السبت، 25 سبتمبر 2010

قضية الحبيب.. إما الحرية أو الأصولية ولا شيئ بالمنتصف!

لازلت اتابع مشهد حرب القنوات الطائفية من بعيد حيث أنني لم أكن تعيس حظ ولله الحمد , فلم اشاهد أيا من هذه القنوات السنية منها والشيعية , وفي الحقيقة , فإن المشهد يثير عدة مشاعر مختلطة , تبدأ عند الشعور بالرغبة بالضحك على حال أبطال الاعلام الطائفي الذين تصلنا أخبارهم من الانترنت , ولا تنتهي عند الشعور بالأسى على حال الوطن والإنسان وكل شيئ جميل !.

هذا الطرف يقول , بأن الاخرين تكفيريين و لا يعتبرونا من المسلمين ولا يحترمون معتقداتنا , ونفس الكلام بالضبط يقوله الطرف الثاني عن الآخرين , و أعقل من في الطرفين يقول بأن يجب على كل طرف أن يعترف بإسلام الآخر وأن يقبل بمعتقدات الآخر حتى تتحقق الوحدة الوطنية !.

طرفي الصراع غائبين تماما عن خط السواء , فليس تقبل الآخر يكون عبر التعبير عن الاحترام التام لمعتقدات الآخر , وموضوع الوحدة الوطنية ليست له علاقة لا من بعيد ولا من قريب بالتكفير او بقبول الآخر كمسلم لا ككافر , وليس للتعايش السلمي أي علاقة مع احترام المعتقدات فكل مجال له خط سيره المختلف تماما , هذا دين وتلك سياسة !.

أعطي مثالا توضيحيا على الفكرة ..

عندما اتعايش مع مسيحي في بلد غربي , واكون كمسلم اطالب الآخر بإحترام وتقدير معتقداتي وأطالب بالمساواة في بلد ذو اغلبية مسيحية , هنا سأفترض بأن المسيحيين المسؤولين والمواطنين يحترمون معتقداتي ولا يتعرضون لها بسوء , ولكن واقع الحال يقول , بأنني أؤمن بصدق الرسول الكريم وصحة القرآن , في حين أن الآخر يعتقد بأن رسالة الرسول خاطئة او ربما تكون رسالة شيطانية , وقد يعتقد هذا الآخر أيضا بأن القرآن ليس بكلام الرب .

عدم الوثوق بصحة معتقداتي قد يفسر هنا على أنه اعتداء او اهانة لمعتقدي , فهذا الآخر يرى حتى من دون التصريح بأني الرسول هذه الشخصية المقدسة ربما يكون كاذب أو أو أو , وهذا الآخر يرى بأن القرآن غير صحيح وبذلك إعتداء ايضا على كتابي المقدس .

إذن , لايمكن التخيل بأن إحترام المعتقدات هو شرط للتعايش السلمي , وإنما الأصل هو بتقبل الآخر حتى لو كانت لديه أفكار سيئة او مهينة او معاكسة لمعتقدي , تماما كحالة السيدة عائشة التي لها اهمية عند السنة ولها بنفس الوقت مكانة سيئة عند الشيعة , او كحالة السيد السيستاني مثلا والذي له اهمية عند الشيعة بمقابل اعتباره على انه شخص عادي بالنسبة للسنة , فهل نسمح للسنة للقيام بالعمل المؤذي للشيعة من خلال تمجيد السيدة عائشة دون أن نسمح للآخر التعبير عن معتقداته بحرية ؟؟, وهل سنسمح للعريفي بالتعدي على السيد السيستاني من باب تعبيره عن معتقده الرافض لمكانة السيد السيستاني دون أن نعطي للآخر ذات الحرية حسب مبدأ المساواة دون تفرقة دينية او مذهبية ؟؟.

إذا تصورنا بأن الإحترام التام لمعتقد الآخر هو الشرط الأساسي للتعايش السلمي , فنحن بهذه الحالة لسنا سوى أصوليين ونضحك على أنفسنا بنفس الوقت , ولذلك علينا أن نختار مابين المواطنة والتعايش السلمي تحت مظلة قانون البلد الواحد , أو أن نختار التعصب المذهبي والتفكك حتى في داخل الحي الواحد !.

أنا أعتقد , بأن رابطنا هو الدستور , وحرية التعبير التي كفلها الدستور , وموضوع الوحدة الوطنية غير متعلق بما تقوله أنت وإنما هو متعلق بردة فعلي أنا .

قل ما شئت وعبر عن أفكارك ولي أن اقبلها أو أن ارد عليها أو أن اتجاهلها , ولكن دون أن اتدخل في حرية إطلاع الآخرين على رأيك ودون أن احرمهم من حرية التفكير والبحث والإختيار .

هناك 7 تعليقات:

AyyA يقول...

شكرا حمد
مشكلتنا أننا حتي لا نعرف كيف نتحمل بعض في البيت الواحد، بين الآخ و آخته و بين الأب و أبنائه و بين أفراد العائلة الواحدة فكيف سنتعلم أن نحترم إختلافاتنا و لا نعطيها أكبر من حجمها؟
نحن نحتاج إلي إعادة تأهيل أو
re-engineering
التربية الصحيحة تأتي من المنزل و البيئة و المدرسة، أما الجهد المبذول للتحمل فهو فردي، لأن هنالك الكثيرين ممن ليس لديهم ذمه، و مصلحتهم تقتضي بأن يشعلوا نار الفتنه. المواطن الذكي و المواطن الفطن , المواطن المحصن هو الذي يعمل حسابه حتي لا تنزلق رجله في وحل الطائفية. فليس الخطورة فيمن صرح و من صرح في الإتجاه المعاكس، بالعكس، فعلي الرغم من كون هذه التصريحات قاسية و لكنها في العلن و إذا ما كانت كذلك فهي لن تختفي و لكن ستكون بالسر و الخطورة هنا أكبر بكثير. الخطورة في التحزب و الضعف أمام الخيارات العاطفية التي يؤججها هؤلاء في العامة. و لكن بإعتقادي أن هذه التجربة هي جيدة، رغم كل سلبياتها لمن يخاف علي دينه أو مذهبه من النقد، فلا ينتقد الطرف الآخر و بالتالي لا يتعامل معه علي أساس الطائفة و لكن علي أساس المواطنه ، لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي يجمع بين طرفي النقيض
تحياتي لك و لعقلك و قلمك الرائع

sa5er يقول...

بل قصدك إسمه الحقيقي :
خاسر الخسيس !

blacklight يقول...

مرحبا
بدايه أشكرك على مرورك العطر بمدونتي وسؤالك عزيزي انا بخير لكن مشغول ولا نية لي للكتابه في الوقت الحالي لأننا وصلنا الى مرحله الكلام لا يقدم ولا يؤخر فيها لذلك ان كان لدي وقت سأتثمره إما بالإنتاجيه او الراحه .

ملينا ونحن ننادي بالمدنيه الصحيحه وليست مدنية الرجعيين مدنيةاحترام الحريات بكل صورها وحقوق الاقليات بكل فئاتها وهاهي النتيجه امامك أغلبيه همجيه تؤمن بالبلطجه والقمع لا يقف امام نفوذها وهواها قانون أو منطق فالقانون تشرعه رجعيتها والمنطق يخضع لرقابة تخلفها .

تلومنا يا حمد عندما قلنا لك لا تنخدع بزيف شعارات إصلاح الدوله التي رفعوها ونصبوا أنفسهم معارضين وطنين بعدما شبعوا فسادا وافسادا وطمعوا الى الأعلى ؟ هؤلاء لا يؤمنون بشيء اسمه دوله اصلا كي يطالبوا بإصلاحها.

مقال بغاية الروعه والدبلوماسيه هذا ليس بجديد عليك أحسنت اتمنى لك التوفيق والسداد.

الموسوعة الحرة يقول...

تحية طيبة...
قرأت هذا المقال الان حول نفس الموضوع واترك الرابط هنا للاطلاع...
http://www.burathanews.com/news_article_105049.html
اذا لم يعمل اخبرني...
دمت بخير...

بو عبدالملك يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
الفيدرالي يقول...

متفق معك مرة أخرى :)


تقبل مروري عزيزي


ملحوظة : بالنسبة للأخ صاحب مدونة ساخر أقول له : لو إنك تقوم بالرد العلمي المنطقي على ياسر الحبيب و ما يطرح أفضل بكثير من نعته بالنعوت الماخوذ خيره من ربعك التكفيريين !!!

Hamad Alderbas يقول...

عزيزتي آية

لن يتعضوا , لأن ازدواجية المعايير منتشرة مع الأسف .

لن يتعضوا بدليل أنهم يكررون سيناريوات مرحلة ماقبل الغزو العراقي والنتيجة الكارثية شفناها بعينا مع الاسف .

تحية لج زميلتي العزيزة .



عزيزي بلاك لايت

سررت لمرورك الكريم

للأسف الديرة متروسة خير لكن غصب بيغرقونها بسبب ترفهم وسفاهتهم , قاعدين يجرونها جر للصراعات المذهبية والدينية ولبقية العصبيات فقط لإشباع رغبات خاصة مريضة تتمثل بالشهرة والنفوذ والوجاهة , انظر فقط لأسماء المرحلة الاخيرة وكيف كانوا واين صاروا والمؤسف ان الكثير من الناس من السهل استقطابه بهذه الطريقة .
صدقني لم ولن آمن بإصلاحهم المزعوم - مع التذكير بأنهم هم من شاركونا بعد الدعوة المفتوحة ولسنا نحن من شاركناهم - , ولكن كانت هنالك فرص للتخلص من هذه الحكومة المتخلفة التعيسة .

تحية لك زميلي العزيز


عزيزي اوبن بوك

تسلم على الرابط , وفعلا الموضوع لم يستحق كل هذا التعقيد لكن هي فعلا تفاهة الفكر وفضاوة العقل مع القليل من العنترية المطلوبة لخدمة المصلحة الانتخابية .

تحية لك زميلي الكريم



عزيزي علي

تحية لك اخي الكريم