الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

الانجاز والاخفاق .. من ارحل الى الحراك

بعد سنوات من انطلاق حملة ارحل نستحق الافضل والتي كان هدفها المعلن صراحة هو رحيل رئيس الوزراء السابق ناصر المحمد, ارى بأن من الواجب العودة لتقييم التجربة من جديد , طلبا في استخلاص العبر , و لقياس ما ان نجحت فعلا الحملة ام انها ليست كذلك بالرغم من تحقق المطلب - المعلن. 

في ذلك الوقت , كنت من المتحمسين بشدة للحملة لعدة اسباب , وهذه الاسباب كانت هي نواة التركيز في مدونتي على الحملة عبر الدعم التام للحملة. 

الا ان ما تحقق والمتمثل برحيل ناصر المحمد ليس بكاف اطلاقا , بل ان الازمة اتضح عمقها اكثر بالمدة التي فصلت انطلاقة الحملة عن موعد رحيل المحمد , فأن يقضي المحمد سنوات قبل الرحيل بعد تجربة طويلة نسبيا كرئيس حكومة ومتورط بشبهات رشوة كالشيكات الواضحة وضوح الشمس, وان يتحقق الرحيل بعد تحرك احدى الزعامات القبلية , فإن الازمة عميقة جدا. 

ان التغيير الذي حصل لم يتعدى التغيير في اسم الرئيس , وفي المعسكر المرافق من المؤيدين من النواب والاعلاميين والطائفيين والمستفيدين وغيرهم , وبالتالي فإن الحملة قد نجحت بتحقيق هدفها من حيث الشكل لا المضمون. 

ان من الاهداف التي لم تكن معلنة بشكل رسمي قد اثيرت في الكثير من الحوارات بين الاطراف المؤيدة والمخالفة للحملة , منها ما تحقق ومنها ما لم يتحقق بعد, ففي ذلك الوقت , شكك اغلب الغير متحمسين للحملة بالتغيير على انه سيكون شكليا دون ان يتأثر المضمون. وكانت هذه القراءة صحيحة شكليا ايضا لا موضوعيا , فالتغيير الشكلي كخطوة هو امر طبيعي بما تسنه الحياة , وبالتالي فإن الاستعجال بحدوثه سيكون افضل لاستعجال الخطوات التالية واولها خطوة تجربة المزيد والمزيد من الاختيارات الفاشلة القائمة على ذات سياسة الاختيار, الامر الذي سيعزز من القناعة الموجودة بأن النظام الذي تقوم عليه سياسة الاختيار هو نظام غير نافع ومن المستحيل معه التقدم للامام حاضرا ومستقبلا , وبالتالي فإن المطالب الاخرى المتعلقة بتغيير نظام اختيار رئيس الحكومة بالاضافة الى الانظمة الاخرى كنظام الانتخابات البرلمانية ونظام المحكمة الدستورية وغيرها من الانظمة المتعلقة ستلقى تأييدا اوسع مع مرور الوقت , وهو ما حصل عند المقارنة بين اعداد الذي نشطوا في ميدان التجمع والتظاهر , فمن حوالي 200 الى 300 شخص اجتمع في الاعتصام الاول لارحل , الى عشرات الالاف التي تحركت في تظاهرتي العام الماضي. 

الحملة لم يقرر لها التوقف , فالاهداف لم تتحقق , وبنفس الوقت , فإن فرص التغيير لم تبدد كلها فالامل لازال موجودا بالرغم من اتراجع كفة المعارضة في الساحة بسبب اخفاقاتها ومشاكلها التي سببها بعض الزعامات السياسية المشاركة في تكوين المعارضة والاجراءات الامنية المشددة التي اشغلت الشباب بالقضايا وغيرها من الاسباب التي ستطيل من عمر الازمة. الحل بان يبادر الشباب لايجاد الحلول المناسبة لها. 

ليست هناك تعليقات: