الخميس، 5 مارس 2015

مسلمات مزورة لإشاعة الخوف.

صدر بعد التحرير كتاب عن حكم صدام حسين اسمه جمهورية الخوف، يسرد فيه الكاتب الجرائم التي قام بها نظام صدام منها التعذيب والخطف والقتل بل وحتى القصف بالكيماوي وغيرها مما اشتهر عن حقبة صدام المشؤومة.

لكن مثل هذه الجرائم يسود في مجتمعاتنا وصفها بالقمع والاضطهاد لما فيها من وحشية بالتعذيب والتقتيل والاختطاف والى ما ذلك من الممارسات، وبالتالي اصبح القمع معرفا بممارسات بشعة معينة، في حين ان القمع يعرف بممارسات انعم من تلك التي قام بها صدام.

مثل تلك الممارسات التي قام بها صدام او غيره في المنطقة او حول العالم قد تتحول زورا الى أصل توصيف القمع السياسي، في حين ان حقيقة التعريف تتمثل بأن القمع هو كل تعدي على ارادة الانسان الحرة، فتعديات الداخلية و احكام السجن بقضايا الرأي للمعارضين هو القمع بعينه، في حين ان ممارسات طواغيت المنطقة كممارسات صدام او قصة تزممارت المشؤوم لا تعد مجرد قمع فقط وانما هي جرائم حرب ضد الإنسانية.

التزوير في التعريف هي ممارسة بغرض الارهاب والتخويف، فأنت ستكون مجرما ان اقتنعت بنظام اكثر عدالة من حجم العدالة المتوافرة في الدولة، وستكون مجرما ان قمت باستخدام حقك في نقد المؤسسات في الدولة.

هذا التزوير تم تسويقه على مستوى دولي لا فقط على مستوى الحكومات المحلية في المنطقة، فالحرب مثلا اما ان تكون جريمة او شرف وطني، يعتمد التوصيف على قوة ونفوذ النظام الحاكم على مستوى العالم.

ولذلك ترى بأن حكوماتنا لا تستحي من ادانة بعض الطواغيت وبنفس الوقت تدعم طواغيت اخرين، والامر ذاته ينطبق على مستوى الحركات السياسية التي تبرر تظاهرات وتشكك باخرى بحسب المصالح والامراض العصبية. فالتناقضات اصبحت مفهومة بعد ان تحولت الى مسلمات بدوافع مقبولة كالتعصب الوطني او الديني وغيرها من الحجج التي تتناسى شعارات الانسانية.

وحتى على مستوى المواطن، فتجد ان العامة في المجتمعات المتأخرة ليست لديها مشكلة باستعجال اطلاق الاحكام حتى قبل القضاء، فتراها تحكم على الطالب غالبا بالتعدي على الاستاذ في المدرسة او الجامعة، وتجدها تنظر الى الشرطة او الجيش او القضاء او السلطات العليا وكإنها سلطات معصومة لا تخطئ، وانما الصغار هم من يخطئ بالغالب. في حين ان المشروع القائم الناقص بالضرورة قد يتفوق عليه مشروع اخر يتقدم به الناس الضعاف وخصوصا انهم هم الاكثرية وهم الاكثر معاناة وهم اول من يتأذى من الازمات.

هنالك بعض الاشياء التي اصبحت بفعل الزور من المسلمات، فانتقادها او التشكيك فيها او التفكير باستبدالها هو تخريب وتآمر او خنوع وتواطؤ و الخ من الشائعات، اما الجرائم التي ترتكب بإسم الوطن او الدين او المذهب "بحسب الاهواء الشائعة بالمجتمع" فإنها تتحول الى شرف ومجد وعزة!. ولذلك ترى في الكويت ان النقد بدأ يتقلص وتحول الى اشارات غير مباشرة خشية من الوقوع في المحذور، ومن ساهم في هذا التراجع هو نفسه صار يسير على غير هدى وانما تسيره الرغبة بالنكاية في الخصوم، الى ان تعمقت المشكلة واصبح علاجها العاجل يتطلب المعجزة. ولذلك ترى ان الوقاحة هي السائدة على مستوى تنظيم الدولة، والعزة اصبحت بالاثم لا بالعمل على الاصلاح والتغيير.

ليست هناك تعليقات: