راح اصير مطوع ..!

قريبا , سنتحول الى مطاوعة والعياذ بالله !.

فنحن اليوم مواطنين نتابع احوالنا السياسية ونعلق عليها مدحا او انتقادا , وغدا ستتحول السياسة المتعلقة بحياة الناس وتعايشهم الى دين ونص وشريعة وتفسير وبالتالي علينا ان نبحث دينيا قبل إبداء أي رأي , وعلينا ان نتقلقص في المذاهب والاجتهادات والاراء والتفاسير قبل الخروج بتصور .

طبعا , هذه العملية المملة ستتسبب بابتعاد الكثيرين عن المتابعة السياسية للطبيعة المملة لدراسة الشريعة الاسلامية وسينحصر الرأي في المطاوعة وتلاميذهم , وبهذه الحالة فإن عليك إما ان تتحول الى مطوع حتى يمكنك متابعة شؤون حياتك او ان تختار الطريق الايسر وهو اتباع المطاوعة وتلاميذهم واجتهاداتهم السخيفة في بعض الاحيان والمضحكة في احيان اخرى , و هي مملة بكل الاحوال وهذا ما يريدونه من اجل المزيد من السيطرة والإحكام على المجتمع من خلال حصر البحث والتفكير والتقرير بهم فقط لا غير .

بالسابق , مررنا بتجارب مشابهة , فبدأت برفض الديمقراطية وتحريمها ومقاطعتها قبل اواخر السبعينيات واقتحامها بعد ذلك , ومرورا بتجربة تهديد احد الزعماء المطاوعة بالخروج عن الحاكم في حال لو اقرت حقوق المرأة السياسية ورأيناهم بعدها يلهثون وراء اصوات النساء , و اليوم ايضا , اصبح الحديث عن فرض الحجاب الديني على الوزيرتين كمقدمة لفرض هذا الحجاب على بقية خلق الله في الاماكن العامة , ومن يريد التحول الى مطوع ويبحث بالامور المتعلقة بحياته وبيته وابناءه سيتوه في قصتي ( الاختلاف او الترادف ) بين الفرض والواجب وسيفرض عليه الاحوط كعادة السلف المسيطرين , وسيتحول الواجب الغير ملزم الى فرض ملزم بقوة السلطة , وبذلك فإن فروض العباد ستختلط بفروض الرب , وسينتج عن ذلك ما نراه اليوم من دين متشدد يدعم الارهاب ويأجر عليه , اوليس من اجتهد واخطأ له اجر عند الله ؟ .