الخميس، 16 أبريل 2015

الوشيحي.. العذر ممن لا عذر له!

نشرت هذه التغريدة ( الصورة ادناه) البارحة. وقد اثارت استنكار اثنين من الاخوة الافاضل. وان لم يكن المقصود هو المساس بالوشيحي كمتقاض لمقابل لخدماته بطريقة شرعية، ولكن كان المقصود ان الثراء ربما انساه ماضيه المشابه لماضينا بل وحاضرنا. وعلى كل حال، فلربما اسأت التعبير و بالتالي اعتذر عن الاساءة غير المقصودة.

الحديث عن مسألة السور يتحول الى موضوع جاد عندما يتحدث شخص مؤثر كالوشيحي، ولا يمكن تجاهل تعبيراته كما نفعل في الكثير من الاحيان مع "الجاهل" الذي لم يكن يستحق الاهتمام في ما يقول، والذي لم اكن اعلق على مشاكله الا من باب التأكيد على انه لا يمثل شيئ جيد بالنسبة لي.
الامر يختلف مع الوشيحي، فالوشيحي والى الامس كان يحدثنا حتى عن غونتر غراس، وكان الاولى به قبل البحث عن من هو غراس كان الاولى به البحث في رمزية السور وسبب فخرنا به، وكان الاولى ان يبحث اكثر في تفاصيل اتفاقية العقير وظروفها بدلا من اثارة اسئلة بطريقة ساخرة دون ادنى معرفة بتاريخ نشأة دولة من العدم.

الوشيحي ومفخرة الاسوار:

الاسوار بناها الكادحون من اهل الكويت، بنوها بالعرق والدم لحماية مجتمعهم من الاخطار، وكانت هذه نواة الدولة المستقلة التي نحيا برخائها اليوم.
عندما يتحدث الوشيحي بهذا الاسلوب يتسائل عن سر التفاخر بالسور، فهو يعكس جهلا بظروف البناء في تلك الفترات العصبية، والجهل بتلك الظروف غريب على من لديه وقت للقراءة والبحث و من ثم للكتابة بناءا على حاصل المعرفة، ففي ملاحم البناء اصيب من اصيب ومات من مات - من الفقراء الذي لم يعد الوشيحي يعرف عنهم شيئا على مايبدو!.
ان معاناة الكادحين من اجل امن اسرهم او لكسب قوتهم لايمكن ان يقبل عاقل بأن تتحول الى مادة للسخرية او التندر، خصوصا من اولئك التي بدأت تبدو عليهم مظاهر التخمة.
لا بناؤوا السور، ولا البحارة، ولا الرعاة ولا المزارعين، ولا من عملوا بالتنقل في الصحارى القاحلة، ولا من ذهبوا للحروب لرد الاعداء يصلحون لان يكونوا مادة للسخرية للوشيحي وغير الوشيحي.

الوشيحي، وظروف اتفاقية العقير:

لم يكن للمجتمع الكويتي امرا بالنسبة لاتفاقية العقير، حتى لو افترضنا مشاركة الحاكم بذلك الوقت، فالاتفاقية اقرت بهذه الصياغة التي اتت لصالح السعودية على حساب الكويت- اتت على اساس ان بريطانيا ضامنة حاكم الكويت الذي هو بحاجتها في تلك المرحلة ، وبالتالي سعت لتحقيق مكسب اكبر بهذه الورقة من خلال ارضاء ابن سعود من اجل اقامة نظام جديد قادر على احتواء الوهابيين لتحقيق استراتيجيتها في المنطقة على خساب خصومها.
هذا الكلام ليس من عندي، وانما هو من لورنس العرب الذي اشار الى ارضاء ابن سعود على اعتبار ان الكويت - في الجيب.
الكويت، كمجتمع صغير، غير قادر على حماية نفسه امام القوى الكبرى - كالعثمانيين او كما حصل في الغزو العراقي، ولذلك فإن الاتفاقية تعتبر اقل الخسائر بمقابل بقاء الكويت كمجتمع مستقل.

في الحقيقة، ليست لدي مشكلة باستمرار الوشيحي بالكتابة والتنظير دون معرفة وافية، فهذا شأنه وقراءه ومتابعيه الذين لم اعد منهم منذ زمن طويل، ولكنى اتمنى عالاقل ان يكون واضحا اكثر مع نفسه بأن يجهد نفسه ليبحث بالوثائق الانجليزية ان اراد ان يتعرض للتاريخ دون مساس او اساءة قائمة على جهل واقع. ولايجب عليه ان ينسى بأن للكادحين لسان يبلغ من يستهزء بمشاقهم في عملهم لتحقيق الامن او لتحقيق قوت الابناء بشرف وعرق ودماء. اما صراع الوشيحي مع جهلة الطائفية والتعصبات الفئوية والقبلية، فنحن معه بها بعيدا عن المساس بالتاريخ المجيد لم صارعوا من اجل البقاء.

ليست هناك تعليقات: