الخميس، 9 أبريل 2009

الليبرالية والقومية والعلمانية في الانتخابات ..

اطلعت على تعليق الاخ العزيز بو محمد في مدونة الاخ الحبيب كله مطقوق , واستذكرت انتقاد احد الاخوة قبل يوم لعزوف بعض مؤيدي العلمانية عن التصويت للسيدة الفاضلة طيبة الابراهيم بالرغم من انها الوحيدة التي تطرح فكرة علمنة الدولة , والدعوة والتصويت لصالح التحالف الوطني الذي ازعجنا مرشحيه بالانتخابات الماضية بالتأكيد على عدم ليبراليتهم وتمسكهم بالشريعة الاسلامية ! , مما يستوجب علي توضيح بعض الامور المهمة التي لها علاقة بالموضوعين .

هناك خلط للاسف في التسميات التي تطلق في الكثير من الاحيان على التيار ( الاكثر تحررا ) او ( التقدمي ) او ( النصف ليبرالي ) , او المعروف ( بالليبرالي حاليا ) او ( القومي ) وغيرها من التسميات , فما هي القصة ؟..

كل ما في القضية ان مجاميع من الناس , الليبرالي , القومي وهو على نقيض مع الليبرالي , البعثي سابقا , الاشتراكي في ما مضى , العلماني , بل حتى الشيعي المتشدد دينيا او ربما حتى السني المتشدد ( دينيا لا سياسيا ) ايضا , قد يجتمعون تحت مظلة واحدة - بالرغم من تناقضاتهم - وهي مظلة الدستور بصيغته الحالية كأساس للتعاون و التآلف والتعايش السلمي , فهو الحل الوسط والذي يقبل به الجميع ( باستثناء المتشدد الديني السني حيث لا يوجد منهم من هو منسجم مع هذه التوليفة ويتقبل الاختلافات المذهبية والفكرية ويتقبل فكرة كفالة الحرية للاخرين ) , ولذلك تجد ان الليبرالي يدعم المتعصب القومي لأن القومي لا يشكل خطرا على الدستور ومن الممكن التحاور معه حول هذا التعصب , وهذا يختلف عن التشدد الديني الذي ينطلق من العقيدة والدين - وهنا اقصد , المتشدد السني , فالمتشدد الشيعي قد يجد ان الدستور يكفل له حقوقه ويحميها لكونه اقلية تخشى من تسلط الاغلبية .

إذن , هناك تجانس يجمع هذه التناقضات , و هذه المجاميع تدرك اهمية الدستور والبوتقة التي تتشكل بفضله ولذلك هي تتفق وتتنازل عن بعض الافكار من اجل التعايش السلمي .

هناك شيئ جميل يجمعنا , و لذلك سادافع عن القومي , وعن الشيعي المتشدد , وعن حتى السني المتشدد , ان كان يؤمن بالمساواة التي كفلها الدستور وان كان يؤمن فعلا بأن للاقليات حقوق وحريات يجب ان تحترم , واضرب مثالا عن ارتياح المتشدد السني من سقف الحرية العالي في اميركا مثلا و كفالة حرية الاعتقاد وممارسة الطقوس للمتشدد الديني واستفادته منها كونه من الاقلية هناك .

لذلك ليس هناك ما يدعو للاستنكار , ولا ارى ان هناك ضرورة للالتزام بالتصويت للسيدة طيبة الابراهيم خصوصا اننا وبتوافقنا ربما ننجح في ايصال من هو قومي او من هو نصف ليبرالي على الاقل ! - المهم ان يصل من يؤمن بالدستور وبالديمقراطية الحقيقية , بل ان العلمانية لن تأتي بنجاح طيبة الابراهيم وانما تحتاج للكثير من العمل المنظم والى الجرعات الاعلامية للتعريف بحقيقة سمو العلمانية , و الصيغة الدستورية الحالية جيدة ومقنعة الى حد كبير كما فصلت بمقال سابق , بل انني ادعو السيدة الابراهيم للانسحاب من الانتخابات ودعم نصف الليبرالية كسقف من الممكن تحقيقه , وعلى ذلك , فإنني اعتقد بأننا لو اوصلنا من يرضى بالدستور فإننا سنحقق خطوة للامام باتجاه العلمانية - الحـل ولا اعتقد بأن هذه المسألة تستحق المناقشة فنحن في الوقت الذي اقترب به الاخرين من تحقيق ( اغلبية تخريب المادة الثانية من الدستور ) - بل تخريب الدستور بكامله .

العلمانية , لن تأتي بتعديلات قانونية او بالتحرك بالداخل البرلماني , العلمانية لن تأتي الا بالاقتناع بالفكرة - والامة اراها بعيدة جدا عن هذه القناعة وتحتاج للكثير من الوقت .

هناك 5 تعليقات:

Mohammad Al-Yousifi يقول...

وجهة نظر

قريبا انشاءالله سأبدأ بكتابة سلسلة عن الليبرالية الكويتية و بعض ملاحظاتي عليها

و ادري انك ستكون اكبر المتناجرين معي عليها

بو محمد يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
بو محمد يقول...

حبيبي بو ديمه
عز الله شاkك و علا مقدارك إن شاء الله
انصباب المجهودات التيارية في قناة واحدة تحت مظلة الدستور أمر عظيم و يصبو إليه الجميع، ما ذكرت من شرح و رأي ممتاز
و لكن
دعني أبين لك أكثر مقصدي أكثر كي يصلك رأيي بصورة خاطئة

أنا لم أعارض رأيك إطلاقا، و لكن ما أستغرب منه هو المزج الفكري الذي يمارسه الناس، و هو خطأ في اعتقادي، يعني من يتبنا الفكر التحرري قد يصطدم مع القومي مثلا في قضايا سياسية و مع الشيعي المتشدد مثلا في القضايا الشرعية، و مع الاشتراكي مثلا في القضايا الإقتصادية، هذا من ناحية

حاول حمد أن تجلس مع أحد الشباب و اسأله، ما الفارق بين الديمقراطية و اللبرالية، و بعد أن تستمع إلى اجابته اسأله ما الفرق إذا بين الديمقراطي المتحرر و الديمقراطي المحافظ

الذي قصدته أنا هو تأثير الفكر على القرار السياسي، صحيح الجميع يسعون إلى تفعيل الدستور كأساس تعاملي و أجندة إدارية للدولة، و لكن هناك أيضا قضايا سياسية تتأثر بالفكر

ما أوردته عند بوسلمى هو خاص بغياب كل هذاعند بعض الشباب و كل ما ذكرته انت عزيزي في مقالك و ما أحاول أنا هنا إيراده

يعني، لو تدقق بتفكيرالكثيرين ممن يدعون تبني الفكر التحرري ستجدهم لا يؤمنون بالنظام التعددي و هذا خطر اجتماعي و سياسي و مصدره الفكر القومي الذي يعتقدون هم مخطئين أنه جزء من الفكر التحرري

أنا شخصيان أرى أن هناك أشخاص من كل هذه التيارات التي هي محل النقاش بلورت حقيقة دامغة للأجيال و هي انها الأكثر إخلاصا في أدائها و محافظة على الدستور و مستحقات الشعب، من ينكر ذالك ناكر للفضل و لكن هل معنى هذا أن فكرهم واحد، لا، جمعتهم المصلحة الوطنية و قد يختلفون فيما بينهم في قضايا فكرية و انا أختلف معهم في أمور مختلفة و لكن أحترمهم و أحترم انجازهم

حبيبي، للتوضيح أكثر، أنا من أشد المعارضين للفكر القومي لأنه غير تعددي رغم أن والدي و جدي رحمة الله عليه كانا قد تشربا الفكر تشرب الخبز للماء، و أختلف معهما و مع حملة هذا الفكر
و لكن يشكل الدكتور الخطيب الله يحفظه تجسيد حي لقوة انسانية شعبية كويتية دستورية لطالما سعت لجبر السلطة لاحترام كياني كمواطن و بذالك لن أنسى فضله علي أبدا

اتمنى أن أكون قد أوضحت الصورة و أوصلت رأيي بوضوح عزيزي

دمت و الاهل و الأحبة برعاية الله

Yang يقول...

المفروض قبل لايرشح الواحد نفسه لإنتخابات مجلس الأمة يقدم إمتحان بالدستور, وإذا نجح, لما يحلف بأنه راح يحترمه راح يكون يعرف على شنو بيحلف.

أما إذا رسب, فيروح يبيع بنك عند الدوار.

منو من الأعضاء يعرف الدستور, وحقوق المواطنين, غير مادة أو مادتين عشان يدغدغ عواطف المواطنين فيهم (طبعا إن خليت خربت).

احترم الدستور, وطبقه, وراح تشوف الفرق (الكلام للمرشحين).


تحياتي

Hamad Alderbas يقول...

عزيزي مطقوق

زين طلعناك من طورك وخليناك ترجع تكتب :)

تحية لك اخي الكريم



عزيزي بو محمد

في الحقيقة لا اختلف معك في رأيك اكيد ولم اعني الرد عليه وانما الحديث عنه لاهميته , شكرا لتعليقك واثارتك لموضوع مهم جدا الحديث عنه وتوضيحه .

اتفق معك تماما وما تفضلت به فيه شيئ ينطبق علي , فقد اكون اكثر المتحمسين لنجاح عبدالله النيباري بالرغم من انه يحمل الفكر القومي العربي الذي اختلف معه به .

تحية لك اخي الكريم



عزيزي يانغ

الدستور يعورهم ويلغي تعصبهم الذي هو سبب نجاحهم ووصولهم , ولذلك هم يتعمدون اغفال القراءة الكاملة للدستور .

تحية لك اخي الكريم