الاثنين، 18 يوليو 2016

العلمانية بهجة المتأسلمين.

الى اليوم الثالث من محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا والاسلاميين واخرين مبتهجين.
اتفهم بشكل جيد ابتهاج الاخرين من غير الاسلاميين دعاة تطبيق ما يسمى الشريعة الاسلامية لاسباب عديدة ليس مهما التفصيل فيها الان، ولكن الغريب حقا هو ابتهاج الاسلاميين بمن التزم بالنظام العلماني بحذافيره طوال سنوات رئاسته للحكومة، فحكومات حزب العدالة والتنمية لم تقر او تغير اي قانون من صفته العلمانية الى ان يكون موافق للشريعة الاسلامية. اضف الى ذلك شبكة العلاقات التي خاطها اردوغان مع اعداء الاسلاميين الاوائل كالاسرائيليين والروس وبشار على الطريق!.

نقلا لتصريحات رئيس الحكومة السابق داود اوغلو، فإن اي تعديلات دستورية ستلتزم بالمبادئ العلمانية، بل ان التغيير سيكون باتجاه المزيد من التحرر - الليبرالية.


وهو قد ادلى تعريفا مادحا للعلمانية وفسحة التسامح الديني الكبيرة التى لايرى مبررا لتغييرها من خلال الشريعة.


وقد يكون مفهوما سبب هذا الالتزام بالعلمانية، فبحسب احد خزانات التفكير، فإن مؤيدي تطبيق الشريعة من الاتراك نسبتهم 12% من الشعب، مقارنة ب 84% في باكستان و 74% في مصر!.


فلماذا اذن يبتهج الاسلاميون العرب باردوغان وحزبه؟.
لنفترض انهم مبتهجين كغيرهم بالانجازات الاقتصادية او بتحقيقه لمراكز متقدمة في كل المجالات، وفي الحقيقة فإن هذا الموقف يعني انهم علمانيين لا اسلاميين، فالاسلامي معياره الاسلمة، اما الارقام فهي مصدر اثبات علمي لاعلاقة له بقال الله وقال الرسول!.

في الحقيقة كل الاسباب الممكنة تعكس مشكلة كبيرة وتناقض في الاسلاميين العرب، فالافتراض بأن اردوغان يمثل الاسلام السياسي، وبأنه نجح في ظل العلمانية و من دون اي تشريع اسلامي، فهذا يعني ان العلمانية ليست مشكلة ولاتعطل نمو المجتمع وتقدمه في جميع المجالات مع حفاظها على مسألة التعايش بتسامح وعدالة بين المختلفين دينيا، وبالتالى لماذا يصرون على البديل في مجتمعاتهم؟!.
وان افترضنا بأن اردوغان يعجبهم بانحيازه لقضاياهم، فهو كغيره ممن وصفوهم بالمتصهيين ممن تعاونوا مع الاسرائيليين في مجالات شتى، هذا بالاضافة الى توجهه نحو الروس المشاركين بقصف بشار للمعارضة وكل هذا في ظل تعاون هؤلاء المجرمين مع النظام الايراني.
اما ان افترضنا بأنه انحياز للديمقراطية، فبغض النظر عما ان كان النظام السياسي هو ديمقراطي او محتكر بحسب طبيعة الاحزاب ذات البعدين الديني والعرقي، فإن بهذا الانحياز قبول صارم لنتائج الصندوق، وهذه خطيئة وتعبر عن عدم فهم النظام الديمقراطي بشكل جيد، لأن الديمقراطية ستتحول الى ديكتاتورية في حال لو فازت بالصندوق جماعة تشكل اغلبية ديكتاتورية لاتلتزم بالمبادئ التي تقوم عليها الديمقراطية- نموذج هتلر كمثال.
ان من الجيد ان يحتفي الاسلاميين بمن يلتزم بالمبادئ العلمانية، ولكن الغريب بنفس الوقت عدائهم المعلن للعلمانية والليبرالية!. وعلى كل حال، فإن مم الجيد انهم تقدموا خطوة اخيرا بالقبول بالديمقراطية ولو شكلا بدلا من فزعتهم التاريخية لما يسمى الشورى!، ويبقى الامر ان لا يتأخر استيعابهم لفكرة العلمانية كثيرا
رحمة بشعوب المنطقة!.



ليست هناك تعليقات: