مجتمعنا عجيب غريب , مجتمع يرفض الحداثة والنظام ويدعو للإسلام وبنفس الوقت تصدر عنه تصرفات الجاهلية .
حمد النقي , المتهم البرئ حتى أن تثبت الإدانة , حسب حقوق الانسان والقانون والدستور والشرع , كل بات يصرح بإدانته وكل نصب نفسه قاضي يصدر الأحكام مثلما يشاء .
آخرهم وأكثرهم جرما كان المدعو محمود الدوسري احد المسئولين الامنيين في الكويت , فهو وصف المتهم ( البرئ حتى تثبت الادانة ) بالعفن , فأدان دون وجه حق المتهم وقبل حتى أن تحال القضية للمحكمة!.
محمود الدوسري المسئول الأمني يعتقد بأن حاله ووزارته أفضل من حال العفن الذي يراه بالمتهم , فيبدو من التصريح بأن الدوسري يعتقد بأن كل الناس نسوا حادثة الميموني ونسوا حادثة وحش حولي الذي إعترف مكرها على قيامه بجريمة خطف و إغتصاب وقتل فتاة باكستانية ومثل الجريمة ( وحكم عليه ايضا ) بالاعدام الذي تعطل بظهور الضحية حية ترزق بعد أن كانت مقيمة عند صاحبها !.
ولو أتينا للتوصيف الحقيقي لتصريح المدعو محمود الدوسري , فإن رسالة يجب أن توجه لا الى المسؤولين الامنيين ولا لوزير الداخلية ولا لرئيس الحكومة , وإنما لصاحب السمو أمير البلاد المسؤول عن السلطة القضائية والمسئول عن عدم تداخل السلطات , وهو المسؤول ايضا عن توفير الحق القانوني والمحاكمة العادلة لكل متهم ومنهم المتهم حمد النقي , أما ترك الأمر لهكذا مسؤولين تنفيذيين يهذون كالسكارى أو كإنهم آلهة لا رقيب ولا حسيب عليهم فسيؤدي الى تنامي مشاعر الظلم عند جهة بمقابل تنامي مشاعر الكبر والديكتاتورية عند جهة أخرى , وهذا ما أتت الدولة النظامية لمنع حدوثه او حتى حدوث ولو اليسير منه!.
هل نحن بدولة نظامية ؟ , أم اننا بدولة غير نظامية يتحدث بإسمها من شاء بما شاء دون إلتزام بالنظم التي خطها المجتمع ؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق