سالفة المليفي واضحة ..!

ها قد عدنا الى الاجواء التأزيمية المعتادة والمتوقع تزايد شدتها بسبب الملفات التي تراكمت لاكثر من 30 سنة , فما يحدث اليوم هو ليس الا نتيجة طبيعية لتلك السياسات .

لا اعني هنا بأنني اشارك البعض اتهامهم للمليفي باثارة التأزيم بل ان موقف المليفي يستحق الاشادة بغض النظر عن تفاصيل الاستجواب المزمع تقديمه لرئيس الوزراء .

على اي حال , اعتقد بأن الوقت لم يحن لابعاد رئيس الوزراء , فالابعاد يسير على نار هادئة الا في حال لو فاجئ المليفي الناس بمادة الاستجواب واحرج بقية الاعضاء , وبذلك فإن خطوة الى الامام ستتحقق لصالح احمد الفهد , و لذلك نحن امام احد الامرين , اما نجاح الرئيس بتجاوز الاستجواب و استمرار سياساته التي لها دور في استمرار البلد بحالة الجمود و بذلك يستمر الموت البطيئ لرئيس الوزراء واستغلال احمد الفهد الوقت المتاح لكسب المزيد من المؤيدين , واما ان تكون المفاجأة باستقالة رئيس الحكومة وازاحة عقبة مهمة في طريق احمد الفهد نحو المناصب العليا في البلد .

اليوم , سعود الناصر كشخصية قيادية لها وزن قد ابعد بعد حادثة استجوابه بل ان عودته شبه مستحيلة مع واقع المجلس الاسلامي الحالي , ومحمد صباح السالم يعمل بشكل مرضي في الخارجية , والاخرين كل مشغول في هموم التضييق عليه .

فمن سيكون البديل ؟

اليوم ايضا , لا اعجب مما يحدث , فقد اتضحت الصورة منذ ايام ازمة الحكم , فاختيار وزير الديوان الاميري لرئاسة الحكومة يبين ان هناك نية لافساد الحكومة , فناصر المحمد لم يكن سوى لعبة تم استغلالها للاسف لتحقيق بعض الاهداف من خلال تهدئة الامور عبر اختيار شخص ليس من الابناء الشباب او الاخوة لعدم اثارة الناس في مسألة الاستحواذ , لمرحلة من الوقت تنتهي بفشل هذا الرئيس وبروز الابناء الشباب , فناصر المحمد بحكم وظيفته السابقة ( وزير الديوان الاميري ) لا يصلح لان يكون رئيس حكومة انقاذ كنا نحتاجها قبل ذلك الزمان والى اليوم .

هذا الامر الذي فات على الشيخ ناصر المحمد , ولذلك لم يحاول ان يستغل الاحداث لصالح استمراره وسمعته من خلال كسب ود الشارع عبر الاستعانة بالخبراء للانقاذ , بل ان الشيخ ناصر المحمد لم يستطع الاعتراض و رد الهاتف الذي اتاه في مجلس الوزراء والذي طلب منه الغاء التصويت في قضية الدوائر واقرار رفض مشروع الدوائر الخمس .