يبدو أنني من خلال هذا الموضوع سأشترك في حفلة الزار التي سانتقدها !، ولا اعني هنا انني متحمس للاستسلام للانحدار الجاهلي الذي انحى له المجتمع ( باستثناء قلة لا تذكر!) وانما اريد قول ما لم يقله احد من النواب - الاقلية والاغلبية - ولا اتباعهم ولا متحمسيهم ولا ايا من انصاف الساسة الذين ازعجوني بتناقضاتهم وانفصاماتهم ، وهو ما لايجرؤ احد من هؤلاء المقتاتين على هذه القذارة على قوله املا باستمرار استرزاقهم !.
في مجلس الامة ، اجتمعت تراكمات امراض المجتمع ، فالتعصب هو من قاد الانتخابات الاخيرة والنتائج تعبر فعلا عن مجتمع ساقط باغلبيته ، ولا اقصد هنا كتلة الاغلبية وانما الاقلية معها والاثنتين يشكلان معا الاغلبية المختارة من قبل مجتمعنا الساقط.
هذا المعيار في الاختيار - التعصب - هو ما ادى الى بروز التناقضات عند النخب سواء البرلمانية او الاعلامية او الشعبية ومنها طبعا الكثير ممن عرفوا بالنشطاء السياسيين و الكثير من النشطاء الشباب وغيرهم ، فتجد من يدعو للفضيلة والدفاع عن الدين وحامي لواء الاخلاق يشتم ويقذف بايماءات جنسية كإيماءة الطريجي التي ثنى عليها الصواغ ، او اتهام الجاهل بالدخول للمجلس بحالة سكر دون ان يكون لهم الحق بتلفيق تهمة ( بمزاجهم لا بمزاج المحكمة ) ، و طبعا ترضى وتشجع وتؤيد تلك القواعد والنخب التي تدعي التباكى على الانسان وحقوقه وسيادة القانون والمبادئ الدستورية ، وزد على هذه وتلك التباكي على تطبيق اوامر الله واتباع هدي نبيه الكريم كإسوة حسنة.
إن المجتمع الكويتي قد سقط وانحدر الى مستوى من الصعب وصفه ، فوصفه لن يتجاوز الشتيمة طالما ان اغلبية هذا المجتمع قبلت بهذه الفوضى التي غاب عنها العقل والحكمة وسعة الصدر وبعد النظر ، والمكابرة على استمرار التردي بالقبول بالمشاركة في زار القذارة البرلمانية كان هو العنوان الذي اعتاش بشحن الناس لبعضهم ليومين على منوال تبادل مايعف عن ذكره لسان الكافر!.
و من اسهل الطرق للتهرب من المسئولية هو تحميل الاسرة الحاكمة دون غيرها مسئولية هذه الاخطاء ، وكإن الاسرة الحاكمة كانت هي راعي المشادة التي كادت تصل الى حد التشابك بالايدي في المجلس السابق بين كل من علي الدغباسي وجمعان الحربش بسبب موضوع فتح وحماس - الخبر والصورة نشرها اليوم و مطقوق في تويتر ، بطريقة كإنها تعبر عن مجتمع محب فاضل متسامح لايسعه حتى حلم افلاطون!.
إن على الاسرة الحاكمة جزء من المسئولية على ما حصل نعم ، لكن النظر الى هذا الموضوع لايكون من منظار ( كثير الكلام وقليل الفعل مسلم البراك ) ، فهو ( يتحلطم على بعض الاسماء دون دليل والاسماء تكذب ) ولا اكثر من ذلك ، في حين ان البراك هو من برلمانيي التسعينيات وهو من الناس الذين لم يقدموا في ذلك الوقت اي اطروحات تتعلق بالتطوير السياسي والانحياز اكثر للنظام البرلماني ، فالخوف من بعض الشيوخ وتحالفاتهم مع الاسلاميين ومنهم الطبطبائي وعدم اهتمام مثل هؤلاء النواب بالثقافة والتعليم ومجاملتهم للعصبيات القبلية والطائفية بل وتغذيتهم لها هو ما عطل الامة عن انجاز مشروعات اصلاحية كان التيار الوطني يتبناها منذ الستينيات ، ولم يكن لدى البراك غير ( فلان شيلوه وعلّان حرامي ) بالاضافة الى تخلف نائب الشيشة والشيشان وتمصلح الاخوان ونواب الخدمات والله يرحم ايام الشيخ سعد !.
اما الجاهل ، فقد اكل معهم الى حد لم يكن ليتوقعه ، وكل الادوات السياسية استفادت بطريقة او باخرى من وجود الجويهل على الساحة بالخمس سنوات الاخيرة ، هذا المشهد عبرت عنه بانوراما مجلس الامة بالامس ، عندما استنكر طائفي التعدي على طائفي مخالف ووصل الحال الى التقبيل حتى ، بالرغم من كل من الاثنين يتحين فرصة الانقضاض على الاخر !.
إن المشهد البائس يحكي رواية سقوط مجتمع وبالتالي دولة تعاني من السمنة!، هكذا اراها وافهمها حتى لو اتهمت بالتعدي لفظيا على هذا المجتمع المسكين ، فما يهمني هو توجيه هذه الرسالة للشرفاء الغيورين المحترمين الذين يجب ان يعوا المشهد بحقيقته الكاملة ، بالاضافة الى انها دعوة للاخرين للتوبة عسى ان تغفر الاجيال لهم ذنوبهم!.
هناك 4 تعليقات:
أستاذ حمد أنحني لك إحتراما على شجاعتك وصراحتك.كنت أعتقد أني وحيدا في هذه الأفكار والموقف من مجتمعنا,وأحمد الله أن هناك من يرى كما أرى وأدعو الله أن نرى جميعا أنفسنا بتجرد وموضوعية.
لا أملك إلا أن أشكرك مجددا متمنيا لكم كل التوفيق والنجاح.
اشكرك على هذه روح الطيبه ، روح المجتمع الكويتي التي تعودنا عليها .
واقول لك يدي بيدك وبيد كل محب لدولتنا الحبيبه والى الامام .
ولا نترك الفرصه لضعاف الانفس ولنضيق عليهم قدر الامكان حتى نمحقهم .
اللهم ولى من يصلح
Thanks to the effort .. I wish you luck
إرسال تعليق