الثلاثاء، 20 مايو 2014

من 25 يناير الى اختيار السيسي.

بعد مرور اكثر من ثلاث سنوات على انطلاقة التظاهرات المصرية المطالبة بالتغيير، تغيير النظام والسياسات والاحوال العامة، والى التجربة الديمقراطية المصرية الاولى وفشلها بالعودة بالانتخابات الجارية الان الى مربع الجيش، اصبح من القيم اعادة قراءة التجربة.

التظاهرات انطلقت عند تلك المطالب المحملة بالامال، امال التحول من مستوى المجتمع النامي الى المجتمع المتطور، ومن الظلم والاستبداد الى العدالة والتحرر، ومن الفقر الشديد الى الرفاه. كل هذا الطموح تراجع الى مادون ماكان محققا قبل 25 يناير، و تصدرت الاولويات قضية الامن مما ينذر بنجاح تيار الجيش المتمثل بمدعي التمدن المشير عبدالفتاح السيسي ربما برغبة شعبية جادة بالعودة الى احضان الجيش.

النتيجة المرحلية لم تتحقق اعتباطا، وانما بسبب مواقف وسياسات سابقة يسأل عنها المجتمع المصري بكل مافيه من الصالحين، فالقبول بحكم المجلس العسكري و اختيار الاخوان وتعنت الاخوان وتمسكهم بشرعيتهم الانتخابية ورفضهم للمطلب الشرعي باجراء انتخابات مبكرة، والقبول بالمبادرة الميدانية للجيش من قبل اغلب خصوم الاخوان ، والادوار الاعلامية وغيرها كلها ستؤدي الى اختيار حاكم ذو خلفية عسكرية لا تفهم المرونة ولا تعرف شيئا عن تداول السلطة، ويستند على قوة عسكرية ونفوذ استخباراتي لا يقوى على مجاراته ايا من خصوم المستقبل، وهذه القوة العسكرية لها تاريخ اسود مع الحكم والتمسك به ورفض المنافسة عليه.

هذا نتاج مرحلة ، ولهذه المرحلة - النتاج - ستكون لها تبعاتها وهكذا يستمر المجتمع بالتراجع وتتوارى الامال شيئا فشئ.

ليست هناك تعليقات: