الأربعاء، 24 سبتمبر 2008

الكونية والانسانية .. والقومية ..!

هناك من تخيل التحادث مابين البشر والحيوانات والاشجار احيانا , وهذا الخيال رأيناه مصورا بالرسوم المتحركة او بقصص الاطفال .



لنعد الى هذا التخيل قليلا ,,

ماذا لو كانت الاشجار و الحيوانات تفهم لغة البشر وتخاطبهم ؟, ماذا سيقولون وهل سيباركون للبشر افعالهم ام انهم سيعترضون على سياسات البشر وعنصريتهم وديكتاتوريتهم ؟ .



فالبشر يقطعون الاشجار وينحرون الخراف في الاعياد ويبيدون الحشرات , وفي احسن الاحوال , نجدهم يحبسون الطيور المسالمة في اقفاص او انهم يروضون الحيوانات المتوحشة ويحبسونها بين القضبان لكي يتمتع بني الانسان بحركات مثيرة يقوم بها الحيوان طمعا بكسب رضا المدرب الذي يتحكم في كمية الطعام التي تقدم لهذا الحيوان .



و البشر ايضا هم من لوثوا المعمورة بالمخلفات وهم سبب انقراض الكثير من الحيوانات والنباتات وهم الذين ملؤوا السماء دخانا ساما .



اتحدث هنا عن مصطلح جميل وهو مصطلح الكونية , واول ما سمعت عنه كان من خلال كلمات كتبها الدكتور عبدالملك العطار , وهذا المصطلح كما هو واضح منه اكثر شمولا للكائنات الحية عن المصطلحات الاخرى مثل الانسانية او البشرية , ومثل القومية و الطائفية و القبلية , الا ان هذا المصطلح يصطدم بتحقيق اهم الحاجات الفسيولوجية للانسان وهي حاجة الطعام , فكيف سيستوي العيش بين كائنات المعمورة بالتساوي وبسلام في حال لو كانت كل الكائنات متساوية ومتفاهمه باللغة والعقل كما نتخيل ؟ , وكيف سيستمر وجود الانسان من دون التعدي على الاخرين بقطف ثمراتهم او بقتلهم ؟ , أوليس بتحقيق هذه الحاجة ظلم واجحاف بحق الاخرين ؟ .



بلا شك فإن الانسان مرغم هنا على الخوض في صراع العيش والوجود , فيحاول ان يعتدي على الاضعف منه كما سيقوم بذلك الاخرين كل حسب قدراته , وكل منهم سيحاول ان يطور في قدراته وتكتيكاته وقوته من اجل صراع السيطرة وضمان البقاء , ولذلك فإن الانسان سيكون مضطرا للتعنصر وراء البشرية على حساب الاخرين , فهذه سنة الحياة وهذه من اسباب الوجود ونحن لا نتحذ عن الطمع وحب التوسع والسيطرة وانما نتحدث فقط عن سر البقاء .



اليوم , نحن نتحدث عن مقارنة اخرى قريبة وليست شبيهة تماما , نتحدث عن الانسانية وشمولها ونتحدث عن القومية وعنصريتها , فالاولى هي فكرة جميلة وقابلة للتحقق ولكنها تختلف عن الكونية بأنها تسمح للجميع بالعيش المشترك ولا تشترط تعدي طرف ما على الاخر من اجل البقاء , والثانية ( القومية ) هي فكرة عنصرية عرقية متعصبة , تفرق مابين سكان بقعة العيش المشترك حسب اصولهم و هذا يعني ضياع المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص وهنا نسجل اهم المآخذ عليها .


إذن , حسب ما ورد أعلاه فإن الانسانية بالرغم من كونها عنصرية وديكتاتورية ( الحيوانات والاشجار بالواقع كائنات حية وان لم تكن تتحدث او تعقل ) , ومع ذلك فهي تعتبر افضل الحلول بالنسبة لنا بمقياس اقل الخسائر ( وان كانت ليست كذلك لدى الاخرين لان الحياة بدون الانسان ستكون خالية من التلوث واشكال الدمار البيئي الذي يحدثه الانسان ) , الانسانية وان كانت تعني القليل من انانية البشر الا انها كما ذكرت تعتبر افضل الحلول بالنسبة لنا , فهي القادرة على ان تحتوي جميع الناس تحت مظلة واحدة وتحت قوانين ثابتة وسائدة تساوي بين كل الناس وتمايز بينهم بناءا على العقل و الابداع , هي التي تعني العيش المشترك للجميع وهذا ما قد تفتقده القومية .

فكرة القومية كانت بها اشياء جميلة , التكافل العربي المفترض في زمن الضعف والردة وانعدام المساواة والامن , زمن الاستيلاء على مقدرات شعوب المنطقة , ونحن نتذكر القومية بفزعة عبدالناصر مع الكويت , و الاجتهاد الناصري في القضية الفلسطينية , والمواقف الناصرية من الحركات الشعبية التحررية التي قلبت المعادلات في الكثير من الدول العربية , وتزامن هذا الامر مع تعزيز المواطنة من خلال قوانين المساواة بين المواطنين عبر الدساتير التي اتت بها القومية ( بالرغم من هفوة التشديد على دين الدولة في هذه الدساتير ) , وبالتالي تحولت فكرة القومية بدلا من ان تستند على اساس العرق العربي اصبحت تستند على اساس المواطنة والجنسية العربية , الا ان الفكرة بالرغم من سموها والمتطلعين لها قد فشلت في ان تكون حاضنة شعوب المنطقة لانها تناست الاعتماد على المصلحة كأساس التعامل , وكانت من المفترض ان تبنى على هذا الاساس وان تترك العاطفة للانسانية القادرة على حل المشكلات الشعوب التي لا تمثل اي مصالح للاخرين .


القومية انتهت , وعلينا ان ننظر الى الامام ونطور من انفسنا لنواكب الاخرين , كبشر تربطهم المصالح اولا ومن ثم التكافل الانساني !.

هناك 11 تعليقًا:

Mozart يقول...

القومية فكر عنصري شرير قائم على الانتماء العرقي اللي حتى الاسلام أكثر تسامحا منه فالقرآن يقول " ان اكرمكم عند الله اتقاكم" و لم يقول ان اكرمكم عند الله اعربكم

أي ان الانسان ممكن يغير دينه لكن كيف يغير أصله و لغته ؟

و يكفي ان صدام حسين خرج من رحم الفكر القومي

و شاكر لك

غير معرف يقول...

صدقني لم تكن القومية العربية في يوم ما الا بوقا فارغا وشعارا كاذبا
سوغ للديكتاتوريين حكم الشعوب العربية بالنار والحديد

Mohammad Al-Yousifi يقول...

ضد القومية

مع الانسانية

كويــتي لايــعه كبــده يقول...

way too idealistic !!!

حنا خل نساوي بين البشر والبشر أول بعدين يصير خير مع باقي الكائنات الحية


والقومية العربية آخر شيء اود التطرق له
ويكفيني ان اشارك العزيز محسد رأية

Yin مدام يقول...

القومية راحت عساها ما تعود

قال الإمام علي (ع):
"الإنسان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق"
والإنسانية والتعامل الإنساني مطلب ضروري للحياة العادلة والتكافؤ والعيش الكريم وطالبت بها كل الأديان ولكن تطبيقها يعني المساواة وهذا ما لن يتم تطبيقه ولا الموافقة عليه من قبل أي سلطة حاكمة أو فئة غالبة
والناس تطالب به ولكن حين تأتي للواقع يرفضونها جملة وتفصيلا
هل تعتقد إنك إذا قلت لإنسان عادي ممن لا عقل له ولا دين أنك أنت والهندي والسيلاني والأفريقي والإيراني والعراقي سواسية شبيرد عليك؟؟
أترك لك الرد لأني لا أسمح لنفسي حتى بنقله
حتى الإنسانية في زمننا الحالي تخضع للطائفية والقومية والعرق والديانة والجنسية ... إلخ
والكلام كثير والمجال لا يسمح والمطلب صعب صعب صعب
وعلى قولة عبدالحليم \
طريقك مسدود مسدود مسدود
قلبي قام يعورني
:(

Safeed يقول...

فكرة القومية أثبتت فشلها ، ليست القومية العربية فقط بل حتى باقي القوميات ( الفارسية الآرية ) و ( الألمانية الآرية ) و ( الأنجلوساكسون ) .. إلخ .
لأن فكرة القومية تقوم على التحزب وفق الرابط " النَسَبي " ، و ليس وفق المصلحة و هو بالضبط ما حدث للقومية العربية التي هي امتداد طبيعي لفكرة القومية طوال تاريخ الانسان .
وحدهم اليهود نجحوا بصورة لا بأس بها في قولبة اسم القومية إلى جعلها قائمة على مبدأ ( الدين ) فهناك يهودي ملحد و يهودي مؤمن و يهودي علماني و كلهم يهود .. و لا يهم بعد ذلك أن يكونوا امريكان او حتى اثيوبيين .
و نترك البقية لوقتها ان شاء الله :)

Kuwait يقول...

القوميه إيطار هش قابل للكسر في أي لحظه ..
ظهرت في عقد من الزمن لكنها لم تثبت إلا فشلها :)

Hamad Alderbas يقول...

عزيزي موزارت

عزيزي مطقوق

عزيزي محسد

عزيزي كويتي لايعة جبده

عزيزتي ين

عزيزي سفيد

عزيزتي كويت



فقط اردت ان ابين اننا وبالرغم من اننا نرفض التعنصر , الا ان ذلك لا يعني باننا غير عنصريين , وهنا اعود لما قاله الزميل موزارت ( الانسان ممكن يغير دينه لكن كيف يغير أصله و لغته ؟) , واقول كيف تغير الكائنات الاخرى اصولها وتتحول الى بشر تقبلهم الانسانية التي تعتدي على الكائنات الاخرى ؟.

نحن ان كنا انسانيون الا اننا ايضا عنصريون واهدف من الحديث بهذا الموضوع هو وضع ايدينا بالنار بدلا من كونها بالماء بنظرتنا الى من اجتهدوا بحمل الفكرة القومية .

في الحقيقة لا احاول هنا الدفاع عن القومية , فقط احببت ان اشير الى اجتهادات الكثير من الناس الذين عملوا لصالح المنطقة وشعوب المنطقة دون ان يكونوا موفقين تماما بفكرتهم , وليس بالضرورة ان نشاركهم فكرتهم وانما لننتقد تجربتهم وفكرتهم من دون القسوة عليهم من باب اننا نستحق القسوة ذاتها , فالدكتور احمد الخطيب او النيباري وبقية المجموعة القومية في الكويت , قد لامسنا اجتهاداتها في محاولاتها لدعم البوتقة الصاهرة في الكويت من دون الاعتبار للاصل والجنس والدين والطائفة وغيرها بالرغم من كونهم قوميين , وبالتالي البون الشاسع بين الطرح وبين المواقف تبين ان قضية القومية العربية لم تكن سوى ردة فعل على معاناة شعوب المنطقة من بطش الدول الكبرى واتباعهم الحكام في تلك الازمنة الغابرة , ولذلك وكما ان الانسانية متعنصرة بسبب الضرورة فإن القومية ولدت ايضا متعنصرة لنفس السبب .



تحياتي لكم جميعا ...

الوقار يقول...

يعني شنو!!ما فهمتها؟

بالرغم من هفوة التشديد على دين الدولة في هذه الدساتير )

غير معرف يقول...

فى خلال الثلاثين عاما الماضية تعرضت مصر الى حملة منظمة لنشر ثقافة الهزيمة - The Culture of Defeat - بين المصريين, فظهرت أمراض اجتماعية خطيرة عانى ومازال يعانى منها خمسة وتسعون بالمئة من هذا الشعب الكادح . فلقد تحولت مصر تدريجيا الى مجتمع الخمسة بالمئه وعدنا بخطى ثابته الى عصر ماقبل الثورة .. بل أسوء بكثير من مرحلة الاقطاع.
هذه دراسة لمشاكل مصرالرئيسية قد أعددتها وتتناول كل مشاكلنا العامة والمستقاة من الواقع وطبقا للمعلومات المتاحة فى الداخل والخارج وسأنشرها تباعا وهى كالتالى:

1- الانفجار السكانى .. وكيف أنها خدعة فيقولون أننا نتكاثر ولايوجد حل وأنها مشكلة مستعصية عن الحل.
2- مشكلة الدخل القومى .. وكيف يسرقونه ويدعون أن هناك عجزا ولاأمل من خروجنا من مشكلة الديون .
3- مشكلة تعمير مصر والتى يعيش سكانها على 4% من مساحتها.
4 - العدالة الاجتماعية .. وأطفال الشوارع والذين يملكون كل شىء .
5 - ضرورة الاتحاد مع السودان لتوفير الغذاء وحماية الأمن القومى المصرى.
6 - رئيس مصر القادم .. شروطه ومواصفاته حتى ترجع مصر الى عهدها السابق كدولة لها وزن اقليمى عربيا وافريقيا.

ارجو من كل من يقراء هذا ان يزور ( مقالات ثقافة الهزيمة) فى هذا الرابط:

http://www.ouregypt.us/culture/main.html

Hamad Alderbas يقول...

عزيزتي كالشموس

دين الدولة الاسلام , عبارة وردت كثيرا في دساتير الدول العربية لم نستفد منها بشيئ بل أنها اصبحت مدخلا للخلافات الطائفية وللانقسام الشعبي الذي اساسه الاختلاف بفهم النص لا بالفكرة والمصلحة العامة .

تحية لك ..



عزيزي غير معرف

شكرا لك على الرابط الجميل الزاخر بالمقالات الجميلة .

ما حصل هناك اراه يتكرر في دول اخرى من دول العالم العربي , فالكويت تتشابه مع مصر في مسألة عدم استغلال اراضي الدولة بشكل يتناسب مع حاجة المواطنين , فمصر تستغل ( حسب الموقع ) 4 بالمئة فقط من اراضيها للسكان والكويت ايضا تستغل نفس النسبة او اكثر بقليل مع ازمة سكن وبطالة .

مصر ايضا ميزانيتها تسرق ونفس الشيئ يحدث بالعراق الذي تسرق منه 80 بالمئة من ميزانيته السنوية , هذه المشكلات تتكرر في كل البلدان العربية وحل هذه المشاكل ليس بالانتظار وانما بتنشيط الشارع المهزوم !.

تحية لك اخي الكريم