الثلاثاء، 31 مارس 2009

علمانية حدس ..!

ماهو مقياس تقييم التحولات التي مرت بها حدس طوال تاريخها والتي تحدث عنها الاستاذ احمد الديين اليوم ؟ وهل الاحزاب الدينية فعلا تطورت باتجاه التعددية والديمقراطية ؟ , و ما هي قصة رفع الاسلاميين لشعار الديمقراطية والدستور ومجلس عبدالله السالم ؟ , وهل تخلوا بذلك عن حلم الحكم الاسلامي والنظام الشوري او على الاقل استبداله بنظام الانتخاب تحت ولاية الفقيه السني ؟! , ام انها لازالت ملتزمة بذات المبادئ الاساسية ؟.

حتى نقيم حجم التقدم الذي حققته هذه الجماعات باتجاه الحرية والديمقراطية , علينا ان نضع بالاعتبار المبادئ الاساسية لهذه الجماعات وان ننظر بالمقابل الى ما يحقق المتطلبات الديمقراطية .

عندما ننظر الى ما يرد بالمبادئ الاساسية لهذه الجماعات ( حدس كنموذج ) فإن اول ما سيقع عليه نظرنا هو اعلان الالتزام بمبادئ ( الاسلام السياسي ) , النظام الاسلامي والشورى .. الخ , وعندما ننظر بالمقابل الى المبادئ الديمقراطية , سنجد النقيض تماما , الدستور المدني والقوانين الوضعية والمساواة بين الناس وعدم التفرقة الدينية والمذهبية ولا على اساس الجنس , ومحاسبة المحكوم للحاكم واختياره لا مبايعته .

إذن , طالما ان هذه الجماعات متمسكه بمبادئها الاساسية ولم تطرح فكرة تغييرها , فإنها تبقى مؤمنة بهذه الاسس وحديثها عن الديمقراطية والدستور قضية اخرى ليس لها علاقة بالايمان بالدستور كاساس العلاقة بين الحاكم والمحكوم و لا كاساس العلاقة بين افراد المجتمع الكويتي .

كل ما بالقصة اعزائي القراء , ان حدس ووبقية الجماعات الاسلامية قد نظرت الى التجارب الاسلامية الاخرى بالمنطقة ورأت كيف يكون غضب الحاكم على هذه الجماعات وقدرته على قمعها والتخفيف من آثارها , وبالتالي فإن هذه الجماعات باتت مقتنعة بأن اقصر واضمن الطرق للوصول الى السيطرة يمر من خلال الديمقراطية والدستور ومجلس الامة - التشريع والرقابة وتمثيل من بيدهم السيادة كما يقر الدستور , وبالتالي اصبحنا اليوم نراها تستنفر من اجل الديمقراطية والدستور .

من هذا نستخلص بأن هذه الجماعات لاتزال على عهودها القديمة , لا كما يراها احمد الديين بأنها متطورة وتحقق خطوات باتجاه الديمقراطية , لان الديمقراطية ليست مجرد دستور نتغنى به ولا انتخابات نخوضها , وانما الديمقراطية لها اسس وقواعد , احترام كامل الدستور لا القبول بما يتناسب وافكار هذه الجماعات - تخطي حقيقة كفالة الدستور للحرية الشخصية كمثال - و تجاهل هذه الجماعات بل ومعاداتها لمطالب الاقلية الشيعية كمثال آخر - دعم هذه الجماعات لبعض مواقف السلطة في كبت الحريات - الاعلام ومراقبة معارض الكتب والافلام والمواقع الالكترونية والمحطات التلفزيونية - تجاهل العمل على المطالبة بتعديل قانون المحكمة الدستورية لكفالة حق التقاضي والطعن بالقوانين الغير دستورية للمواطن , وغيرها الكثير من التعديات على الحريات والتي هي اساس الديمقراطية واحد اهم اسس التعايش بين افراد المجتمع .

بل ان حتى المثال الذي طرحه السيد الديين حول قومية المنبر الديمقراطي , فأنا أقر بأن على المنبر التخلي عن احد اهم اسسه وهو التمسك بالقومية العربية التي اراها متعصبة اكثر من تعصب الاسلاميين للشريعة الاسلامية ولكنها اخف بخفة الحضور المنبري بالبرلمان , وبمناسبة الحديث عن هذا الموضوع فأنا اتسائل عن موقف القوميين من جرائم عمر البشير في دارفور وان كانوا سيتضامنوا مع الدم لا مع العقل والعدالة الانسانية والمجتمع الدولي .

طالما ان هذه الجماعات متمسكة بالاسس الخاطئة فإن لا تقدم يذكر باتجاه الديمقراطية الحقيقية , وهنا استذكر قضية الدعوة لاعلان الاحزاب والتمثيل النسبي وتشكيل الحكومة , واتسائل ان كانت هذه الجماعات الطائفية ستقدم شيئا للمذهب الشيعي ام انها ستتجاهل مطالب هذه الفئة الكبيرة من المواطنين المتساويين معنا بالحقوق وبالواجبات والمتساويين معنا في مواجهة المصير المشترك , واتسائل ان كانت هذه الجماعات ستسمح للدولة بالاستفادة من الطاقات والقدرات والامكانات الموجودة لدى المقتنعين بالمذهب الجعفري ام انها ستحتكر القرار والقيادة لجماعة المذهب السني فقط .

الاسس خاطئة , ولن اتفائل بأي تقدم الا في حال لو قررت حدس وجماعة الهيلم وغيرهم التحول الى جماعات علمانية تفتح ابوابها للجميع دون تمييز مبني على المذهب , اما غير ذلك فلن نطيب ولن يغدو الشر , ولن يتحقق اي تقدم باتجاه الديمقراطية ولن تكون لدينا ديمقراطية ولا عدالة ولا مساواة في ظل وجود الاحزاب الدينية المسيطرة , ولن يكون تغنيهم على الديمقراطية ولا على الدستور وانما سيكون تغنيهم على دستورهم وديمقراطيتهم لا غير! .

هناك 7 تعليقات:

الفضى يقول...

ان حدس لاتمت بأدنى صله من الاسلام ،وأعتقد انها فعلا حركه علمانيه ،وانا أقيم حدس على انها كتله حاليا غير مرغوب فيها واصبحت مكروهه من الجميع وذلك لانه غير مهمومه الا بمصالحها الخاصه ولاتهتم بمصالح الناس ،ونتمنى من الله ان نوابها ان لاينجحوا فى الانتخابات القادمه ..

Mohammad Al-Yousifi يقول...

سياسة اسلامية

+

تمويل اسلامي

=

ترقيع اسلامي

مركبنا يقول...

اخي حمد

ارجع الامر لما قاله الاخ حمد الديين

نحن نتطور نعم وما المانع ...

نظرتي للاسلام ...

ليس دين دراويش بل دين شامل
والسياسة في صلبه

المفاهيم تتطور ،، نعم او لنقل تتضح مع الخبرة
والاسلام يقبل بكل ما يتماشي معاه شرط الا يصتدم .
والسيرة زاخرة بهذا الامر

اخي الفاضل انظر حولك من من الجماعات او الاحزاب سمها كيف تشاء تمارس الديمقراطية داخليا كما نمارسها ...

وحتى خارجيا
احسنت حدس التعامل مع الادوات الدستورية في وقت يقدم احدهم استجواب تهديد لتمرير معاملاته والاخر استجواب لكسب الاصوات

حدس مارست الديمراطية وفق اصولها

غير معرف يقول...

مهما قالت حدس فلن تستطيع اقناع من له عقل بانها تؤمن بالديموقراطية فعلا لا قولا ،لانه ليس جديدا القول ان حدس وغيرها من جماعة التأسلم السياسي لا تعترف بالدستور او الديموقراطية انما هي تمارسها لتحقيق مكاسب سياسية او سلطوية او حتى مالية والمتابع لممارسة اعضائها في المجلس المنحل يستطيع وبسهولة التأكد من هذا الكلام

غير معرف يقول...

تابعوا أبو الجيجاء !!!!!!!!!

الرمح الصادق يقول...

العلمانية فى ظل الاسلام هذا هو لسان حال حدس فهى من المفترض انها تؤمن بمبداء الشورى والديموقراطية وهو مبداء اسلامى وموجود فى مجلس الامة لكن حركة حدس تحاول ان تفرض رائيها على كل اعضاء المجلس مستخدمة اسلوب التهديد والاستجوابات من اجل فرض وجهة نظرها الشخصية على راى الاغلبية

Hamad Alderbas يقول...

عزيزي الفضي

حدس حركة ماشية على اسلامها الخاص



عزيزي مطقوق

ترقيع يدخل ذهب

خنسوي مثلهم :)



عزيزتي مركبنا

في الحقيقة لا ادري عن اي اسلام نتحدث والذي يجب ان يصطدم به التغيير والتطوير ؟, الكثير من القضايا عندما نسأل بها رأي الدين نجد رأيين متضاربين ولا ندري ايا منهما يكون الاقرب للاسلام .

ولنفترض بأن ما ورد اعلاه غير صحيح وان النظرة الاسلامية واحدة لكل القضايا , اتسائل ماهو موقع الوطنية من فكرة الاسلام السياسي , وماذا ان كان الاسلام السياسي يتصادم مع التعايش الوطني بين افراد المجتمع الواحد ان كانوا متعددين مذهبيا او دينيا ؟ .

هذا ما هو حاصل , ونحن ضائعون مابين حرية الاعتقاد والتي يكفلها الدستور وبين الحديث الذي نص على عدم اجتماع دينان في جزيرة العرب !, وماذا عن التشريعات الوطنية المدنية التي تساوي بين افراد المجتمع الواحد في حقوقهم وواجباتهم ودون النظر الى اديانهم او مذاهبهم فهل تقبل الشريعة بحرية الاعتقاد وبالفصل بين الاعتقادات وبين اسس التعايش السلمي ؟.

الثغرات موجودة اختي الكريمة , وجميعنا نتذكر تهديد المرحوم المطوع بتسيير المظاهرات من الجهراء الى الاحمدي ان اقرت حقوق المرأة والتي يرى بعدم جوازها وبأنها ستسمح لهم بالخروج عن طاعة ولي الامر , وبعد ذلك تأتي حدس وتتقبل واقع توزير المرأة وترشحها وتتعامل معه بعد ان تأخرنا كثيرا في هذا المجال .

الشجون كثيرة والحديث يطول




عزيزي غير معرف 1

اتفق معك اخي الكريم



عزيزي غير معرف 2

تابعنا






عزيزي الرمح الصادق

كنت سأسألك عن الشواهد ولكني تذكرت استجواب سعود الناصر :)


مع التحية