أمر مؤسف تعامل السلطة والحكومة مع حركة مجاميع من المواطنين الذي نزلوا الى الشارع بالاعتصام والتظاهر لتحقيق مجموعة من المطالب التي يرونها مستحقة , فالأخبار المنقولة عن سمو الامير بالاضافة الى تصريحات علي الراشد , مع محاولة تغليف التعدي الامني المتوقع مساءا اليوم الاثنين بشرعية شعبية من خلال الاستعانة ببعض الدواوين وبعض وجهاء القبائل وغيرهم , كلها تنذر بتصرف أحمق ستقوم به الحكومة بالغد .
وفي الحقيقة , فإن وضع الحكومة سيئ جدا فهناك إهتمام دولي بالأحداث الاخيرة في الكويت , وهناك تقرير نشر في الواشنطن بوست حوى العديد من الملاحظات على الوضع السياسي في الكويت , وهي ملاحظات طالبت الصحيفة بمعالجتها بالطريقة التي تراها المعارضة , وبذلك اشارة الى ان أي تدخل دولي سيصب في صالح المتظاهرين وبالتالي ليس على الحكومة التصرف بحماقة امنية مساء اليوم - الاثنين .
والمؤسف تدخل السلطة بشكل مباشر بنزاع سياسي حاول المتظاهرين بما استطاعوا تحديده عند منصب رئاسة الحكومة , وفي كل التصريحات نجد تأكيدات من المعارضة بأنها مستمرة بالثقة بالسلطة , و المؤسف أن السلطة تريد التخلي عن روح الدستور الذي حدد صلاحيات الحاكم للنأي بالحكم عن الخلاف السياسي وعن الشحن النفسي , وبذلك خطورة لم يكن من المفترض ان تغفلها السلطة الا انها حصلت مع الاسف الشديد.
الأمل بأن يكون التظاهر او الاعتصام غدا هادئ بأمرين , عدم رغبة الناس بالصدام مع القوى الامنية التي حازت على الضوء الاخضر صراحة من السلطة للابتعاد عن الصدام المباشر مع السلطة خصوصا بعد اخبار استدعاء قوات اخرى كالحرس الوطني بحجة تطويق مجلس الأمة , وبالمقابل من الممكن ان تحاول القوات ضبط نفسها قدر الامكان امام عدسات مصوري المؤسسات الاعلامية العالمية التي ستتواجد للتغطية , اما بغير ذلك فإن الأمر سيكون سيئ للغاية وستترتب عليه انقسام حقيقي بالكويت ستتأثر به الدولة لسنوات .
وربما يكون هناك من لازال يعتقد بأن الأمر من المفترض ان يلغى او يؤجل طالما اعلنت السلطة تمسكها الشديد برئيس الحكومة , وفي الحقيقة فإن مثل هذا الرأي لن يؤدي الى النتيجة الافضل للكويت - إن كنا نتحدث عن الكويت وعن مصلحة الكويت ومستقبل الكويت !- , لأن استمرار الحكومة الحالية برئيسها واستمرار الاعضاء الفاسدين سيؤدي الى المزيد من الفساد بالاضافة الى اضاعة وقت ثمين من عمر الكويت , اضف الى ذلك ان استمرار الرئيس سيؤدي بالضرورة الى ازمة حكم اكيدة بحكم الانقسام الشديد بالمجلس في حال لو رشح الرئيس كما تأمل السلطة لولاية العهد , خصوصا وان ولي العهد الحالي من الممكن ان يتردد في القرار لحسم مسألة صعبة كهذه , وبالتالي فإن ترتيب الصف لمستقبل الحكم في وقت الاستقرار في أعلى السلطة سيكون افضل من الفترة التي ستثار فيها مشاكل بغياب الحاكم بالمستقبل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق