الأحد، 5 أبريل 2015

السعودية دعمت الامام الزيدي.

اليمن ليست بساحة حرب طائفية ضد الزيديين. فقد سبق وان دعمت السعودية الامام الزيدي ( المملكة المتوكلية ) في حربه ضد الثوار القوميين الناصريين وبالتالي مشكلتها الحقيقية ليست طائفية. وايران ايضا لا تحركها سوى المصالح.

المسألة لا علاقة لها بالاثنيات ولا علاقة لها بمسألة حقوق الانسان وتحرر الشعب اليمني وانما المصالح، فالصراع يأخذ الطابع المذهبي لتبرير بقاء السلطة بيد متعصبي المذاهب من الطرفين، اي المستفيد الاول من حاله الا عقل كما هو الحال في اغلب بلدان العالم الثالث.
هذا ما ينطبق ايضا على بقية الحركات المسلحة في المنطقة ومنها داعش وحزب الله، بالاضافة الى الانظمة التي تواجه المعارضين بالقوة العسكرية كالنظام السوري.

حزب الله.. كنموذج.

كما هو معروف بأن حزب الله نشأ على اساس مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، ولكن بالسنوات العشرين الاخيرة تحول حزب الله للتركيز في الداخل اللبناني الى ان ترك المقاومة ( اساس نشأته ) وتحول ما اشبه بالمرتزقة التابعة للنظام الديني التوسعي في ايران. فبالاضافة الى الشواهد على دور حزب الله في حالة الجمود السياسي في الداخل اللبناني، فإن بعض الشهادات الشيعية بدأت تظهر مستنكرة لسياسات وتصرفات الحزب في لبنان والمنطقة، بل ان اول امين عام لحزب الله قد اشار بصراحة الى هذا التغير والى تحول الحزب لاداة بيد النظام الايراني.

وسياسة النظام الايراني اشتكى منها ايضا بعض شيعة البصرة الذين هجروا ديارهم وحل محلهم غرباء ايران.
وذات السياسة مارستها ايران في اليمن من خلال دعم الموالين لها من الحوثيين الزيديين الذين بالاساس لا مشكلة طائفية لديهم مع السنة حالهم كباقي السنة العرب.

بل وحتى الثورة الايرانية تظهر بعض الشهادات على انها مختطفة وكانت قائمة اصلا بجهود العلمانيين اليساريين الذين استبعدوا من قبل المؤسسة الدينية المتعصبة.

ايران، وصديقها الشيطان الاكبر!..

بعد قيام الثورة الايرانية ودخول النظام بحرب مع نظام البعث في العراق، انكشفت فضيحة "ايران كونترا" والتي فضحت توريد الذخائر لايران من قبل اميركا عن طريق اسرائيل، وذلك حصل "بالمختصر" لغايتين، الاولى، لاعتماد ايران على الالة العسكرية الامريكية الموروثة من نظام الشاه وبالتالي حاجتها للمنتجات التشغيلية الامريكية، والثاني بسبب العارض الامريكي المتمثل بقانون منع بيع الاسلحة لايران، و لذلك حدث البيع من خلال اسرائيل كوسيط.
وبتتبع ازمة النووي الايراني في السنوات العشر الاخيرة، فالقضية راوحت مابي التهديدات المتبادلة بين اسرائيل واميركا من جهة، وايران من جهة اخرى، الى ان خلص اغلب المحللين والسياسيين الى ان النووي الايراني قد تحول الى امر واقع لا مفر منه، بالوقت الذي استمرت فيه دعاوى الابقاء على السيطرة العالمية على التكنلوجيا النووية وخصوصا في جانب ممانعة الانتشار النووي في العالم. هذا الواقع الجديد قد فرضته المصالح التي انساقت وراءها حتى اوربا، فإيران دولة غنية بالخام وبنفس الوقت سوق عذراء تعد بالكثير، ولديها ادارة استطاعت الاستفادة من دعم القوى العظمى ووظفت هذا الدعم لخدمة سياساتها. بمقابل الدول التي تحكم بها العبث وفوت عليها الكثير من فرص النهوض والتقدم وبالتالي تحقيق ثقل دولي ليس من السهل تجاهله. وبعيدا عن العاطفة، فإن الخليج لازال يواجه صعوبات في اصغر المواجهات والمتمثلة بالازمة اليمنية، بحيث ان التوسع من خلال التدخل البري قد يؤدي الى فيتنام خليجية على غرار فيتنام المصرية في اليمن.

الشاهد من هذا الموضوع، ان تدخلات هذه الدول من كلا الطرفين في اليمن او غيرها لا علاقة له لا بالمذهب ولا بالغيرة على الحقوق الانسانية للشعوب، بل ولا يتعلق الامر بالضرورة بمصالح الدول، بل يتعلق الامر بمصالح الانظمة بالدرجة الاولى ومن ثم مصالح الدول بالدرجة الثانية!. ولذلك فلا يجب ان يتعلق الناس بالشعارات العاطفية المخادعة!. بالاضافة الى ذلك ان الدول التي لا تستغل الفرص وتوظفها للدولة فهي مرشحة لأن توهن وتضعف وربما تنتهي وبكل الاحوال لن تكون قادرة على التدخل للتأثير بمصيرها!.

ليست هناك تعليقات: