لدينا في الكويت مثل يقول ( طارت السكرة وجت الفكرة ) وهو ما أراه ينطبق على حال إخوان مصر اليوم .
حزب الإخوان المسلمين الذي خاض الانتخابات الرئاسية تحت مسمى آخر عندما فازوا بالرئاسة ، وجدوا انفسهم امام مسئولية كبيرة جداً أجلت كل أجنداتهم التاريخية ، ففوز مرسي وضعهم في مواجهة التحديات الضخمة كملفات الفقر والفساد والديون ومسألة المواطنة مع الأقباط والانفتاح السياحي ، بالإضافة الى التحديات الدولية واهمها عملية السلام بمقابل دعم حماس او التخلي عنهم الان ربما!.
وبغض النظر عن قراءتي لسياسة الاخوان الحكيمة بالنسبة لما ذكر أعلاه والذي يقرأ على انه ميل للمصلحة الوطنية على حساب الالتزام بالمرجعية الدينية، الا ان التساؤل الذي يطرح نفسه عن سبب استمرار الإخوان كجماعة مؤسسة لحزب العدالة الذي يطرح نفسه على انه حزب مدني واتخذ الخطوات التي أشرت اليها أعلاه؟، فما الفائدة من التمسك بمرجعية غير قابلة للتفعيل في زمننا هذا ؟.
نحن امام حالة استثنائية عجيبة ولكنها وقتية مع الأسف ، ان يجمد الفكر التقليدي للإخوان وان لا يلغى فهذا يدلل على ان أصحابه مؤمنين بالعودة ولكن .. متى؟!
القصة الغريبة بالموضوع ، أن اكثر الاحزاب تنظيما بالعالم لم يلتزم بأبسط الأسس الحزبية ، فالإخوان كانوا مسيطرين على مجلس الشعب وهم أقوى المرشحين لإستعادته ، ومع ذلك وبدلا من ان يضعوا حكومة متوافقة مع البرلمان قاموا بإستخدام منصب رئاسة الحكومة في التفاوض والتوافق !.
ستعود ريما لعادتها القديمة ، والجماعة تعمل على مسألة التوسع والتمكن بالمستقبل ، اما الان ستجتهد لتحقيق أمرين الاول الحصول على ثقة الناس عبر العمل في الرئاسة وفي الرقابة والتشريع والثاني عبر حرق الخصوم المتوافقين عبر تسليمهم مسئولية الجهاز التنفيذي المثقل بالمشاكل والهموم ، فأي اخفاق ستتحمله الحكومة لاشك هكذا هو النظام الديمقراطي.
أعتقد ، بأن على خصوم الاخوان التمسك بمنصب نائب الرئيس وان يعطوا الناس كل الفرصة للتعرف على الاخوان من خلال تجانس الرئاسة مع الحكومة والبرلمان للأربع سنوات القادمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق