الحريات من جانب اخر.

ومن اسباب السقوط الحر للاخوان يتمثل بلا صلاحية الالية التي يتخذ،بها القرار في داخل الحزب ، ولذلك نجد الفجوة بين الخطاب المتطرف الذي يلقيه الرئيس الطيب الذي كان واضحا عليه العودة للنص الحاد والصوت الغاضب كلما ظهر على طبيعته البسيطة الهادئة الناصحة!، اضف الى ذلك عزلة الخطاب الاخواني لسنوات و المسافة التي تفصله عن الشباب العادي الغير ملتزم بايديولوجية معينة.

لدي قناعة ربما هي مضحكة الى درجة انها قد تكون مدعاة للسخرية ، وهي ان استمرار الاخوان كفكر قادر على لعب دور الحزب الحاكم يحتاج لحل التنظيم نفسه والتحول الى حزب مدني ، اي مراجعة شاملة وتجديد جذري يبدأ بالتخلص من الفكر البالي الذي تحمله القيادات في الحزب.

اعود الى الخطاب السيئ والذي تميزه لغة التهديد بالتصعيد في الساحة ، فتحول الاخوان من السياسة الى الجهاد والتصادم مع الجيش بالسلاح سيقضي على الامل بمستقبل قريب افضل للشعب المصري. 

ليست هناك تعليقات: