في الحقيقة لم يزل للصدمة تأثير فيني بسبب احداث اليومين الماضيين , والمشكلة أن السكرة طارت ولم تأتي الفكرة الى الان , و المسؤول عما وصل اليه الحال في الكويت لازال يصر على نفس الأخطاء ...
الأمة هي أساس المشكلة , مهما تحدثنا عن دور السلطة التاريخي في التضييق على الديمقراطية ومحاولاتها ( الناجحة ) في اختطاف الديمقراطية , الا ان الناس هم اساس المشكلة .
فمنا من نادى بالدستور والعدالة والمساواة , ويرفض الطرح العصبي للجاهل والفضل وعبدالحميد دشتي وخالد الشطي , وبنفس الوقت يصفق ويشارك ويدافع عن الممارسات التي تخالف هذه المبادئ , تخالف الدستور ومبادئ العدالة والمساواة , يشارك بالانتخابات الفرعية ويقوم بالتصويت لخريجيها , ويدافع عن ذوي الفكر الطائفي المتعصب , ويشكك بالتحرك الشعبي في البحرين , ثم يريد من الناس تصديقه او احترامه او تقدير حقوقه الدستورية !, وثم لا يتوقع من الآخرين ردة فعل بذات السوء !.
لا يهم .. تريدون تدمير الكويت ؟ نعم انتم المتعصبين سنة او شيعة فئويين او قبليين .. لا يهم لكم ذلك فالأمن والأمان والارزاق على الله , فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته , دمروها كما شئتم فلن تقوموا بفعل أسوأ من أفعال المقبور صدام حسين وجنده , لن تكونوا بمثل قوته وجبروته .
أنا أتحدث هنا بلساني وأسرتي , وقد التزمت بواجباتي قدر ما استطيع , ففي عملي اجتهدت الى الحد الذي جعلني اعمل في مناطق حرب في 2003 , وفي بيتي لم يشتكي علي جار يوما , أما في موقفي السياسي فلم أصوت يوما لقريب او لشخص لأنه يتفق معي في الطائفة , ولم ابدّي قبيلة او دين او فئة على النزاهة والكفاءة , وحاولت اختيار افضل الموجود قدر المستطاع , ولم اقتحم او ادخل لمكان ولم اخرب ممتلكات خاصة او عامة , ولم يستثر عواطفي لا طائفي ولا فئوي ولذلك فلا شئ اخشى منه ولله الحمد .
ولعائلتي ذات السيرة , لم يسجن احد من اقاربي , ولم يشتكي احدا على أي منهم , ولنا اسرى سابقين ومنهم شهيد , ولم يتهم ايا منهم بتهم تمس الشرف والامانة , بل ان اغلب الاقارب قد عانوا من التعسف الوظيفي بسبب نزاهتهم .
وفي طفولتي , عشت بين الشيعة لسنوات , ثم عشت بعدها وفي سن المراهقة بين ابناء القبائل لسنوات اخرى , لدي الكثير من الاحباب الاصدقاء , وكان لدي الكثير من الاعداء الذين ما ان اتذكر حكاياتي معهم الان الا واضحك على تلك السخافات التي كانت تشغلنا لا اكثر , لأنني عرفت بأن الشيعة والقبائل هم من البشر مثلنا , منهم من هو افضل مني ومنهم من هو أسوأ , فالانسان واحد وإن تعددت الثقافات او اللغات او اللهجات او الديانات .
اليوم , أشعر بالاسى لا الخوف من شئ , ولم اشعر بما كنت اشعر به ايام الغزو العراقي او ايام رحلة عملي لاحدى مناطق الحرب , والحياة بالنسبة لي لا تتعلق بأرض , فالكويت هي مجرد ارض لا معنى لها بلا امة وشعب او بلا أمن او بلا كرامة , هي ليست بدين أو إله هي مجرد ارض ولدت بها و عشت على خيراتها وبمقابل ذلك اسعى ( بما استطيع أن اعيد لها شيئ من هذا الدين ) , اللهم إن واجهني عارض المجتمع الذي يصر على خرابها !.
إن الجهل والتعصب هما المتصدرين الآن , والمؤسف أن الناس هي المتمسكة بهذا التعصب , دون أن تدرك ما تحكيه التجارب التاريخية , فلم يحصل يوما أن قضى احدهم على مذهب او دين او عرق , وبالتالي فإن الإلغاء هو جنون وليس بفكر , ولذلك فإن المراجعة مطلوبة للتفكر بفكرة التعايش السلمي الوطني ومعانيه واهدافه وشكله واسسه كحل وحيد لمشكلة لم تعالج تاريخيا الا بهذا الحل .
أنتم المسئولون .. حتى لو حاولتم التبرير لأنفسكم فستبقون مسئولين طالما اصريتم على التشكيك بالاخر بهدف تهميشه ثم القضاء عليه , أنتم المسئولين وعين الله تراقبكم ..!
---------------------------------
اليوم سيحدد شكل المرحلة القادمة من عمر الكويت , المهم أن كل منا سيختار .. إما ان يكون سببا في تقدم الكويت , وإما أن يكون سببا في تأخرها وتخلفها أكثر ..
هناك تعليق واحد:
حين تتخلى عن "البرواز"
فقد ملكت نفسك والدنيا
إرسال تعليق