الاثنين، 16 يونيو 2014

كش ملك

لم يعد هنالك مجال للحديث في تفاصيل الفضيحة بعد الاسبوع الجدلي الذي ثار بعد ان عرضت المعارضة ثلاث ورقات غير حاسمة بمقابل حجم الفضيحة التي حسمها الفهد ( بحكم يتكون من 200 ورقة لا اي ورقتين - حسب تعبيره ), فكانت الضربة التي من المفترض ان تكون قاضية وان تكون الدولة قد تحركت في اغلاق الحدود على المشتبه بتورطهم والبدء بتحقيق فني , الا ان نوم وزير الداخلية وغياب الجهاز الحكومي وعلى رأسه رئيس الحكومة سيؤديان الى تعويم شيئ من القضية ان يكن تعويما لها كلها.

احمد الفهد قام باقوى حركة كش ملك في تاريخ الكويت , ومن المفترض ان تكون الامور قد حسمت من نهاية لقاء الفهد على الوطن وحتى قبل تقدمه بالبلاغ الرسمي للنيابة العامة , فالفضيحة تشمل تهم امن دولة وغسيل اموال واختلاس وتلاعب وبالتالي هي الفضيحة الاكبر في تاريخ الكويت , ومع ذلك لم تتعامل الحكومة مع القضية كما يجب , وبالتالي فقد ورط جابر المبارك نفسه ومعه تياره واصبح الفهد كمن اوقع عصفورين من المنافسين بحجر واحد.

الا انني استبعد ان يأخذ القانون مجراه العادل في التعامل مع هذه الفضية بدءا من التحقيق في كل التعاملات والبحث عن كل المتورطين , ومرورا بمحاكمة كل هؤلاء كشبكات منها المتورط بالتآمر او بالاختلاس او بالرشوة او بغسيل الاموال وغيرها , على اساس ان الجهاز الفني في الدولة عاجز في مواجهة هذه الفضيحة الشائكة.

الا انني لا استبعد ان تكون هذه الضربة القاضية حاسمة , فالفهد استطاع بنجاح الاستفراد بالانجاز , وهو علاوة على انه لم يعطي المعارضين ما له قيمة من الادلة واحتكرها , فهو حتى في لقاءه لم يصطحب معه محاميه ليتحدث بالموضوع من الناحية الفنية , وهو كما اثبت مسبقا صحة الادلة كما يزعم فهو ايضا اثبت احتكاره للاعلان عن الفضيحة قبل التقدم ببلاغ الى النيابة. ولذلك فإن الفضيحة كلما تقدم الانجاز بها كلما حقق الفهد نقاط اكثر على بقية الشيوخ , ولذلك ولمثل هذا الاعتبار , بالاضافة الى ان الاطراف الاخرى ومنها الحاكم لن يسمحوا بتفرد الفهد من دون ان يكون هناك طرف يقيم شيئ من التوازن على طريقة فرق تسد لاشغال الفهد عن التركيز بمستقبله مع الحكم ولايقاعه بالاخطاء قدر الامكان , ولذلك اما ان المحمد سيتحصل على حماية تجعله قادر على الاكمال ووضع العقبات امام الفهد , او ان يزج بطرف اخر يشغل المساحة التي سيخلفها المحمد , ولا اعتقد بان جابر المبارك سيكون قادرا او مؤهلا لمثل ذلك , والزج به في مثل هذه المواجهة سيعني حسما نهائيا سيتحقق قريبا للفهد.

امام هذا الحدث , وامام ما هو متوقع بالمستقبل القريب , فإنني اعتقد بأن الشعب مطالب بأن يأخذ لنفسه مكانا للعب دور مؤثر في هذه المعادلة  من جانب متابعة تفاصيل الفضيحة والبحث في ابعادها , و من جانب النأي بمستقبل الحكم عن وصول الفاسدين من الشيوخ , او ان تحدد صلاحيات الامارة من خلال التعديل الدستوري الذي يحتاج لتواصل وتنظيم جيدين لاستجماع الحشد الذي يتناسب مع جسامة المطالب وللقيام بنشاطات نوعية جديدة متناسبة بحيث تخفف من اضرار وصول اي فاسد للحكم من خلال ابعاده عن مراكز القوى في الدولة.  

ليست هناك تعليقات: