الخميس، 6 أكتوبر 2011

حقيقة عبداللطيف الدعيج

في اكثر من مقالة انتقدت الكاتب عبداللطيف الدعيج كان اخرها واهمها ما كتبته امس تعليقا على مقالته التي تحدث بها عن الهجمة ضد الحضر.

الا أنني لا اشكك في تحرر بو راكان من التعصب الفئوي , أي نعم قد تكون لديه ردة فعل متشددة على التعصب الديني والقبلي - الطائفية والفرعيات , الا ان مشكلة بو راكان الحقيقية ليست بعنصريته كما يظن الكثيرين .

في مقالة يوم الثلاثاء , حاول بو راكان ان يلعب سياسة بطريقة خاطئة وبالية , فهو يعتقد بأنه قادر على تليين العبارات و - فرفرتها !- لصالح التوجيه السياسي , فهو يريد قيادة الراي العام بالتيار الوطني لتشكيل ضغط على قوى المعارضة من اجل تحقيق اكبر قدر من المكاسب الديمقراطية سواءا على حساب السلطة بدفاعه عن المحمد , او على حساب الطائفيين والفرعيين , وهذا ما يفسر كتابته لموضوعين متناقضين في يوم واحد وكان يوم استجواب الرئيس , فوقف مساندا الرئيس و ساند الاستجواب بالمقالة الثانية !, وهذه السياسة كما قلت سابقا لم تعد تنفع , فالناس قد ملت من الصراعات التقليدية بين التيارات السياسية وبالتالي لم يعد نافعا الخوض اكثر في هذا الصراع بالوقت الذي تحقق في السلطة اكبر قدر من المكاسب على حساب الامة والنظام والتقدم .

مشكلة بو راكان الاساسية تتمثل ببعده عن الكويت التي تغيرت , فهو لم يعش بين احاديث الناس العاديين , ولم يجالس الشباب في المقاهي وفي البراحات - بر صبحان بعد اغلاق الدواوين - , ولم يقد سيارته في صباح يوم عمل , ولم يذهب لطبيب عام يأخذ منه الوصفة وينظر في عينيه محاولا تحسس الكفاءة او تردي اداء الطبيب والذي قد يجعله يغض النظر عن صرف الدواء !.

مشكلة بو راكان انه لم يسمع بمعاناة الطلبة مع اساتذه الجامعة , ولم يعاني مثلهم من المواقف و لغيرها من المشاكل , ومشكلة بو راكان انه لا يدري عن مدى الفوضى الادارية ومدى الظلم الذي عاناه كل من حاول حسب صلاحياته الوظيفية اصلاح خلل او اتخاذ موقف ضد فساد ولو في اصغر قسم في احدى الوزارات . ومشكلة بوراكان في اعتقاده بأن التجار لازالوا على عهده بهم !.

مشكلة بو راكان بأنه لايدري اين وصل الحال بالعلاج في الحالات الصعبة والمستعصية , حالة مثل الذي عانى من السرطان ودفعوا اخوته عليه - دم قلبهم - ولمدة ثلاث اشهر لعدم توفر حتى الاجهزة المناسبة للفحص دون ان يأخذ فرصة العلاج بالخارج الا قبل اربع ايام من وفاته !!. وقس على هذه الحكاية حكايات اكبر واشد على قلوب الناس !.

بو راكان عمره ما يكون عنصري , وبوراكان يحب الكويت واهلها وهو ذو معدن اصيل لا يتغير وانما تتمثل مشكلته بعجزه عن ملامسة واقع الكويتيين في الداخل ومعاناتهم مع حياتهم اليومية .

يا بوراكان اعد النظر بطريقة قراءتك للواقع الكويتي وستتعرف على حقيقة المسافة التي تبعدك عن الناس هنا , وحاول ان تلقي خطابا يفهمه الناس لا ان يكون موجها للنخب التي باتت تائهة في فوضانا السياسية .

على الهامش :

اتصل بو راكان بالامس بأحد معارفه وسأله ان كان سيحضر لتجمع اليوم , اجاب هذا الشخص بعدم رغبته بالحضور الا انه حضر استجابة لدعوة بو راكان , فهو متفاعل مع الجمع حتى لو حاول تورية عاطفته عن اعين الناس وادعى غلظة القلب كما هي عادته !.

ليست هناك تعليقات: