الثلاثاء، 6 مارس 2012

ثورة القبائل ووهم الإصلاح


أستكمل نشر مقالات الصديق العزيز الذي رفض ذكر إسمه . 
------------------------------
تحدثنا في الموضوع السابق عن خطيئة تسمية الأمور بغير مسماها الصحيح من خلال تسمية "ثورة القبائل" بحملة للإصلاح والذي يقع من خلاله عدم الاعتراف بعظمة ونجاح أبناء القبائل في مسعاهم نحو استعادة الذات أولا ، ويقع التدليس من خلاله أيضا  بإعادة صياغة معنى "الإصلاح" بما لا يتفق ومعناه الحقيقي . فجوهر الإصلاح هو القدرة على النظر إلى المواطن كإنسان وبالتالي تخطي المعيقات التي قد تمنع أي مواطن من الإتيان بحقوقه وكرامته لا نسبة لعدم استحقاقه لها بل نسبة لمخاوف الغير واستبدادهم على غيرهم كما استبداد السلطة المتعسفة تماما ، هذا هو معنى الإصلاح الحق وهو ما لم نشهده خلال ثورة القبائل ، على الرغم من تحقيقها واستحقاقها النجاح بحد ذاتها كثورة انتمت إلى القبيلة قلبا وقالبا ، طبعا وتطبعا .
فالإصلاح لا يقع أبدا باستعلاء الطائفي من الناس لمنابر الإصلاح ، بل هذا بعينه ما يعارض جوهر الإصلاح لعدم اعترافه بقيمة الإنسان ولكونه أداة للظلم في كل يد تمسك به ، وهو ما شاهدنا آثاره إثر تباين المواقف بشأن الثورات العربية وبالتالي غياب مفهوم "الحق" عمن بات يصدح به . والإصلاح لا يقع أبدا بإشراك ذوي المناصب من ممثلي الأمة وبالتالي استغلالهم لقضية أبنائها من خلال التكسب الانتخابي ، واستغلالهم لصدق وحماس المواطنين إلى حد دفعهم إلى كسر القانون ، واستغلال مشاعر الشعب بالإشارة إلى أسرى الحرب رغم شدة الإساءة لذويهم ، فما هكذا يكون الإصلاح أبدا . كما لا يقع الإصلاح بمحاربة طمع التجار دون محاربة التشدد الفكري والمتطرفين من رجال الدين ، فإن قام الإصلاح على شيء فهو الوسطية والاعتدال .. في توزيع الثروة والحقوق ، وفي حرية وسلامة فكر المواطنين . 
بل إنه لمن السخرية مشاهدة ترافق كلمة "الإصلاح" بإعلاء كل من الطائفيين ، والمتشددين ، وحراك النواب لكون هذه العناصر من أكبر المعيقات لدرء الفساد وإصلاح أي بلد ، فها هم نوابنا اليوم يستغلون مناصبهم كما بالأمس في وعودهم بإسقاط القروض لإرضاء الناخبين على حساب مصلحة الكويت وهي في أمس الحاجة إلى التنمية ، أما الطائفية فهي العامل الوحيد الذي باستطاعته قتل شعب كامل وبأسره وما عليكم سوى النظر إلى التاريخ للتأكد ، وأخيرا .. رؤية المتشددين والمتطرفين فكريا وهم ينادون بالإصلاح في حين استند الإصلاح على حرية المواطنين الفكرية أولا وأخيرا ، حرية الحديث والنقاش ونشر الوعي لتعريف المواطنين بحقوقهم ومن ثم نشأة حراكهم ، لا إصلاح دون حرية ، بل لا ثورة دون حرية بما في ذلك ثورة القبائل التي وجب على أبنائها مراعاة هذا الجانب أكثر من غيرهم .
لجميع ما سبق نقول ونعم ثورة القبائل ، أما الإصلاح فهو أكبر وأشمل وأصعب من ثورات العالم أجمع ، فهو لا يتحقق بين ليلة وضحاها ، لا خلال أشهر ولا حتى سنوات ، إصلاح البلد يحتاج إلى زمن طويل وجهود مكثفة وآراء نيرة ، وهو ما سنتناوله في موضوعنا القادم بعنوان "وختامها الشهداء" .    

هناك تعليق واحد:

المقوع الشرقي يقول...

ارفضوا الغزوة الرجعية ضد حرية المرأة في مجلس الأمة
اخرجوا اليوم الي ساحة الإرادة من الساعه5-7مساءا

انشرو جزاكم الله خيراً