الاثنين، 23 مارس 2015

عرب هتاي , والخطاب العاطفي لاردوغان.

تركيا, و عرب اقليم هتاي. 

لم يعد للخطاب العاطفي وزنا كما كان عليه الحال بالماضي, بإستثناء الامم المتأخرة التي لازال يؤثر فيها هذا النوع من الخطابة, وهو ما ينعكس على التعاطف مع اردوغان من قبل الكثير من العرب بسبب خطاباته و موقفه من سوريا او بقية مواقفه الدعائية من القضايا الشعبية العربية. الا ان الواقع لم يعد به صوت سوى صوت المصالح الوطنية , فأردوغان يظهر على انه داعم للتغيير في سوريا ضد النظام الاسد المجرم , في حين ان القضية ابعد من هذا بكثير وتتعلق بنزاعات وطنية مع سوريا على الارض. بالوقت الذي لا تحظى به العلاقات بين الاتراك وحكم الاسد بتاريخ جيد, فالاسد الاب كان من داعمي حركة التحرر الكردي في تركيا PKK.

ربما يعرف الجميع التاريخ التركي مع الارمن , او الموقف المتزمت من استقلال الاكراد ودخول داعش ككرت بيد اردوغان يستغله (او يعتقد بذلك) ضد خصومه بالمنطقة, الا ان هنالك نزاع اخر طرفيه الدولتين السورية والتركية عنوانه اقليم هتاي ( خطاي ), وان كان لا زال باردا على الواجهة، الا ان هذه المنطقة مرشحه لأن تتحول الى نزاع ساخن تركي سوري على الاراضي, خصوصا وان المنطقة بدأت تميل الى الاغلبية العربية بعد توافد اللاجئين السوريين اليها, وحيث انها تاريخيا قد تعود الى السوريين لولا رغبة الغرب بامالة تركيا لجانبهم بعد اشتعال الحرب العالمية الثانية, ولذلك فإن اردوغان اليوم لا يعترض طريق قوافل الهجرة الغير شرعية للسوريين ( حراقة بلهجة اهل شمال افريقيا ) و بالوسائل اللا انسانية من ميناء الاسكندرون الى اوربا.

لست بصدد الحديث عن مشكلة هذا الاقليم والنزاع الوارد عليه, ولكن اود الاشارة الى كيف ان الخطاب العاطفي يستغل لتحقيق مصالح الانظمة سواءا كان ذلك لأغراض تعزيز السطوة او لأغراض وطنية او دينية او غيرها, تماما كما تسترجي قطر اعادة العلاقات مع اسرائيل قبل سنوات وتصوت لها اسرائيل في ترشحها لمنصب اممي وبنفس الوقت تلعن قطر سلسبيل اسرائيل عبر قناة الجزيرة!.

فضيحة جديدة في بريطانيا.. 

افضل امين هو بريطاني مسلم مرشح للانتخابات البرلمانية القادمة, هذا الرجل اتصل بتومي روبنسون ( مؤسس حركة EDL العنصرية التي تتنامى ضد المسلمين في انجلترا, ومن ثم تركها واستمرت الحركة), وطلب منه تنظيم لقاء مع مسئول الحركة الجديد. فقام روبنسون بتسجيل الحوار ونشره الامر الذي ادى الى تعليق ترشيح امين.
كان عرض امين بالاجتماع , بأن الحركة تعلن عن اقامة مظاهرة كبيرة لمنع بناء مسجد كبير في احد الضواحي, فيقوم امين بالضغط ثم ينجح بالغاء التظاهرة, فينجح بالانتخابات, مع التزامه الكامل بتمثيل مصالح الحركة العنصرية في داخل البرلمان!. اي ان الرجل يريد استغلال الخطاب العاطفي والموقف الديني المزيف وبشكل غبي من اجل الوصول, ولولا التسجيل لصدقه السذج!.

اتركوا عنكم الخطابات العاطفية والشعارات الفارغة الغير قائمة على تفاصيل واضحه ومدروسة. رحمة بأنفسكم وبمن هم من بعدكم!.

ليست هناك تعليقات: