لم اتحدث عن البحرين لفترة طويلة , فقد استطاع - الطائفيون - نقل ما بها من نفس طائفي الى الكويت وكاد تأثير التعصب يتسع اكثر , فتلك التجربة قد كشفت عن عمق التعصب الطائفي في المنطقة وبشكل لم اتوقعه .
وقد صمت حتى عن بقية الدول التي مر عليها الربيع العربي , وصمت كما بعض الطائفيين عن استقبال السعودية للرئيس اليمني واعادته لليمن , وصمت امام الترتيبات التركية في الشمال السوري , وصمت ايضا عن الدعم الايراني للنظام السوري القمعي الذي يرضي متعصبي الطرف الثاني , فالصدمة قد اثرت بي طويلا وعجزت عن التعبير عنها بسبب فوضى المتعصبين والمتمصلحين في المنطقة بشكل عام وفي الكويت بشكل خاص ممن تبعوا اهواءهم العصبية على حساب العدالة وحقوق الانسان ومبادئ المساواة .
وأعود بهذا الوقت لتقييم تجربة البحرين , وهي تجربة لا تستحق الدراسة على اعتبار انها تجربة مكررة ولها سابقات في العراق وفي غيرها من الدول , فلا اسرائيل استطاعت القضاء على الفلسطينيين ولا صدام استطاع القضاء على الاكراد او الشيعة ولم تستطع ايران القضاء على الاهوازيين ولم تقدر تركيا على حل مشكلة الاكراد , ولم ينجح هتلر ولم ينجح احد من قبله من الديكتاتوريين , وغيرها من التجارب التاريخية الاخرى جميعها تدلل على ان لا الملك حمد ولا الملك عبدالله ولا الخليجي مجتمع سينجح بالقضاء على شيعة المنطقة , وبالتالي فإن الشعور بالقهر والظلم سيتصاعد في النفوس وسيأتي المستقبل بما هو اشد من مواطنين لهم الحق بالعيش تحت مظلة حقوق الانسان مجتمعين باطار المواطنة مع المختلفين طائفيا معهم .
وهذه الرسالة اكتبها ليس من اجل الاقناع بخطأ موقف الكثيريين من الناس , وانما هي رسالة ستحفظ للعودة لها وللتذكير بأن ما سيحدث من سوء شديد سيكون متوقع , و لن ننسى التاريخ ولن ننسى سلب الكثيرين لحقوق انسانية وطنية لمجاميع من الناس , ولن ننسى الدماء التي سالت من اجل فرض الارادة الشعبية على الديكتاتوريات في المنطقة , ولن ننسى الكوادر الطبية التي حكم عليها بالسجن لعشرات السنوات فقط لأنها ادت دورها الانساني بحق المصابين !.
وكل ما سيبنى على الحاضر سيكون مبنيا على باطل , فالاساس الركيك سيهدد كامل البناء وسيكون تاثيره اشد وستزداد خطورته كلما ارتفع البناء أكثر !.
هناك تعليقان (2):
حمد
مدونة فرناس سلطت الضوء على موضوع البحرين من منطلق حقوق الانسان .
وكل عام وانتم بخير
اخي العزيز حمد دولة الظالم لاتدوم لافي اليمن ولا سوريا ولا البحرين ان شاء الله سينتصر الثوار في انحاء الوطن العربي مع اني سني ملتزم اصولي لكن قلبي مع اخوتي الثوار في البحرين كما هو الحال في سوريا واليمن
إرسال تعليق