الاثنين، 9 يونيو 2014

ارادة الثلاثاء (3).. مصداقية التجمعات

قضية الفساد مهينة جدا ، فالدولة تحقق عوائد غير مسبوقة ولن تتكرر ، وبالتالي فإن المجتمع لن يتحصل على فرصة شبيهة بالمستقبل ، بل ان الامور ستتعقد اكثر على اعتبار ان كثافة المجتمع بازدياد على مساحه لم تتغير و من دون اي توسع بالخدمات ، الشيء الذي ينذر بتكدس المشاكل وازدياد المعاناة.
وبالنظر الى ما يحدث من تبذير تحت بند المساعدات والهبات والقروض والمساهمة المبالغ فيها في ترقيع الازمات الاقتصادية عند بعض الدول الصديقة من دون اي جدوى - كتلك الاستثمارات العقارية في لندن - او المشاريع التنموية في العراق وغيرها بمقابل تردي الخدمات هنا وتجمد حركة التطوير والبناء والتوسع.

يضاف الى ذلك مسلسل الفضائح المتعاقبة وبالادلة والبراهين كفضيحة شيكات ناصر المحمد والايداعات المليونية ، والان وبعد ان تأخرت الدولة - سلطات ومجتمع - من محاسبة المفسدين، صارت الفضائح متضخمة وبارقام كبيرة جدا قد تكشف بعض تفاصيلها في ساحة الارادة الثلاثاء الامر الذي سيساهم في تعرية فساد المؤتمنين على خيرات المجتمع وتعديهم الجائر عليها ان نشرت الاسماء بالمستقبل القريب.

ومن المهم عند تقييم الدعوة للمشاركة بالاجتماع العام في ساحة الارادة ، الاشارة الى موقع احمد الفهد من الاعراب، فتنسيق بعض المعارضين مع الفهد لن يكون مستغربا على اساس ان بعض هؤلاء المعارضين لهم امتداد مع حقبة الشيخ سعد ، وبالتالي لديهم القابلية لأن يبقوا في دائرة الاتباع و الادوات وسيكون مستغربا اصلا خروجهم منها!. الا ان قراءة هذه التفاصيل لا يجب ان تنسينا حقيقة ان الفهد بالرغم من فساده فهو في خارج مربع الحكومة النظامية المؤتمنة شرعيا على احوال واموال المجتمع.

وان كان ثقل الفهد بالمعارضة ينذر بمستقبل سيء مع بديل انتخابي فاشل ( وقد يكون هذا البديل عاجز عن مواجهه الفهد الذي عرف عنه الابتزاز مستغلا الامكانيات الهائلة التي حاز عليها اخيه عذبي ابان ادارته لاهم جهاز امني بالدولة)، الا ان هذا لا يعفينا من المطالبة بالمحاسبة مما قد يفضي الى اصلاح للسلطة يعيد للمجتمع عقله وشيء من هدوءه.

بعد هذه المقالة الثالثة عن تجمع ساحه الارادة ، و بالملاحظات العديدة التي ذكرتها ، وبغض النظر عن مشاركتي او عدمها، فإن المعارضة عليها ان تدرك اهمية الحفاظ على مصداقية التجمعات وثقة الناس بجديتها و بجدواها، وبأن هذه التجمعات لازالت قادرة على التأثير قبل ان يكف الناس عنها كما كفوا عن الصحافة الورقية والبرلمان ، وكما كفو ايضا عن المسيرات بدليل ماحدث في اخر التجمعات ( صباحية المبيت ) حيث الحضور لم يتجاوز السبعين.

ليست هناك تعليقات: