عبدالله محمد النيباري .. إبن البحًـار

خلط شائع بين الناس يتوجب علي تبيان حقائقه ..

علاقة المنبر الديمقراطي وتحديدا عبدالله النيباري بالتجار في حقيقتها ليست كما يتصورها الناس .

وللتأكيد على ذلك, علينا ان نتذكر موقف عبدالله النيباري من مشروع لآلئ الخيران الذي منحت به الدولة ارض شاسعة في الخيران تبلغ ( 74 مليون متر مربع ) , اي ما يعادل 8 مرات مساحة الكويت داخل السور , بثمن زهيد وقدره غشر فلوس للمتر المربع والذي بيع بعدها ب 200 دينار للمتر المربع وبالتالي لم يقدم المشروع شيئا لحل المشكلة الاسكانية .

ذلك التنازل عن اراضي الدولة وعن اموال الدولة الذي استدعى من النيباري لتقديم استجواب للوزير المختص في ذلك الوقت وهو محمد ضيف الله شرار , ذلك الاستجواب الذي كشف زيف بعض نواب المجلس ممن ادعوا تمثيلهم للبسطاء من الشعب , بل انهم تمادوا الى اشاعة وصف تجمع التجار على المنبر الديمقراطي الكويتي .

اليوم يوم الحساب ..

من كان مع تلك المسائلة , ومن كان ضدها ؟ , وماذا قدم هذا المشروع لحل الازمة الاسكانية ؟ , من يستطيع اليوم شراء ارض على البحر تساوي 200 الف دينار من غير البناء ؟

المنبر الديمقراطي الكويتي , لم يكن يوما من الايام تجمعا محصورا بالتجار , بل كان تجمعا يمثل نقلة تحالف التجار مع الطبقة المتوسطة المتمثلة بالمتعلمين ومع الطبقة الكادحة التي كانت متمثلة باتحاد العمال , احمد الديين وخالد الوسمي وعبدالله البكر , يجتمعون مع الاخرين تحت مظلة الدستور والشعور بالانتماء للوطن والمصير المشترك .

حتى التحالف الوطني , اتى كمظلة لتعيد استجماع القوى الوطنية التي تشتت مابين المنبر الديمقراطي والتجمع الوطني الديمقراطي وبعض الشخصيات المستقلة مثل محمد الصقر وعلي الراشد واخرين .

الخلاصة وبالشواهد التاريخية وباستذكار مواقف من اسسوا المنبر سنجد ان المنبر الديمقراطي انطلق من المثقفين المتعلمين ومن الطبقة الكادحة و قلة قليله جدا من التجار , وهؤلاء التجار هم ممن تبقوا من تحالف غرفة التجارة والصناعة مع الشخصيات الوطنية الاخرى في الثمانينيات , ليسوا كل التجار وانما المؤمنين بالعمل الوطني الحقيقي الذي ينطلق من الدستور ومن الايمان باهمية وحدة الشعب بكل اطيافه .

لننظر للتاريخ , وسنجد ان كل المشاريع الشعبية انطلقت من مؤسسي المنبر الديمقراطي والمقربين منهم أى التيار الوطني بشكل عام وكانوا كثر بالثمانينات بدليل تسيدهم في انتخابات غرفه التجارة في ذلك الوقت .

عبدالله النيباري , هو احد رموز المنبر الديمقراطي المعروفين وامين عامه الحالي , لم يكن تاجرا في يوم من الايام , وهو لم يكن سوى ابنا لبحار حاله حال بقية البسطاء من اهل الكويت , وبالكويتي الرجل ماعنده الا معاشه .

لا اعني بهذه المقالة انني من المعادين لطبقة التجار بالكويت , فهم كويتيون مثلنا ومنهم من هو افضل منا بالوطنية ايضا وللكثير منهم التقدير والاحترام , ولكن اعني بهذه المقالة الهوامير من التجار والذين لا تردهم دولة ولا قانون ولا عدالة ولا مساواة , وهم لا يمثلون كل تجار الكويت بالتأكيد .