الأربعاء، 7 يونيو 2017

موقف مختلف مطلوب من الكويت.

لا ادري كيف ستسير الامور المتعلقة بالأزمة الخليجية المستمرة, هل ستنجح الوساطة او تفشل, هل سيتنازل الطرف القطري امام الضغوطات ام ان الحملة ستفشل او تنعكس على السعودية, كل هذا غير واضح خصوصا وان انظمتنا ليست بانظمة "مؤسساتية" فهي تحكمها القرارات الفردية والمعلومات المحتكرة مما يغيب معه القدرة على توقع المستقبل بشكل جيد. لكن ما الانعكاسات التي من الممكن ان تواجهها الكويت تحديدا وماهو الموقف المناسب إزائها؟, لا اعتقد بأن من الحكمة الوقوف مع طرف في الازمة, ولا أعني هنا البقاء على الحياد وانما على الكويت ان تخط لنفسها خط مختلف بالموقف من الازمة.

لوتحدثنا عن مشكلة الارهاب ومواجهة تحدياته فهذا لا يعني مواجهة مصادر تمويل وتسليح مليشياته فقط والتي القيت مسؤوليته بالكامل على قطر وايران واحيانا تركيا "في حالة داعش", وانما نتحدث عن تجفيف منابع هذا الفكر الذي انطلق سعوديا لقرن مضى منذ التهيئة لتأسيس المملكة برعاية انجليزية, نظرة على ما نسب لتشرتشل تكفي لفهم هذه الوحشية.


الرابط 


رعاية انجليزية لتحالف متوحش ينجح في تأسيس دولة تسيطر على اهم مركزين اسلاميين " مكة والمدينة", يترعرع التشدد الديني في ظل هذه الدولة, ثم يستغل هذا " الاستغلال للدين الاسلامي" في تنفيذ حرب عصابات في افغانستان ضد الروس " على طريقة حرب العصابات العربية التي وضعها لورنس", ثم تنتصر هذه الجماعة وتحاول الاستقلال عن الوصاية السعودية الغربية فتنتشي هذه الجماعات لدرجة التفكير في تحقيق امجاد اكبر على مستوى العالم.
 تتم مواجهة هذه الجماعات بسبب طموحاتها الجديدة فتتفكك وتصبح لقمة لكل من اراد استغلال وجودها وضعفها فتتحول الى اداة تستخدم في ضرب " الدول المؤسسة", ثم تشتكي هذه الدول المؤسسة وتعمل على مكافحة الارهاب وآخر مستخدميه.

صحيح أن للكويت نصيبها من هذه الاحداث, لكن من المهم جدا أن تكون رؤية الخلاص من هذه الجريمة معقولة, فليس من المعقول أن تميل الكويت تماما ناحية التيار السعودي, فللكويت تجارب سيئة مع السعودية تتعلق بالحدود وعرقلة السعودية لمشروع انبوب الغاز القطري للكويت ومشاكل نفط الجنوب, وبالتالي ليس من مصلحتها وضع بيضها في سلة واحدة.

اما الإصطفاف خلف تيار قطر وايران وسياساتهما المدمرة, فهذا ليس بالمقبول اطلاقا بل على الكويت مراجعة الانتقادات التي وجهت لها سابقا والمتعلقة برعاية بعض الجماعات المتطرفة كالنصرة سابقا واستمرار رعايتها لبعض مصالح الاخوان في الكويت.

أضف الى ذلك أن لا سياسات التيار السعودي ولا سياسات التيار القطري ستؤدي أي منها لمواجهة حقيقية وجادة للإرهاب, فسياسة السعودية ضد الأرهاب محددة بمحاربة الجماعات المتشددة " غير الطيعة", حيث أن السعودية لا ترى مشكلة بإستمرار رعايتها للفكر الديني في الداخل لطالما أن هذا الفكر ملتزم بالحلف السعودي الوهابي القديم. ليس من الممكن النظر بجدية الى التحركات السعودية الا إن قامت السعودية بمراجعة وإصلاحات داخلية حقيقية تفضي الى المزيد من التسامح والمدنية. أقصى ما تحققه الحملة السعودية الاماراتية الاخيرة هو اضعاف الجماعات الدينية التي تتلقى الدعم القطري ولكن لن يستطيع التيار السعودي القضاء على هذه الجماعات. ولذلك فإن الكويت يجب أن تدرك بأن القاء كل الاوراق في هذه المراهنة لن يتحقق منه النجاح الكبير.

سيكون من الجيد لو أن خطت الكويت لنفسها خط مختلف بإتجاه مواجهة منابع الارهاب المالية والعسكرية والفكرية مجتمعة, ولكن عليها هي الاخرى إتخاذ اجراءات داخلية اصلاحية حقيقية كما في الحالة السعودية!.

ليست هناك تعليقات: