المقالة الثانية من سلسلة لصديق رفض ذكر اسمه
--------
تحدثنا في الموضوع السابق عن كون ما شهدته الكويت ثورة لأبناء القبائل استنادا على كون كرامة الإنسان المحرك الأساسي لثورة الشعوب إثر وعيها ، ومن يختلف معنا بإنكار تهميش السلطة للقبائل نطالبه بالإجابة الصادقة عما إذا كان قد تم النائي به في مناطق خارجية دون المستوى الملائم في الخدمات والصحة والتعليم ، أم التعدي عليه لفظيا وعلى الملأ في وسائل الإعلام ومكافأة تلك التعديات ، أم الضرب والامتهان والتحقير في الشوارع والندوات بطريقة اقشعرت لها الأبدان وأفصحت السلطة من خلالها عن دونية القبائل بكل صراحة وقبح .
استمرت الحكومة في ذات مسارها القبيح ، لكن ما لم تكن تعلمه هو أن عهد الاستعباد قد ولى لتحل محله الثورات العربية على اختلاف شعوبها وتشابه أهدافها ألا وهي الإتيان بكرامة المواطنين ليقوم أبناء القبائل بدورهم بالثورة على السلطة ، ولم أشهد حتى الآن ما منح تحرك القبائل حقه من الثناء على ما تمتع به من تحد سافر وغير مسبوق للسلطة ، وبالرغم من محاسن "ثورة القبائل" الفردية من حيث قيادة الشارع العام وإسقاط قبيضة الانتخابات ، إلا أن تحديهم للسلطة بهكذا قوة كان قمة انتصارهم وسيظل من أثمن الأمور النادر وقوعها حتى في المتقدم من الأمم .
وكما قلناها لثوار تونس ومصر واليمن وسوريا والبحرين نقولها اليوم ، أيتها القبائل ... العزة لكم ، العزة والكرامة لمن سعى في سبيل الإتيان بحقوقه وإثبات وجوده وإنكار دونيته والأهم .. إعادة تعريف علاقته بالسلطة بكونها قائمة ما بين مواطن الحر وحاكم المسؤول ، عبارة اعتاد على ترديدها الكثير منا كحضر وهي بالتالي ما يستدعي فخرنا بكم .
ما تجلى أمامنا في الكويت كان ثورة للقبائل ، ومن ينكر ذلك إنما قد جار بأبناء القبائل وما تمكنوا من تحقيقه كما جير السلطة عليهم ، وكما جير البعض ممن باتت العنصرية تدفعه لرشق المتظاهرين بأشنع الألقاب لحماية مبان حجرية دون الإدراك بأن كرامة البشر تسوى الملايين . نسطر هذه الكلمات اليوم من أجل منح كل ذي حق حقه ، ولذات السبب بتنا نستنكر تسمية ثورة القبائل بغير مسماها الصحيح .
ونستكمل بموضوع قادم بعنوان ثورة القبائل ووهم الإصلاح
هناك تعليق واحد:
اعتذر على التأخير فاتني الكثير في مدونتك ياحمد ...
شكرا على هذا المقال والاجزاء المتتالية .. الثورة التي قامت وكما سماها ثورة القبائل جائزة للاصلاح واعتقد بأن القبائل هي من تسيطر بعددها على شبه الجزيرة ومبايعة جميع القبائل ومن اهل الحاضرة لوالي معين من القبيلة الفلانية
ولكن ما اراه اليوم وبصريح العبارة انه كلما قامت قبيلة بالمطالبة بحقها اسمع من اليمين والشمال من يقول (( يريدون قلب الحكم لهم )) هذا ما يتم تداوله حتى يستطيعون نشر الكره بين القبائل والبغضاء ... اشمئزيت من بعضٍ من المتواجدين في تويتر حيث السب واللعن والقذق العلني لبعضهم البعض ورمي اللوم كله على قبيلة مطير على سبيل المثال فكلما حدث شيء قالوا هم من هاجموا وهم وهم ويريدون اخذ الحكم!! تلك الامور التي يتم التحدث بها من غير دراسة واعية ، لو اي شخص منا وقف في منتصف الطريق وسمع السلطة والحكومة والشعب لاستطاع باذن الله ان يجيب بحكمة اكثر وانما الوقوف في صف الجهلة ووضع اللوم على فئة معينة امر مرفوض .. نعم نحن ابناء القبائل ولدنا في البادية وترعرعنا بين الاغنام والابل لم نفهم بالتحضر الا مأخرا ولكن الحرية من شيمنا التي تربينا عليها وتعلمناها من أجدادنا ... أتمنى من السلطة ان تكون حكيمة جدا في كسب جميع الاطراف دون جعل القوة في جهة معينة ضد القبائل والعكس ...
شكرا لكم وبانتظار البقية
إرسال تعليق