الأربعاء، 14 أبريل 2010

لجوء الرئيس للقضاء - خطأ بحقكم !

لم يكن بودي أن يجنح الناس للقضاء لحل مشكلاتهم مع كتاب الرأي , وإن كنت أقر بحق سمو رئيس الوزراء القانوني بمقاضاة محمد الجاسم , ولكن لم يكن بودي ان يكون القضاء هو الملجأ وأختلف مع الكثيرين حول هذا الأمر .

تنقسم محتويات كتابات الجاسم الى قسمين :

1- الكتابة والتحليل والربط بين القضايا حسب معطيات منطقية واضحة .

2- الكتابة والتحليل بناءا على معلومات من مصادر خاصة .

بجميع كتاباته لا يخرج الجاسم عن هذين الأمرين ولذلك فإن التعامل بحرية مع الجاسم ( كنموذج حي ) أمر منظم ولا يعني الفوضى ولا التقول ولا الاشاعة والا الاتهام وكما هو الحال مع الفضل او الجويهل او قناة سكوب او غيرهم ممن نرفض اطروحاتهم , او حتى لو كانت هناك مدونة لا تعجبنا مثلا - هذا إن افترضنا رفضنا لطرح الجاسم تماما , لأن التقييم يعود بالدرجة الأولى للقارئ والرهان هنا على وعي القارئ .

عندما يكتب الجاسم ويحلل حسب المعطيات المنطقية الواضحة فإن كل قارئ يستطيع تقييم التحليل ويستطيع إمعان النظر بالمعطيات ويختلف من يختلف مع الجاسم وبالتالي يتكون رأي عام حول عدم صحة تحليلاته , فعلى سبيل المثال عندما يقول الجاسم بأن 1+1=2 فإنك تتفق معه وترحب بهذا التحليل , ولكن عندما يقول بأن 1+1=3 تماما كما يرى لفضل! فإنك لن تقوم بأفضل من تجاهل موقعه الإلكتروني او مقالاته الصحفية , ولذلك فعندما يتحدث الجاسم عن رئيس الوزراء من هذا المنطلق فكان من المفترض ان يترك رئيس الوزراء التقييم للقراء او ان يرد بشكل واضح على ما كتب إن كان متيقنا من سلامة موقفه وإن أراد التوضيح للناس .

وعندما يكتب الجاسم حسب مصادره الخاصة , فالتقييم أيضا للقارئ , هناك من يشكك بمصداقية الجاسم بناءا على ماضيه وهذا الأمر طبيعي ومبدئي , وهناك من يرى بأن الجاسم قد يصيب بسبب علاقاته الممتدة بحكم منصبه القديم في رئاسة تحرير اكبر جريدة لها نفوذ بالدولة وفي خارجها بحكم قربها وتبعيتها للسلطة , إذن الرهان لابد وأن يكون على وعي القارئ ولايجب ان يتم التعامل مع القراء على أنهم ( لا يفهمون ) وخصوصا ممن من المفترض أن يكون هو آخر من يشكك بعقلية المواطنين بحكم منصبه الذي سيطر على الأجيال عبر سيطرته على التعليم وعلى الإعلام ومن المفترض أن يكون مؤمنا أكثر من غيره بقدرات مخرجاته ويكون بذلك هو آخر المشككين بمن سبقه في المنصب وهم جميعا كانوا رموزا في السلطة!.

نفس المبدأ يطبق على نظرتنا للجنة الشعبية لدعم حرية التعبير والتي تشكلت لدعم الجاسم إعلاميا وقانونيا وماديا حسب معلوماتي وكنت أعتقد بأن اعضاء اللجنة قد اختاروا وضع بيضهم في سلة الجاسم متمسكين بقناعاتهم ومراهنين على وعي المتابعين , الا أنهم كانوا حريصين حسب البيان الذي صدر عنهم على التأكيد على أن نصرتهم للجاسم تنطلق من نصرتهم لحرية التعبير لا لشخص الجاسم - الرابط .

هذه القضية وهذا الموقف تجاهلناه كثيرا مع الأسف , في موضوع مقاضاة بعض الكتاب مثل مقاضاة النائب مسلم البراك للكاتب السيئ نبيل الفضل , كان من المفترض ان نكون منفتحين الى الدرجة التي تجعلنا ندافع عن حق نبيل الفضل بالتعبير وان ندافع عن حق المواطن والقارئ بتشكيل قناعاته وبالقراءة لمن يريد حتى لو كنا لا نقرأ لنبيل الفضل او حتى لو كنا نعتبره عنصر هدم وسوء , والأمر كذلك بالنسبة لقناة السور إن افترضنا قانونية إجراءاتها و لموضوع مقاضاة فيصل المسلم لقناة سكوب والتي لازلت ادعو لمقاطعتها.

أتمنى التوفيق للجنة الشعبية لدعم حرية التعبير التي أعلنت عن تشكلها من أجل الدفاع عن حق القارئ أكثر من دفاعها عن حرية التعبير !.

هناك 7 تعليقات:

blacklight يقول...

مرحبا حمد
حرية التعبير تنتهي عند التطاول على حقوق الآخرين الأدبيه . لذلك شتائم نبيل الفضل سواء كانت لمسلم البراك أو غيره ليست حرية رأي .

خزعبلات الجاسم الذي يصيغها لك بأسلوب شيق على انها تحليل منطقي ليست سوى ادعاءات هدفها تشويه سمعة رئيس مجلس الوزراء لأن الجاسم يريد قيادة تيار سياسي جديد . وهو رئيس الوزراء ليس كاملا وتوجد عيوب وهفوات بل ومفاسد بكل وزارات حكوماته السابقه واللاحقه تجعل مساءلته السياسيه امر مستحق شريطة توفر الدلائل على ذلك وتعامل القضاء معها بنزاهه.

عندما يقول الجاسم "كوهين الكويت" وغيرها من الطروحات الخاليه من الأدله الملموسه التي كلها مصادره الخاصه ولا يقدر ان يقولها حفاظا على سلامته وسلامة أسرته كما يدعي بكل مقال هنا اجد نفسي مضطرا من باب الحق العام أن اؤيد رئيس مجلس الوزراء برفع دعوى. تشويه السمعه والإفتراء على الآخرين من غير دلائل وبناءا على التقييم الشخصي للمواقف بشكل غير موضوعي بناءا على الكراهيه الشخصيه والعداء هو سفاهه فكريه تمارس بإسم حرية الرأي .

لا توجد بالعالم حرية رأي تعطيك الحق ان تنتهك حقوق غيرك الادبيه . تنتقد ممارساتهم ومواقفهم الملموسه نعم لكن تفتري وتزدري بناءا على تصورك الخاص كما يفعل الجاسم والعديد من المدونيين والكتاب مرفوض .

le Koweit يقول...

ليس كل ما يكتب هو حرية تعبير عن الرأي

فهناك من يسب ويقذف ويقل أدبه ويتهم الناس امثال الفضل والجويهل وفؤاد الهاشم
وهناك من يحلل ويناقش ويطرح القضية بموضوعية امثال الجاسم وغيره الكثير

وبالتالي نحن لا نعارض كل القضايا التي ترفع ضد كتاب
ولا نوافقها كلها

كلن بحسب ما كتب وما قاله

غير معرف يقول...

فزعة المدونين تذكرني بمقولة ( أكلت يوم أكل الثور الأسود ) . نفس الفزعة قام بها المدونون يوم أن تعرض زايد الزيد لأعتداء وتبين بعد ذلك أن الأعتداء كان بسبب موضوع يتصل بقضية شرف !!!

هناك بالكويت من قيادات جماعة الأخوان المسلمون من يدافع عن صدام بقوله : نقل لنا أنه كان يبني المساجد في أواخر أيامه !!

Hamad Alderbas يقول...

زميلي العزيز بلاك لايت

زميلي العزيز حقوقي

مرحبا بكما :)

حرية التعبير باتت بجناحين اليوم وهربت من بين ايدي وزير الداخلية , اليوم استطيع ان اكتب هنا بإسم مستعار وبآي بي وهمي وأقول اكثر مما قاله الجاسم او الفضل او غيرهما , بل واستطيع ان اضع مواد خلاعية يمنع تداولها بالكويت , والأخطر من ذلك أنني استطيع ان أشرح مثلا كيفية صناعة قنبلة او ان اتجاوز على المادة الدستورية والتي تنص على ان الذات الاميرية مصونة , الحكومة تستطيع ان تقابل مثل هذه الكتابات بتحريك الحظر لدى شركات الاتصال , وسيعود الامر مرة اخرى للقارئ إن شاء تجاهل وإن شاء سيستخدم البروكسي للإطلاع على ما يشاء .

في كل هذه الاحوال فأنا اخاطب القارئ و أراهن على وعي القارئ من هذا المنطلق , فماالذي يستطيع رئيس الحكومة او وزير الداخلية فعله لي ؟ , لا ليش وبالتالي سينطبق عليه المثل القائل أبوي مايقدر الا على أمي الا ان قررت السلطة التنفيذية منع استخدام الانترنت :).

من هنا تكونت قناعة لدي بأن القوانين التي يتم الاستناد عليها في مثل هذه القضايا هي قوانين غير دستورية , لأن الدستور ينص على العدالة والمساواة , فكيف تكون هناك عدالة ومساواة في مقاضاة الجاسم على كتابة معينة ولا تتم مقاضاتي إن قمت بنقل نفس المقالة وبالنص ووضعت عليها معرفي الوهمي ؟, أو لنفترض بأن الجاسم يرسل لي مقالاته عبر الايميل واقوم بنشرها بالمعرف والآيبي الوهميين ومن ثم يعود هو وينقلها من خلال موقعه ان كان مهتما بالدرجة الاولى بنشر الافكار اكثر من تذييل اسمه عليها ؟ .

ولذلك فإن الأمر غير محكم , والتشريعات ناقصة والتي تقيد شخص وتعجز عن تقييد آخر وبالتالي من المفترض إما ان تكون عادلة او ان تلغى او يتوقف العمل بها فمشكلة السلطة عجزها بمؤسساتها القانونية والاستشارية عن تقديم قانون يراعي حرية التعبير ويكون عادلا عند تطبيقه .

يتبع ..

Hamad Alderbas يقول...

تابع ..

بالنسبة لمقالات الجاسم لفترة طويلة لم اتابعها , والبارحة وقبل كتابة الموضوع بحثت في بعض مقالاته ومنها كوهين الكويت ولم اتقبل ما قاله من تشكيك بولاء شخص .

لماذا لم اتقبل لأن الموضوع مبني على مصادر خاصة بالجاسم تلك الشخصية الغير موثوقة تماما بالنسبة لي , فكان لي تقييمي بغض النظر عما يقال عن محمود حيدر وقصصه التي لا تنتهي .

موضوع نبيل الفضل للأمانة لا اتذكر تفاصيله جيدا , ولكن السؤال الذي يطرح نفسه كم قارئ يقرأ للفضل وكم قارئ يتجاهل مقالاته , كم قارئ له يقنع ويحترم ما يقول وكم قارئ لايبحث الا عن بلاغة الشف , مثل ربعنا اللي يعادون السور وسكوب والوطن وهم من اشد المتابعين لهم بل ويضعون انفسهم كموظفين دعاية وإعلان مجانيين لهذه القنوات بالمنتديات :) .

زملائي الأفاضل

الوعي لا زال حاضرا , بدليل سقوط الجاسم بالانتخابات بالرغم من كتاباته التي لها رصيد جيد من المتابعين , واتسائل عن الرقم الذي من الممكن ان يحققه كاتب مثل الفضل في حال لو قرر خوض الانتخابات :) .

اتسائل ايضا , عن ارتفاع نسبة فرصة نجاح الجويهل بعد التطرف والاهتمام الذي لاقاه من الكثير من رافضي طرحه :) .

تحياتي لكما زميلي الفاضلين



عزيزي غير معرف

لم اشارك في موضوع الزيد بل رفضت تضخيم الموضوع لإيماني بأن الزيد ليس بتلك الشخصية التي تستحق المخاطرة بتنفيذ اعتداء جسدي عليها :)

هذا الاعتقاد ينطبق ايضا على البراك وحتى على احمد سعدون اليوم :)

تحية لك

blacklight يقول...

حمد
التشريعات هنا ناقصه لكن على مستوى دولي لا .

لنفرض انني شخصيه عامه وانت كاتب انترنت مجهول هل هذا يعني انني سأقبل بأن تمس كتاباتك حقوقي الأدبيه ؟ بالطبع لا لذلك القانون يحميني وحتى قانون الإنترنت الدولي يمنعك من تشويه سمعتي أو الإفتراء علي وعلى فكره هذا سبب كراهية العديد من افراد المجتمع لبعض كتاب الإنترنت سواء كانوا مدونيين وغيرهم .

لك حق نقد الشخصيات العامه بل حتى السخريه والتبعطز عليهم لكن سمعتهم وحقوقهم الأدبيه خط أحمر .

كل شخص مسؤول أدبيا عن طرحه ان تهاون بمسؤوليته الأدبيه وبات يوزع الإفتراءات والإتهامات بغرض تشويه السمعه أو المصلحه السياسيه كما يفعل العديد هنا بالكويت والدول العربيه هنا علينا أن نحقق العداله وننصف الأطراف التي تضررت مباشرة من اتهاماته وافتراءاته.

Hamad Alderbas يقول...

عزيزي بلاك لايت

نقطة مهمة التي اثرتها ولكني اخشى في الحقيقة من ان تكون مدخل للكثير من الممنوعات , وقد تكون مدخلا ايضا لمنع الكتب بحجة الإساءة الى شخص او نظام او دين او مذهب .

كما هنالك استغلال سيئ للحرية فهناك استغلال سيئ ايضا للقوانين التنظيمية .

سأعود للكتابة عن موضوع اللجنة الشعبية لدعم الجاسم فلدي ما اقوله بعد التفكير والنقاشات وبعد الاطلاع على عدة آراء

تحية لك زميلي العزيز