الأربعاء، 5 مارس 2014

ميركل.. وازمة اوكرانيا

كثيرين من ينظرون لاوباما على انه ضعيف امام قوة وصرامة بوتين في - القضية الاوكرانية التي تشعل الساحة الدولية - كنموذج لمواجهة بين بوتين واوباما.

الا ان طبيعة المصالح في تلك المنطقة هي التي تحدد حدية المناورة، فالروس بموقع تفاوضي اقوى لاعتبار ما لهم من امتداد اثني في جنوب وشرق اوكرانيا وخصوصا في شبه الجزيرة القرم، بالاضافة الى قدرتهم على الضغط على الالمان الذين يعتمدون على الروس كمصدر للطاقة، فحسب (الشبيغل) فإن 35% لكل من النفط والغاز الذي تستهلكه المانيا مستورد من روسيا، و لذلك يسهل تفهم هذه النعومة في الموقف الالماني بالرغم من الطبيعة الحادة المعروفة عن ميركل، فالالمان هم اخر المنسحبين الى الان من اجتماع مجموعة الثمان المقرر استضافته من قبل الروس ، وميركل متجاهله ايضا لفكرة فرض عقوبات، والمانيا هي من طرحت مبادرة لحل الازمة سلميا وهي المتكفلة بتنسيق الاتصالات بين كييف وموسكو. لكن نجاح ميركل في تحقيق قدر جيد من المكاسب لصالح الغرب مستبعد، على اعتبار الاهمية الكبيرة التي يوليها الروس لمصالحهم في اوكرانيا بشكل عام و القرم بشكل خاص، ولذلك اعتقد بأن مسألة القرم انتهت لصالح الروس و التفاوض سينحصر في باقي اوكرانيا وما ان كانت روسيا ستكتفي باستعادة القرم لها او انها لن تتنازل عن النصف الشرقي الجنوبي لاوكرانيا او ان مانت ستتمسك بقوتها وبسيطرتها السياسية على كامل اوكرانيا، المهم ان روسيا لن تخرج خالية اليدين وبالتالي ستكون هناك خسائر يتكبدها الغرب.

اما الامريكان فهم الاكثر تشددا في موقفهم من التدخل العسكري الروسي، الا ان هذا التشدد له سقف يتمثل بعجز الامريكان عن تجاهل المصالح الاوربية، وعدم قدرتهم بعد خسارة العراق على مواجهة الروس وحلفائهم، ولذلك فإن دورهم ضعيف جدا و لم يعد بوسعهم سوى انتظار نتائج تحركات ميركل بالرغم من محاولاتهم للضغط عليها خصوصا بعد ان تجاهلت دعوتهم للعقوبات.

الازمة ستطول ، وما ان يصفى موضوع اوكرانيا فإن الازمة ستنتقل الى مولدوفا التي تعاني هي الاخرى من تجاذبات مصالح كل من الروس والاوربيين.

ليست هناك تعليقات: