الثلاثاء، 18 فبراير 2014

العرب .. إما ربيع أومستنقع !

ليس من السهل التصور بأن مشاكل شعوب المنطقة ستنتهي بسهولة وبدون العودة للنظر في اصل المشكلة .

فلقد كان للبريطانيين نباهتهم عند قيامهم في رسم حدود دول المنطقة , ومراعاتهم فقط عند رسمهم لخارطة تفكيك الدولة العثمانية (الاسلامية ) لأن يكون البديل افضل لمصالحهم من ناحية عجزه عن الخروج عن دوامة الصراعات الداخلية. 

كان هذا ملخص رسالة لورنس العرب والتي قامت عليها اتفاقية سايكس بيكو , ومن ثم اضيف عليها وعد بلفور لتغوص المنطقة باعماق الصراعات الداخلية العرقية والدينية والطائفية. 

فعند النظر ( على الاقل ) لواقع الاكراد ( كإثنية ) مفككة ومقسمة على ثلاث دول , فإن فكرة الشرق الاوسط الجديد ( في ذلك الوقت ) تكون ظاهرة بشكل واضح , ولو قسنا هذه النظرية على واقع دول المنطقة فإننا سنجد ان التشققات الداخلية قائمة ومستمرة ولازالت هي المعوق الاكبر لنجاح اي حركات تغيير اصلاحي تقدمي , فمن التعصب الطائفي الى العرقي وهكذا .. 

إن العودة لتاريخ المنطقة مهم جدا لتقييم الواقع ولرسم الحل , فمجتمعات المنطقة التي اصبحت الان قائمة على فوضى ( الاثنيات ). وبالتالي فإن التخلص من المعوق الاول لنهوض دول المنطقة يحتاج للتفكر في الحلول للخروج من نفق السيناريوات المزعجة. 

1- التسليم لتفوق اثنية معنية. 

هذا الحل الغير منطقي يعني تنازل كل الاثنيات لواحدة تتفوق وتتسيد , كالشريعة السنية او المذهب الجعفري , او لتفوق العرق العربي لما فيه من الغاء وتسفيه لحقوق الاخرين.

2- اعادة رسم حدود دول المنطقة. 

هذا السيناريو الثاني للحل , وهو غير منطقي طبعا , فالاتفاق على اعادة تقسيم دول المنطقة بناءا على الاثنيات لم يعد ممكنا بعد تعقد المشكلات وبعد نشاط التنقلات والهجرات بين شعوب المنطقة. 

3- عزل الاختلافات عن شئون الدولة ( العلمانية ). 

هذا الحل كان فعالا في التجربة الغربية , فتلك الدول وصلت الى مرحلة متقدمة في جانب التعايش بين المختلفين اثنيا , فعزل هذه الاختلافات عن الدولة ( المظلة ) في كل مجتمع ليتساوى تحتها الناس باختلافاتهم هي الاساس المناسب لاقامة انظمة سياسية وطنية متحررة من التعصبات التي انهكت شعوب المنطقة.

من هنا تستعاد الثقة ويتحول الخلاف على الفكرة من ناحية تجريبية , فتقام الحوارات على اساس الدليل المادي والاستناد عليه في الاقناع ولكسب التأييد والقبول. 

-النموذج الماليزي ..

التجربة الماليزية قائمة على الحلين الاول والثاني , تفوق الاسلام ورسم حدود الاثنيات في الداخل , وهو نموذج مهلهل لم ينه حالة الصراع والنزاع وانما هو يعتبر هدنة مؤقتة كالتي اتى بها اتفاق اللبنانيين في الطائف بل وقبلها ميثاق رياض الصلح, والحالة اللبنانية اليوم تعكس الا جدوى من المحاصصة و من التوافقات المؤقتة. 

الحقيقة .. قبل الكرامة والعدالة ..

ان المنطقة بحاجة للحقيقة المختبئة بالتاريخ , ومن دون العودة لها والاعتراف بصلب المشاكل فلن تقوم لاي من شعوب المنطقة قائمة ولن تنجح ايا من تجارب الربيع العربي ( مع استثناء الفرصة التي خلقتها تونس لنفسها من خلال دستورها العلماني ). 

ليست هناك تعليقات: