كان من الممكن ان تنتهي الانتخابات الرئاسية المصرية بالجولة الاولى باكتساح الاخوان لولا خوض اثنين منهم للانتخابات ، ففي الانتخابات البرلمانية حققوا رقم قريب من الاغلبية المطلقة وكانت لديهم فرصة لتحقيق الواحد والخمسين بالمئة لو انهم استغلوا الفترة الفاصلة بين الانتخابات البرلمانية والرئاسية بشكل جيد.
وبالمقابل هناك مرشح الجيش الذي سيطر على البلد منذ الثورة الاولى والى اليوم ، فبسطت قياداته نفوذها على الجيش وعلى بعض مواقع النفوذ ومنها العلاقات مع بعض القوى الشعبية الحليفة ، بالاضافة الى الاقباط وغيرهم ممن سينظم لهم من مخالفي الفكر الاسلامي في مصر.
انتخابات الاعادة ستكون مثيرة وغالبا ستكون بين شفيق ومرسي وان كنت اعتقد بأن مرور مرسي من. عنق الزجاجة سيؤدي الى فوزه لا محالة وان استمر شفيق كمنافس قوي.
المصريون خاسرون بالحالتين ، فاستمرار شفيق يعني فشل الثورة وعودة الى المربع الاول ، ونجاح مرسي وان كان سيعطي فرصة للمصريين وللمنطقة لتجربة اخوانية في حكم وبرلمان مصر لمدة اربع سنوات ، الا ان مشكلة ستبرز وتعد سيناريو شبيه لتجربة حماس في فلسطين وهي مشكلة الدولة التي ستقف بالتضاد مع اسرائيل وحلفائها الاقوياء .
وستكون هناك مشاكل اخرى فتجربة الاخوان بالحكم ستكون جديدة عليهم وهم بلا خبرات مما سيتظهر النتائج السيئة على السطح سريعا ، بالاضافة الى مشكلة الاخرين مع الاخوان ان اختاروا السير في طريق التعصب كاولوية مقدمة على معالجة مشاكل الناس الحياتية.
كل ما اتمناه بغض النظر عن الفائز ، كل ما اتمناه ان يستمر الهدوء في مصر لاربع سنوات على الاقل وان لا يتكرر سيناريو بغداد في القاهرة ، هذا مايجب ان يعيه المصريين وان كنت اشك في ذلك فدعوة التعصب التي اطلقها القرضاوي ضد شفيق وسكوت الناس عنها لايبشر بخير مع الاسف!.
هناك تعليق واحد:
انا اعتقد ان التيار السلفي سوف يكون له كلمة في انتخابات الاعادة
إرسال تعليق