الاثنين، 15 نوفمبر 2010

نعم محبط .. ردا على مقالة الاستاذ حمد الحمد

فعلا أعاني من الشعور بالإحباط , بالرغم من أنني من المتمسكين بالحياة , ملاحظة الاستاذ الكاتب حمد الحمد أعتقد بأنها في محلها حول كم الاحباط في مادة مدونتي , ولكني سأبين السبب من خلال اختصار مجموعة من المقالات السابقة بهذه المقالة لتوضيح اسباب شعوري بالاحباط !َ.
مقدمة:
لسنوات , وانا اتابع الاخبار والكثير من التفاصيل , وكلما مر يوم كلما ازداد احباطي من كل حوار سياسي يجري في الكويت , فجماعات تدعي التمسك بالدستور واحترامه هي اول من يتجاوز المحرمات الدستورية , وقوى اعتمدنا على تمسكها في خط الدفاع عن المال العام تقاعست وتأخرت .
كل أعضاء مجلس الأمة , القوى السياسية , الشارع السياسي والمواطنين , الحكومة , السلطة , حاضر ومستقبل دولة إسمها الكويت , سأتحدث هذه المرة عن كل شيئ وسأفتح قلبي للأستاذ حمد الحمد , سأتجاوز هنا مسألة احترام الدستور بالرغم من ان حرية التعبير ليست مقيدة في محرمات دستورية , بل إن الدستور يتكفل حماية حرية التعبير , ولكنه دستور منتهك وبالتالي حرية التعبير منتهكه وبالتالي فإن من السهل الوقوع في محظوراتهم الدستورية اللا دستورية!, على أي حال فإنني أكتب من خلال شبكة الانترنت ومن خارج دولة الكويت!.

1- الكويت بلد ديمقراطي السيادة فيه للأمة ..

أو هكذا المفترض , وهذه المادة الدستورية الاساسية هي أول ما انتهك في دستور الكويت , فلا السيادة للأمة ولا الأمة تدري شيئا عن هذه السيادة , السيادة هنا لذوي النفوذ , من جماعة طموح الإستفراد بالحكم الى جماعة الإستيلاء على كل مقدرات الدولة , مرورا بالمرتزقة واما أعين الأمة , فالأمة لم تستوعب بعد اهمية عملها على الممارسة السليمة للسيادة , فالنظام والعدالة والمساواة هي مبادئ اول ما تنتهك وتغتصب فهي تغتصب من قبل اغلبية الامة , تناحر طائفي وتفرد قبلي وتعالي عائلي ومتاجرة دينية , كل هذا يحدث على حساب الوطن وعلى حساب الممارسة الصحيحة والرشيدة للسيادة .
ممارسة السيادة ليس بالأمر الصعب , فهو لا يحتاج الى علم كثير , فالنظم الديمقراطية مورست في بداياتها من قبل الطبقات الكادحة الغير متعلمة بدءا من فرنسا وانتهاءا عند آخر دولة ديمقراطية , الأمر لا يحتاج الا الى فطرة سليمة والى وعي بأن ما نفعله ونقوله سيؤثر بالضرورة على حياتنا وعلى مستقبل أبناءنا .
هذا ما حدث في الكويت عند بداية الحياة الديمقراطية , والعامة كانوا من البسطاء ونسبة الامية كانت مرتفعة ولكن التفريق بين النزيه الامين وبين المفسد كان بديهي في الناس البسطاء الغير متعلمين , ولذلك كانت مخرجات الانتخابات جيدة في تلك السنوات , وتم انجاز العديد من المشاريع واولها تأميم النفط وخطواته .
هذه الفطرة السليمة غير موجودة اليوم الا في نطاق ضيق , فاليوم قد تجد استاذ جامعي وبنفس الوقت طبقي او طائفي او مرتشي او متعصب قبلي او كذا وكذا !.
لسان حال الامة اليوم , نحن لا نريد ممارسة السيادة التي اقرها الدستور , نحن نريد الاستحواذ على مقدرات النفط لتوظيفها لأنفسنا اجتماعيا او ماليا , وبالتالي يكتفي كل فرد من الامة بتحقيق ضمانة للتمتع برغد العيش على حساب التفكير بالمستقبل .
هذه الحقائق تبين لنا اكبر الاتجاهات اليوم في الكويت التي بات الحوار محصور بينها , التنفع والتعصب وصراع لغوي وانتخابي وتقريب وابعاد من اجل تحقيق المصالح الضيقة للذات او للدين او المذهب او العائلة او القبيلة !, بالوقت الذي من المفترض ان يكون الحوار حول قضايا رئيسية مثل مستقبل الدولة وخصوصا في قضية التحديات التي تواجه مصدر دخلنا الوحيد والبدائل والنضوب والخ ..

2- مجلس الأمة ..

مجلس الأمة , يمثل إنعكاس هذا الفكر السائد بين الناس , تعصب قبليا او طائفيا او ربما فئويا حتى وتفوز في اعلى المراكز في الانتخابات , إدفع الاموال والرشاوى وتصبح رئيس مجلس امة او وزير او نائب دائم !, سير معاملات وتفوز بالحب والمكانة عند الناس .
أضف الى ذلك أننا ورغبة منا بعدم مواجهة الحقيقة المرة , نتجاوز الحديث عن التنظيم السياسي السيئ , فخوض الإنتخابات اصبح محتكر على صاحب حلال ويدفع من ماله الخاص ولا يفكر بالخسارة!, او أجير يخوض الانتخابات بدعم من متنفذ ما ليسير مصالحه في داخل البرلمان من خلال سلطة الرقابة والتشريع , كلنا لا نريد ان نفكر في حقيقة ان التمثيل الشعبي في البرلمان غير حقيقي , فالبسطاء ليس لهم ممثل في البرلمان فالانتخابات مكلفة ولا توجد لدينا تنظيمات سياسية تقدم الدعم المادي لمرشحين لا يملكون الا النزاهة والكفاءة , وليست لديهم مصالح مالية !.

3- السلطة التنفيذية ..

السلطة التنفيذية ليست بالمستوى المطلوب , الكويت تعاني من مشاكل اجتماعية جمة , تعليم سيئ طبابة رديئة , خدمات حكومية مهترأة , والاهم من هذا وذاك شيوع ثقافة مشحونة في التعصب من دون ان تتدخل الدولة في التوجيه نحو المدنية عبر الاعلام والتعليم , وانما هي مستمرة في سياسة فرق تسد من أجل تحقيق اكبر قدر من التكسبات الوقتية , وشتان مابين رؤى حكوماتنا المتعاقبة وبين افكار و انجازات عبدالله السالم الذي قادها تواضعه الجم وحبه للخير وللناس ووسع أفقه , وتمثل ذلك في مده ليد التعاون مع الشعب وقبوله للمشاركة الشعبية .

4- السلطة ..

لازالت السلطات المتعاقبة ومنذ رحيل الشيخ عبدالله السالم , غير قادرة على ايجاد ادارة حكومية لديها رؤية بناء لا هدم , واليوم ونحن في عز حاجتنا لحكومة قيادة لبرنامج اصلاحي شامل نجد بأننا امام حكومة تريد فقط التفرد في الخزينة وتريد الاستمرار عبر هدم المعارضة , وهي حكومة ارتبط اسم رئيسها بالشيكات وارتبط اسم وزير تنميتها في التعدي على العدالة وعلى القانون ويكفي الاشارة الى دعمه لممارسات اخيه في الرياضة والدعم الكبير الذي لديهم والواضح بأن السلطة هي الداعم الاكبر لهم !, وما يدلل على ذلك هو سكوت السلطة وعدم تدخلها لوقع هذه المهازل وهذه الاساءات للدولة وللنظام العام .

5- الدين والمذهب ..

الدين والمذهب , يتدخلان من خلال التدين والتمذهب في كل صغيرة وكبيرة , ليس المهم تحقيق روح الدستور الداعي والكافل للتعايش السلمي , انما المهم هو تفرد السلطات الدينية والمذهبية بكل زوايا الدولة والمجتمع , هذا الامر الذي قد يؤدي الى تكرار ازمات مخيفة مثل ما حدث في لبنان او ايران او الجزائر او في غيرها من الدول .

6- الصحافة ووسائل الإعلام ..

لا توجد صحافة ولا يوجد إعلام حر في الكويت , كل شيئ مرتبط بالمصالح - مع بعض الاستثناءات القليلة جدا , والجميع يشهد ما تحمله الصحافة من دعم للتخلف والتعصب والرجعية والتمصلح على حساب الدولة والعدالة والتعايش السلمي , وعلى حساب مصالح الدولة .

7- مستقبل الدولة ..

مستقبل الدولة بالنسبة لي مظلم , وهذا لا يعني بأن لا وجود للنور وانما الأمر يحتاج للكثير والكثير , نحن من المفترض ان نفكر بكيف نستثمر مالدينا من اموال لتحقيق ضمانة استمرار دولة الكويت , ولضمان استمرار مجتمعنا الصغير , فنحن نعتمد على النفط وهو مصدر ناضب والعالم يعمل ويتجهه ببطئ مخيف نحو بدائل الطاقة النظيفة وقد حقق انجازات كبيرة في هذا المجال , ونحن لازلنا نصرف ونبذر ولا نحاسب السارق ولا نبعده ولم نقم بأية اصلاحات , والشارع الى الان ليست مستعدا للتوفير ولشد الحزام بالنسبة للماء والكهرباء ولن يتقبل مثل هذا التضييق على إسرافه المريض , بالاضافة الى اننا بلا أمن غذائي ولم نعمل على تحقيق بديل دخل للنفط !.

الخاتمة ..
الأمل موجود ولكنه ضعيف جدا بالنسبة لي , ولست سعيدا بمثل هذا الطرح المتعب والمدونة قد تكون ممل فعلا المرور عليها , ولكن علينا ان نواجه الواقع بدلا من السرحان في الخيال , وبدلا من النوم في العسل !, فكما أن هنالك دولا تعاني من اعراض مرضية , فهنالك في نفس الوقت دول افنت خصوصا ان كان للحياة مصدر واحد وهذا المصدر معرض للنضوب ومعرض للكساد من خلال توفر البدائل!.

هناك 7 تعليقات:

أهل شرق يقول...

كل عام والاهل والاحبة بخير

عيدكم مبارك وعساكم من عواده

أهل شرق يقول...

صدقت بكلامك واتفق معاك 100 %

مركبنا يقول...

كل عام وانتم الخير

عيدك مبارك ..

تقبل الله طاعتكم ..

عين بغزي يقول...

كل عام وانت بخير

وعيدك مبارك :)

الراية يقول...

ياخوي الاحباط عام الكل من الوضع مو بس انت ولايستغرب الكاتب حمد لانه لو يطلع ويشوف في الشارع راح يشوف وجوه الناس محبطه بكل مكان وحتى الفرحه ناقصه

وكل عام وانت بخير وعيدك مبارك

well_serviceman يقول...

الإحباط لا يأتي من فراغ ، لهذا نحن محبطون!

كل عام وانت بخير ، عساك من عواده

Hamad Alderbas يقول...

عزيزي اهل شرق

عزيزتي مركبنا

عزيزي عين بغزي

عزيزي الراية

عزيزي ويل

كل عام وانتم ومن تحبون بألف خير :)

تحياتي لكم جميعا