الخميس، 3 يناير 2013

لمن سأل عن مشروع الشباب !

للشباب مشروعهم.

وانا هنا لا اتحدث عن كل المجاميع الشبابية وانما عمن يستفتح مشروعه بأهم تعديلات قانونية و المتمثلة بتعديل قانون المحكمة الدستورية لتعزيز مكانتها كضمانة لحماية الاقليات وبتعزيز استقلال القضاء ، ثم انشاء هيئة للنزاهة ولمكافحة الفساد ، ومن ثم المطالبه بالحكومة الشعبية والاحزاب ودائرة التمثيل النسبي.

هذا المشروع المتكامل الذي نحتاجه كأرضية للتغيير الشامل في كل مناحي الحياة في المستقبل قد تعطل بعد اقحامنا بدوامة مرسوم الصوت الواحد الذي يعد تراجعا كبيرا في جانب المكتسبات الشعبية المحققة، فهذا المرسوم يناقض هدف الشباب في وضع قواعد التغيير البرلماني والحكومي.

وفي الحقيقة ، فإنني استغرب اتهام الشباب بغياب المشروع ، فهذه المطالبات لم تنتقدد بشكل موضوعي الى الان ، والمشروع النزيه المتمثل بالبدء في صون حقوق الاقليات لم يكن يوما مادة نقاش عند المعترضين على تحركات الشباب وانما كان التركيز على مشروع المجاميع التي تقفز على الضمانات الى دائرة التمثيل النسبي والاحزاب والحكومة المنتخبة.

اما بالنسبة لآلية التحرك ، فإن ماحدث والتوقف الى الان عند المرسوم دون تحقيق تقدم في موضوعه لا يعني ان التكتيكااني الذي كان مطروحا امام الشباب سيكون ناجحا ، فالمشاركة من اجل التغيير من الداخل او لأجل عدم ترك المؤسسة التشريعية بلا رقيب ثقة لن يكون مجديا وسيكون نوعا من انواع الانصياع الذي سيعبر عن القبول بتأخير المشروع الاصلاحي لعشرات السنوات ، فالشباب ان كانوا قد استطاعوا بعد زمن طويل محاصرة الاغلبية في مجلس الاربع اصوات فإنهم سيصعب عليهم اقناع اغلبية مفتتة اربع اضعاف ماكان عليه الوضع في السابق، ولذلك فإن معركة التظاهرات كانت جادة على اساس ان الشباب كانوا يستبعدون هذا التعامل الامني الذي شهدناه.

ماحصل ، ولا زلت ارى ان الحراك بخطواته التي نفذها لم ينجح الى الان في تحقيق المطلب ، ولكن في نفس الوقت ارى ان هناك نجاح تحقق كان بالفعل مطلوب يتمثل بنبش الداخلية للكشف عن العقلية الامنية السائدة في المؤسسة الامنية، فردود افعال القيادات الامنية ومن فوقها على التحرك السلمي والاعتقالات العشوائية وتلفيق التهم كلها قضايا تكشف النقاب عن ازمة انسانية امنية ضخمة في وزارة الداخلية ، هذا بالاضافه الى احوال الزنازين وخلافه.

اضف الى ذلك السنّة التي استنتها المحكمة البارحة بالافراج بضمان شخصي لمتهمين بقضايا سياسية جنايات امن دولة ، مؤكدة على ان هنالك ثقة بأن الحراك سلمي قائم بقيادة شباب كويتي وطني.

ليست هناك تعليقات: