الشعب الفلسطيني هو من يقرر

تحديث : وصلني رد من النائب الفاضل صالح الملا على موضوع ( من حكايا المجلس ) , وسأنشرها غدا ان شاء الله .

---------------------------------------

مئة عام وعام قضاها البولنديون مشردون بلا دولة , فقد قسمت دولتهم إلى ثلاث أجزاء ووزعت على ثلاث دول – النمسا – روسيا – بروسيا , ولم تنته المعاناة البولندية عند هذا الحد , فقد تحولت لسنوات بعد ذلك إلى ساحة للصراع السوفييتي الألماني , وكان البولنديون في ذلك الوقت يحاربون على جبهتين , الاولى كانت الانتفاضة العسكرية ضد الالمان والتي ادت الى مقتل حوالي ربع مليون بولندي و الى هجرة الناجين قبل ان يساوي هتلر العاصمة بالارض , والجبهة الثانية كانت جبهة النضال السياسي ضد السوفييت الذين سيطروا على بولندا بعد هزيمة الالمان وحكموا تلك المملكة التي تحولت الى الجمهورية التي لم تستقل بشكل كامل من ايام الحرب العالمية الثانية والى بداية التسعينيات عند سقوط السوفييت وبهذه الفترة .

تلك المعاناة شبيهة بالحالة الفلسطينية اليوم , مع بعض الفوارق بالارقام , فالخسارة البولندية فقط من الصراع الالماني السوفييتي بلغت 6 ملايين شخص .

بولندا اختارت النضال السياسي ضد السوفييت , وتخلت عن 500 كيلو متر من اراضيها من اجل ضمان وجودها كأساس لتثبيت الاقدام بدلا من الانتفاض الذي قد يؤدي الى التهلكة لا الى التحرير .

اليس هذا ما تحتاجه فلسطين اليوم ؟ , اليس من الاولى العمل على ضمان الاعتراف بفلسطين كدولة واعتماد النضال السياسي بدلا من الانجرار وراء استهتار جماعات الاسلام السياسي التي رأينا نتائجها اكثر من مرة ؟ .
-------------

حماس تصر على موقفها من الوجود الاسرائيلي , واعلنت انها لن تقبل بالمصالحة الا بشروط منها ان تكون المصالحة مبنية على اساس المقاومة لا على اساس السلام والمفاوضات !.

شخصيا كنت اعتقد بأن حديث حماس عن الانتصار هو من اجل الدعاية وضمان استمرارها ولظروف الكبرياء , الا انها على ما يبدو من موقفها من المصالحة تعتقد ومؤمنة فعلا بتحقيقها للنصر , وكأنها قد طردت الاسرائيليين ولاحقتهم الى ما وراء الحدود , وكأننا لا ندري عن قرار اسرائيل بوقف اطلاق النار احادي الجانب وكأن اسرائيل لم تنسحب على مهلها وانما هرولت كهرولة جنود صدام حسين على طريق الموت شمال الكويت !.

----------

لم اكن سأكتب شيئا عن حماس وخيارها باعتماد المقاومة كركيزة , وكنت سأحتفظ برأيي لنفسي ولم اكن سأهتم بما سيحدث لاهالي فلسطين ان كان خيارهم المقاومة فقط لا المفاوضات , وقد سبق وان قلت لاحد الزملاء الفلسطينيين احد المنتديات بأنهم ادرى بشعاب غزة!.
كان هذا سيحدث لو اعيدت الانتخابات التشريعية والرئاسية ونجحت حماس , ولو تم ذلك قريبا فلن اعبر بعدها عن آرائي بالشأن الفلسطيني , فنجاح حماس كان سيعني اقرار الشارع بسياسة حماس وفقا لمعطيات الخلاف البائن حول اعتماد المقاومة او القبول بخيار السلم والمفاوضات .
كلام الاستاذ فهد صحيح في مسألة شرعية حكومة حماس , ولكن كنت اتمنى لو كان السيد فهد لو تذكر ان نجاح حماس لم يكن يعبر بالضرورة عن رغبة الناس بالمقاومة وانما اتت النتائج لتعبر عن رغبة الناس بالتخلص من فساد فتح المالي والاداري , وبالتالي فإن اعادة الانتخابات كانت ستحسم هذا الخلاف وكنت اتمنى لو قبلت حماس بهذا الحل الذي طرحه عباس مع بداية الخلاف الفلسطيني الفلسطيني واعاد طرحه الان من اجل المصالحة .

كما حدث بالكويت عندما كانت الدوائر الخمس هي اساس انتخابات 2006 , فقد توجه اكثر الناس للتصويت بناءا على رؤيتهم لهذه القضية تحديدا واتذكر انني كنت من الداعين في ذلك الوقت للتصويت لناصر الصانع وفيصل الشايع , هل تصدقون ذلك ؟!.