الاثنين، 30 مارس 2015

الكويت.. اثار الاسلحة الصامتة للحرب الهادئة.

نلاحظ التغيرات التي تحدث بالمجتمع مع مرور الوقت, وطبعا فإن التغير هو امر طبيعي ومستحسن ان كان باتجاه التقدم والتطور. ولكن ماذا لو كان هذا باتجاه التخلف والتردي؟. وبهذه الحالة كيف تفهم الاسباب؟

لنطرح بعض التساؤلات التي من النادر ان نجد من يختلف عليها .. 

1- لماذا يهتم اكثر الناس بوسائل التسلية اكثر من اهتمامهم بمشاكل المجتمع ومخاطر المستقبل؟. 

2- كيف تفتعل الازمات الوهمية على موضوعات سخيفة بلا قيمة ولا تستحق التركيز عليها؟ 

3- لماذا تأتينا الحكومة بين الحين والاخر بتصريحات مخيفة, على سبيل المثال تصريح رئيس الحكومة عن انتهاء الرفاه, او التصريحات التي تربط النشاط الشعبي بالشغب والانقلاب وغيرها؟ 

4- لماذا يخاطب الجمهور وكإنهم اطفال , مثال: حفنة , كتاكيت , جهال , مراهقين , فاشلين, مغرر بهم .. الخ؟. 

5- لماذا يسود الخطاب العاطفي لا العقلي في الخطابات؟, مثل : "الكويت يا احلى بلد" او , ابنائي , او "الكويت امنا" وغيرها من الشعارات من دون التعرض للارقام مثل "حقننا ارتفاع" او "خفضنا مستوى مشكلة معينة" وهكذا؟.

وهنالك خمسة اسئلة اخرى تصب في نفس الاتجاه وتمس واقع مجتمعنا ولكن سأتجاوزهم اختصارا. كل هذه الاسئلة تجد اجابتها في الدليل السري الذي كتب عنه تشومسكي, هذا الدليل عنوانه "الاسلحة الصامتة للحرب الهادئة". اصدر هذا الدليل في العام 1979, ولم يكتشف الا بالصدفة عام 1986. هذا الدليل يبين "استراتيحيات التحكم بالبشر والسيطرة على الجمهور" , والهدف منه كما هو واضح من عنوانه التحكم بالجماهير وبالتالي السيطرة على نشاطهم بل وقيادته باتجاه يخدم مصلحة الحاكم او المتنفذ. 

وبالنظر في تفاصيل الوثيقة وتحليلها من قبل تشومسكي, ستجد انها تنطبق تماما على مجتمعنا بإستثناء القلة الواعية والتي غالبا ما تكون مهمشة ولا تجد لها طريق سهل الى الجمهور, لأن الجمهور اصبح متأثر كنتاج للتطبيقات وبالتالي لا يتقبل ما غير ذلك, فهذه الارادة اصبحت مسلوبة وحرية التفكير اصبحت مشلولة, ولذلك فإن الحالة وصلت بترديها الى حد تأثر حتى اشرس المعارضين بهذه التطبيقات, وببساطة يتعرض معارضينا الى التأثير لأنهم لا يقرأون ولا يبحثون الا نادرا ومن مصادر تمارس نفس العملية لأنها متأثرة من هذه التطبيقات!, لذلك تلحظ حالة القصور بالنظر والتخبطات والتردد والخ.. 

هذا طبعا لا ينطبق فقط على المعارضين وانما بدرجة اشد على "الموالاة" ان صح التعبير, الأمر الذي يفسر مشكلتنا ودوراننا المستمر في حلقة مفرغة لا بالكويت فقط وانما حتى على مستوى المنطقة بل وربما على مستوى العالم, ولكن بدرجات متفاوتة من مكان لمكان.

ليست هناك تعليقات: