الجمعة، 6 يوليو 2012

لماذا تركز الانتقادات لكتلة الاغلبية دون غيرها ؟

لماذا نركز في نقدنا على كتلة الأغلبية اكثر من غيرها ؟

لم يكن الوضع كذلك قبل مجلس 2012 , وهنا اتحدث عن نفسي على الاقل , ففي المجلس السابق كان التركيز على الاغلبية البرلمانية مع بعض المترددين ومنهم نواب كتلة العمل الوطني , وللمدونات المائلة لما يسمى التيار الوطني قصة مع مقالة لعبداللطيف الدعيج عندما وصف هذه المدونات بالناشئة لأنها فقط ركزت على نواب كتلة العمل الوطني اكثر من غيرها . 

الوضع الآن إختلف , وباتت كتلة الاغلبية هي الطرف الأقوى , بعد السلطة طبعا وهي مستثناة لأن لا حياة لمن تنادي ولا يمكن أن يصحح مسارها الا عبر البرلمان , فلا انتقاد سينفع ولا هم يحزنون. 

ولذلك فإن التركيز تحول بالسنة الاخيرة الى كتلة الاغلبية , وهي الكتلة التي حققت رقما كبيرا جعلها الأولى في تمرير مشروع تعديل دستوري قبل ان يوقفه سمو الامير , وهذه لم تحدث بتاريخ البرلمان حسب علمي .

وكتلة الأغلبية هي التي اعادت الى الواجهة مطالبات الإصلاح السياسي التي سيؤدي تحققها الى نزع السلطة التنفيذية من سطوة الاسرة الحاكمة وتسليمها للبرلمان - الامة , وبالتالي فإن من المفترض أن تقرأ النتائج من الآن من خلال المتابعة الدقيقة والجادة للنواب المحتمل نجاحهم بالسنوات القادمة .

إن من الصعب التخيل بأن برنامج الاصلاح السياسي وحده هو ما سيؤدي الى حل كل مشاكل الكويت , فالنجاح يحتاج لقيادة سياسية حكيمة لا على مستوى الحكم فقط وانما على مستوى السلطات الثلاث , وبالتالي فإن من الضروري أن يكون البديل واضحا وقادر على اثبات جديته وقدرته على قيادة البلاد . 

ليس من السهل الحديث عن النظام الحزبي والتمثيل النسبي والحكومة المنتخبة , فها هم الاخوان المسلمين استوعبوا الامر ويحاولون الآن النأي بأنفسهم عن قيادة الفريق الحكومي . 

الفارق بين القاهرة والكويت , أن القاهرة قادرة على توفير البديل في حال لو فشل الاخوان في السنوات الاربع القادمة , اما الكويت فلن توفق أي جماعة بقيادة البرلمان والحكومة معا , وبالتالي سيستمر المجلس بصورته التوافقية وسينعكس هذا التوافق على تشكيلة الحكومة المنتخبة , وستستمر ذات الأخطاء السخيفة وذات الازمات !.

الحل ..

من الممكن النأي بالكويت عن هذا الخط , ويكون ذلك من خلال فتح صفحة جديدة بين كل التيارات السياسية , والاتفاق على بعض الاسس السياسية المطلوب انجازها بشرط ان تكون قائمة على اسس وطنية بحتة , ولتكون هناك هدنة تسمح بتشكيل الاحزاب وتنظيمها وتسييرها من الصفر والى أن تنهض لتكون قادرة على خوض الانتخابات بالطريقة النظامية السليمة .

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

فعلا قوة الأغلبية وما تعلن عنه وماتقترحه يجعلها في مرمى النقد ويغطي على من سواها.
أتمنى تحقيق مقترحك وأن تتوقف مسيرتنا السياسية عن الإنحدار المتواصل.