السبت، 4 يونيو 2016

حروب ثارات الحسين, و نصرة عائشة.

ان اردنا الحق, لا توجد حروب طائفية في المنطقة, بإستثناء الوضع الفلسطيني الاسرائيلي. فلا ثارات الحسين ولا نصرة السيدة عائشة لها علاقة في ما يحدث, ولا النزعة القومية ولا انهاء النفوذ الامبريالي في المنطقة! , هي شعارات فقط لتورية حقيقة اغلب الاحزاب والجماعات السياسية الدينية منها والعلمانية  "المومياءات الحزبية والطائفية بظاهرها", ووقود هذه الجماعات التجهيل المتعمد وزراعة التطرف في عقول الصغار وتبني مسألة توفير الامن للعناصر والمدخول.

كنماذج هي الاكثر وضوحا للتدليل, فهنالك رافعوا شعار ثارات الحسين الذين تقاتلوا في مابينهم في لبنان في مرحلة من المراحل (حرب الاخوة 1988), لم تكن تلك حرب شعارات وانما كانت مواجهة مباشرة بين النفوذين الايراني والسوري على هيئة جماعات وطنية طائفية في ذلك الوقت وما اوقفها الا اجتماع ايراني سوري!, اما مناصروا السيدة عائشة, فمواجهاتهم في مابينهم لازالت مفتوحة في سوريا!. 

في لبنان اتى اتفاق الطائف لتثبيت المومياءات لوردات الحرب, وللإبقاء على حالة اللا تقدم في لبنان بإستثناء استجماع الحشد برعاية سورية اميركية لمواجهة الشعار الوطني لميشيل عون القائم على انهاء نفوذ الميليشات واولها ميليشيا القوات اللبنانية المسيحية. ولا اكثر من واقع لبنان منذ الاتفاق الى اليوم وحالة اللا استقرار وتنامي نفوذ حزب الله الذي اصبح دولة داخل دولة بالاتفاق الايراني السوري وبالمباركة الاميركية, والوضع في اليمن قريب جدا من هذه الحالة مع اختلافات بسيطة قائمة فقط على الاختلافات بين تركيبتي المجتمعين اللبناني واليمني, وهكذا. 

بل ان هذه الحالة اصبحت واقع اغلب دول المنطقة, مع تفاوت في شدة الانشقاق, ولكن غالبية سكان المنطقة من العرب وغيرهم لم ولن يتعلموا على ما يبدو من تاريخهم القريب, ولن يفهموا ابدا بأن اللعبة تتطلب مبادرة وادارة وحكمة وسعة افق وتواضع وثقة ومسئولية. 

في السابق, كنا ننظر للفوضى الافريقية دون ان نفهم بالتفاصيل, ونتساءل ان كانوا اغبياء الى هذه الدرجة ليصلوا بخلافاتهم واقتتالاتهم الى هذه الدرجة, اما في الحاضر, فالافريقي اصبح هو من ينظر مستغربا من فوضى الشرق الاوسط ويطرح على نفسه ذات السؤال, مابهم مواطني تلك الدول هل هم فعلا بهذا الغباء الذي يدفعهم للاقتتال فيما بينهم بهذه الصورة في حروب لن يكون بها منتصر؟!, الم يتعلموا من تجربة افريقيا وغيرها من المناطق التي انهكتها الاقتتالات الداخلية باسم القبلية والطائفية وغيرها؟. 

بالنظر الى حالة التيه التي نعاني منها نحن شعوب المنطقة, وغياب المعرفة الكافية والثقة بالحد الادنى من المعرفة المطلوبة, فإن حالة الشرق الاوسط لا يمكنها التغير الا للأسوأ.

شعارات الثارات المذهبية, شعارات النزعة الوطنية والقومية وما على شاكلتهم لم اعد اشعر بجديتها للأمانة هي اصبحت مدعاة للسخرية والضحك. 


ليست هناك تعليقات: