الثلاثاء، 2 يوليو 2013

رأيي المفصل بالحالة المصرية

كان من الملاحظ ان الامور كانت متجهة للمزيد من التعقد في القاهرة بعد تعنت الاخوان وتمسكهم بما حققوه بالانتخابات الرئاسية السابقة , بمقابل توجه المعارضة نحو العصيان المدني غدا , وتدخل الجيش الثاني بشكل استباقي.

المطالبة بالعودة الى الانتخابات المبكرة وقراءة حكم الشارع لتقييم السنة التي قضاها محمد مرسي هي مطالبة شرعية طالما ان الاباحة هي الاصل حيث ان الدستور الجديد (احد موضوعات الاعتراض على نظام الحكم الحالي لا يمنع الناس من المطالبة باستقالة الرئيس والاحتكام لانتخابات مبكرة),

في الحقيقة فإن مؤيدي مرسي لم يعد امامهم سوى التعلل بالتمسك بالشرعية الدستورية , هذه الحجة الباطلة ان قسناها على دول دستورية اخرى كنظام ولاية الفقيه الذي يستمد شرعيته من الموافقة الشعبية على الدستور الايراني بنسبة تفوق 98% بعد سقوط الشاه , فالحكم الشرعي يستمد شرعيته من الناس اصل السيادة لا الدستور , والدستور ليس الا اعلان ينظم ممارسة هذه السياسة , فإن رأى الناس ان الدستور لا يحقق متطلباتهم فلهم استبداله او تعديله او ما يرونه مناسبا , وهنا من المفترض ان تتظافر الجهود للبحث عن الحل.

اشكالية الشرعية الدستورية بمقابل المطالبات الشعبية هي اشكالية من الطبيعي ان تحدث بالبلد الديمقراطي , ولذلك فإن الديمقراطيات المتقدمة خطت لنموذج مصغر من الانتخابات المبكرة وهو الاستفتاء العام , لتوفير الوقت والجهد والمال بدلا من اقامة انتخابات مبكرة الا ان مصر تفتقد لهذا النموذج المصغر وبالتالي ليس امامها الا الانتخابات المبكرة التي سيتحصل الاخوان بها على فرصة مشاركة مساوية للاخرين, الا ان الاخوان في مصر لم يتعلموا من الازمة التي عصفت بالفلسطينيين بعد فوز حماس , فبذلك الوقت حصل انقسام بسبب الضغط الدولي على حماس للاعتراف باسرائيل كاساس للدخول في مفاوضات عملية السلام , وهو الامر الذي حاولت حماس تفاديه الى ان نشأت مشكلة بينها وبين فتح الذي دعى من طرفها رئيس السلطة الفلسطينية الى انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة الامر الذي رفضته حماس واستمرت الازمة الى الان على حال الانقسام بين غزة حماس وضفة فتح .

اما بالنسبة للجيش , فقد اتخذ موقفا استباقيا باعلانه تأمين المرافق الحيوية قبل مظاهرة 30 يونيو , وقد نجح بذلك حيث لم تسجل اي تعديات على المؤسسات العامة الهامة, وهو اليوم في بيانه , يتقدم بخطوة استباقية لشغل الفراغ الامني الذي خلفته الداخلية قبل ان تشتعل الامور بين الطرفين , وهو بتدخله لم يتطرف بانحيازه للناس ضد السلطة بل امهل السلطة يومان واكد على ان مبادرته السياسية التي قد يطلقها تشمل كل الاطياف , بالاضافة الى تأكيده بأنه لا يسعى لسلب السلطة واحتكارها وانما تنظيم عملية انتقالية مختلفة عن تلك التي قام بها المجلس العسكري السابق.

استمرار الاخوان او سقوطهم بالانتخابات المبكرة القادمة لا محالة لا يعني نهايتهم ان استوعبوا الاوضاع الحالية وبادروا قبل ان تفقد السيطرة على الشارع المصري , فمنافسي الاخوان في حال لو وصلوا للسلطة سيكونون معرضين للفشل على اساس انهم كالاخوان بلا مشروع وان كان حالهم بالتوافق افضل , ولذلك فإن على الاخوان اعادة النظر بفشلهم الذريع والمتوقع ليكونوا اكثر استعدادا للحكم في المستقبل.

ليست هناك تعليقات: