الاثنين، 2 يونيو 2008

فرق تسد


ماذا ان اتيحت لاحد ما فرصة مميزة ولم يستغلها ؟ وماذا ان كان العالم يثبت لهذا الشخص بأنها الفرصة الافضل والاعظم ومع ذلك لم يستغلها ؟ , وماذا ان لم يكتفي هذا الفرد بتفويت الفرصة وقام بما هو اسوأ وبدأ يحارب هذه الفرصة الذهبية بكل ما اوتي من قوة لوأدها ؟ .

سأترك توصيف هذا الشخص لك عزيزي القارئ , ولكن سأعيد لك التاريخ لتتعرف على المعني بهذا الموضوع , ولتتعرف ايضا على سياسة السلطة بادارتها لشئون حياة المواطنين من اهل الكويت .

منذ مرحلة الشيخ احمد الجابر و علاقته بأهل الكويت التي كان يعتمد فيها على سياسة فرق تسد من خلال تفضيله للاقلية على الاغلبية التي كانت تطالب بذلك الوقت بالمزيد من الحريات وبالمشاركة الشعبية , تلك الاغلبية التي كان احد ابطالها هو الشيخ عبدالله السالم الذي نفي الى البحرين قبل ان يعود ويستلم السلطة , منذ تلك المرحلة الى اليوم كانت السلطة ولازالت تعتمد على نفس السياسة , بإستثناء مرحلة حكم الشيخ عبدالله السالم , فأحمد الجابر قد استمال الاقلية من الاخوة الشيعة ضد الارادة الحرة التي كانت تطالب برفع سقف الحريات من اجل ضرب الوحدة الوطنية واشغال الناس بما لا فائدة منه وبما يهدر من عمر الكويت الشيئ الكثير , تلك السياسة تكررت في عهد الشيخ صباح السالم الذي حاول استمالة بعض الفاسدين ويشهد على ذلك حل مجلس الامة اكثر من مرة وحادثة تزوير الانتخابات , مما دل على الرغبة بتغييب دولة القانون والمؤسسات والدستور , وتغييب العدالة والمساواة في سبيل الاستفراد بالسلطة واشغال الناس ببعضهم البعض .

تلك السياسة ذاتها التي اعتمدها الشيخ جابر من خلال اقحامه لرجال الدين في عالم السياسة لصالح معسكر السلطة بالرغم من تحريم اؤلئك الناس للانتخابات والمشاركة فيها حتى بأصغر الانتخابات مثل انتخابات النقابات او الجمعيات او الجامعة , بالاضافة الى هؤلاء كان التخريب مستمر من خلال اقحام القبلية والطائفية في الحياة السياسية والتي اتت اكلها اليوم , فقد بات الكثير منا دون ايمان باهمية استمرار الحياة النيابية لمساهمة المؤسسة النيابية في تعزيز التفرقة بكل اشكالها وفي اضاعة مبدأ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص , وفي اضاعة الحلم الجميل والشعور بالامان بمستقبل افضل وواعد .

تلك السياسة ذاتها التي ستستمر في ظل السلطة الحالية مع اختلاف مواقع اللاعبين , حيث ان هذه السياسة تهدف الى ضرب الرقم الاقوى والرقم الاقوى اليوم متمثل بالسلف وابناء القبائل , الا ان اللعبة قد اصبحت اكثر سهولة من السنوات الاربعين الماضية فالاجيال تغيرت والفساد قد وصل لذيل السمكة .

هذه السياسة , قابلها تلك الفرصة الجميلة التي سنحت ولم تستغلها السلطة , فرصة المشاركة الشعبية الايجابية التي حاول استثمارها الشيخ عبدالله السالم وكانت كفؤا لثقته , فقد فتح الحضر ابوابهم امام كل اهل الكويت ونادوا بالمساواة بين الجميع , قبائل وشيعة وحضر وشيوخ , جميعهم متساوون امام الدولة والقانون مع بعض التمييز لصالح ابناء الاسرة بهدف ضمان الاستقرار , تلك المرحلة الجميلة التي من الصعب اعادتها بعد ان سيطر سرطان التعصب والكراهية على شريانات الكويت , تلك المرحلة التي اضاعها عمدا اشخاص مهمين بالسلطة في تلك الاوقات من اجل المحافظة على الخزائن المفتوحة امام ابناءهم ومن اجل المحافظة على التميز والمكانة العالية والمختلفة لهم عن بقية المواطنين .

والسؤال المهم الان , هل ستعود تلك الحياة لنا ؟

شخصيا اعتقد بأن عودة تلك الحياة امر صعب للغاية , وسيستمر الوضع لسنوات طويلة وربما ستصل الاوضاع الى ماهو اسوأ بسبب انواع التفرقة المنتشرة , ولابد من الجهد لاعادتها كما كانت , ليس من اجلنا وانما من اجل اجيالنا القادمة , قبل ان نصل الى الحضيض الذي وصلت اليه بعض دول الجوار والمنطقة .

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

السياسة وممارسيها لم يكونا في يوما من الايام مظنة النظافة !

Aldenya يقول...

خارج الموضوع وداخله بنفس الوقت
وهو
تحيه اعجاب لكل ما تكتبه اخي الكريم
أسلوب وثقافة عالية ونظرة واقعيه حاضرة

Hamad Alderbas يقول...

عزيزي محسد

دعني اميز عبدالله السالم عن البقية , فعبداللة السالم قد استمع للناس وكانت لديه تلك الثقافة الانسانية الجميلة , عبداله السالم توفى ولم يكن لديه سوى قصر الشعب ومزرعة بالهند وعمارة بفهد السالم .

رحمة الله عليه فقد احب شعبه واحبوه ولم يميز بينهم لا طبقيا ولا قبليا ولا طائفيا , حتى انه كان يتمنى ان يرى اليوم الذي تكون الحكومة به شعبية خالصة .

تحية لك اخي الكريم

عزيزي الدنيا

شكرا لج زميلتي الفاضلة وشكرا لكلماتج الطيبة , ونحن لسنا سوى باحثين عن الحقائق

تحية لك اختي العزيزة

غير معرف يقول...

حمد...
أنا متأكدة أننا سنصل إلى الحضيض ، و لكن ما معنى الحضيض ؟ قد يكون أسوأ ما نصل إليه هو انتهاء مخزوننا الهائل من النفط فجأة بينما نحن غارقون حتى آذاننا في الصراعات السياسية الفارغة...
و حتى ذلك الحين ، كل ما علينا فعله هو الاستمرار في قول الحق ، بدون عنف ، و بدون تشاؤم ، و بدون تعصب.

شقران يقول...

العزيز حمــد

حقيقة لااستطيع ان ازيد على كلامك


موضوع موزون



وتحياتي لك


المحـــــــب/

شــقــــران