عظم الله اجر المسلمين

تفكرت كثيرا بالدعوة الكريمة التي قدمتها لنا الزميلة الفاضلة زووز للمشاركة بذكرى استشهاد سيد شباب اهل الجنة سيدنا الحسين عليه السلام عبر نشر شعار حملة الوحدة .

لم يكن بودي الاكتفاء بنشر هذا الشعار الانساني الطيب والجميل ( الذي اعجز عن نشره بسبب مشاكل فنية ) فقد تعودت التعبير عما يجول في خاطري , ولذلك كان بودي ان اخصص مقال اتحدث به عن هذه الذكرى التي آلمت كل من لديه شعور واحساس بما وصلنا اليه من خلاف واختلاف , الا ان حساسية الموضوع جعلتني متردد بالتعرض له خوفا من الاساءة دون قصد الى بعض احبابي من الزملاء من ابناء وطني وديني وشركائي بالانسانية .



اما الان , فقد قررت الاقدام على تقديم مساهمتي البسيطة ثقة بمعرفة الزملاء والزميلات بي وبموقفي منهم وحبي وتقديري لهم و احترامي الشديد لطريقة اعتقادهم , ولذلك فانا لست بصدد انتقاد اعتقاد مخالف معين لان الاولى انتقاد معتقداتي لان بيتي من زجاج ولا يصح مع ذلك رمي الناس بالحجر ! , و لا اعتقد بأن مقولة من هو على الصواب من الطرفين هو من سيدخل الجنة ويتوفق لأنني مؤمن بأن الجنة غير محتكره على فئة ذات اعتقاد ديني او مذهبي معين وانما انا مؤمن بأن ابواب الجنة مفتوحة حتى لغير المسلمين , كل وعمله ولا يستوي المجرم المسلم مع المصلح الكافر فما بالنا ان كانا كلا المصلحين من المسلمين ؟!.



قبل حوالي الاف واربعمائة سنة , تمكن الخلاف على الحكم من القادة وتحول الى حرب مدمرة بين ابناء الدين الواحد والدولة الواحدة , اخطأ منهم من كان من المفترض ان يكون من اقل الناس خطآ , واصاب منهم من كان على صواب ولكن ظلمته الحرب والخيانة فكسب الشهادة والجنة وجوار رسولنا الكريم وشهدائنا الابرار ايا كانت اسمائهم وايا كان مكانتهم , اما من بقى في الدنيا فقد ظلم نفسه ولن تشفع له معاصرته او مصاحبته للرسول الكريم , لن يشفع له سوى عمله والله هو الخبير العليم , ومن سانده من الناس قد ظلم نفسه وابناءه واحفاده بل و الامة , فها نحن اليوم نعاني الشتات والاختلاف الجذري لتلك الاسباب , حرب وصراع استمرت اثاره الى اكثر من الف واربعمئة سنة ويبدو انها مستمرة الى اكثر من ذلك بكثير , فأي جريمة بحق الامة و الدين الوطن الواحد اعظم من تلك الجريمة ؟!.



هناك من يتحدث عن الدعوة الى التوحد , دعوة حالمة لان العلاج لن يكون بهذه البساطة , فما جرى قد جرى واصبحنا امام اساس جديد غير قابل للتغيير و الاسباب سيحكم بها الرب .. فهو العدالة المطلقة .



ليس لي سوى الدعوة الى ماهو قابل للتطبيق , الدعوة لتفهم كل طرف افكار وظروف ومعتقدات الاخر واحترامها وتقدير خصوصيتها واحترام قدر الرب الذي شاء ان يكون الحال هكذا , وليس لي سوى الدعوة الى التخلص وعدم تكرار اخطاء الماضي و تحكيم العقل عند التقرير بشؤون حياة الناس وتقدير المعتقد والمرجعية الدينية بالقلب من خلال اخلاص النية امام الرب عند تحمل الامانة الوطنية وهذا ما تتفق عليه الاديان والمعتقدات جميعها لا الطوائف الاسلامية فقط .

وعظم الله اجر جميع المسلمين ..