إطلعت بالامس على مقالة الاخ الكريم سعود العصفور التي نشرها في سبر , والتي تحدث فيها عن موضوع تراجع مراكز مرشحي التيار الوطني بمقابل صعود ووصول الجاهل الجويهل - الرابط .
وفي الحقيقة فإنني رأيت الكثير من القسوة على نواب كتلة العمل الوطني السابقين بالنسبة للموقف من الجاهل واطروحاته , الأمر الذي اتوقف عنده للتفصيل في تلك المواقف .
ففي موضوع استجواب احمد العبداللة وزير الاعلام السابق فإن الكتلة كانت متمسكة بمبدأ حرية التعبير وتحرير وسائل الاعلام , فليس من المعقول ان يتسبب أي مجنون بتقييد من لا علاقة له بما يطرح بالمستقبل , كمن يريد منع قيادة السيارة لأن في مجنون قاد سيارة وتسبب بمشاكل!.
فالإقرار بالحق لا يعني تأييد هذا أو ذاك , تماما كالموقف من موضوع سحب جنسية سليمان بو غيث القيادي القاعدي والذي اثارته الطليعة وعبداللطيف الدعيج رافضين فيه بشكل مبدئي سحب جنسية أي مواطن , والامر كذلك بالنسبة لياسر الحبيب , والموقف ذاته سيتخذ مع كل حالة في المستقبل فالمبدأ واضح , ولا أعتقد بأن المنطقي الاشارة هنا الى أن الطليعة والمنبر والدعيج يرضون او يؤيدون مواقف سليمان بو غيث ! .
إن ملاحقة أخبار التافهين في كل صغيرة وكبيرة هو ما ولد شعورا بأن هذا الشخص او ذاك يغضب الاخرين , فتجد مجاميع التخلف تؤيد وتساند من أجل التشفي بالاخر , فالمسئولية هنا مسئولية أمة , والجاهل كغيره بات بحكم انتخابه يمثل الكويت لا الدائرة الثالثة فقط شئنا ام ابينا , وبالتالي من المهم قراءة ما حدث بطريقة موضوعية لتلافي ذات الاخطاء .
إن تقييد حرية الاعلام لم تكن ستعالج المشكلة وقد تسائلت سابقا , ماذا لو نقل الجاهل او سكوب قنواتهم للهوت بيرد وبثوا من الخارج ؟ كيف سيصلهم عقاب التسلط الاعلامي ؟.
ومن ناحية اخرى , ماذا ان تتبعت كتلة العمل اخبار الجويهل ولاحقتها بالبيانات او التجمعات ؟ ما الفائدة المرجوة من ذلك وماهو المبدأ والمعيار الذي ينظم المسألة ؟ , فلننظر اليوم الى حادثة مضحكة ومثيرة ولها ذات الشأن ..
في هذه الايام , ثارت ثائرة مجانين التعصب الطائفي , محمد المليفي اساء وعبدالحميد دشتي اقام تجمع , فهل كان على كل من يرفض اساءات المليفي الاشتراك بتجمع عبدالحميد دشتي ليستمع الى تخريفاته ؟ , القصد هنا بأننا الى متى علينا ملاحقة هؤلاء المجانين ادوات ملوك الحرب لا في المنطقة فقط بل بالعالم ؟ , فالمسألة باتت مكشوفة اكثر اليوم , المليفي والنامي وجريدتهم ومالكها احمد الجاراللة , والدار ودشتي وحيدر والمهري بالمقابل , وتيار المستقبل بمقابل حزب الله في لبنان , وايران مقابل السعودية , وروسيا مقابل الولايات المتحدة !!.
إن هذا الجنون الذي اثبت الجويهل المغضوب عليه والنامي والمليفي المرضي عنهما , او دشتي امام المسلمين !! بأن له ارض خصبة في الكويت , استصلحتها السلطة على مدى سنوات طوال وزرع بذرها المتعصبين المجانين من الطائفيين والفئويين والقبليين وغيرهم , فباتت الارض اقرب الى أن تأتي اكلها في هذا الجو المغلي في المنطقة وتحديدا في سوريا بعد العراق وبين المعسكرين الاميركي والروسي , فصار بعض الكويتيين كاللبنانيين اول من يرحب بتحويل الكويت الى ميدان حرب , وصاروا مستعدين ليكونوا اصغر المجندين في هذه الحرب المجنونة ..! , والفئويين ليسوا سوى رؤوس صغار تحاول الاستفادة من هذه الحالة , او كما عبر عنها الجاهل بالسابق .. خلونا ناكل معاكم ..!
الموضوع اكبر من كتلة العمل الوطني ( التي سقطت لاسباب عديدة ومختلفة سأجردها قريبا ), فالافعال وردود الافعال وتاريخ القضية هو الذي يجب ان يقرأ جيدا بعيدا عن قصة التنافس الانتخابي السياسي الذي لن يقدم حل حقيقي لمشاكل الكويت .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق